ملحم الحكيم:
يشغل التحكيم في الملاكمة اهتمام الكثيرين من محبي هذه الرياضة وجماهيرها وممارسيها من لاعبين ومدربين لأن مقياس نجاح أي بطولة محلية ودولية مرتبط بكفاءة طاقمها التحكيمي وقد لمعت أسماء سورية عديدة في مجال التحكيم منها كامل شبيب وعيسى النصار ومحمد زهرة واستطاعت أن تترك بصمات واضحة في تحكيم البطولات الدولية بتألقها في تقدير الحالات التحكيمية الصعبة وخصوصا بحالات التعادل على المركز الأول في الادوار النهائية، ومع مرور الوقت اصبحت بلدنا الأوفر عددا بين جميع الدول العربية بأعداد الحكام الدوليين أصحاب النجوم « نجمة_ نجمتان_ ثلاثة نجوم»
الإ أن الظروف الصعبة التي مرت بنا وتبعات الحرب الإرهابية والحصار الجائر جميعها منعت حكامنا من التحكيم خارجيا على مدى عشر سنوات ما أسقط عنها الدرجات والنجوم
استرجاع النجوم
وسط هذا الواقع عانى حكامنا الدوليون الكثير فلا مشاكارت ولا احتكاك ولا ترقية دولية تذكر مادفع برئيس لجنة حكام آسيا كامل شبيب وخلال البطولة الآسيوية لمطالبة الاتحاد الدولي إنصاف حكامنا واعادة نجومهم ودرجاتهم، فالتقصير ليس منهم بل من ظروف الحصار ومنع الكثير من الدول منحنا الفيز للمشاركة من ناحية وعدم ترشيح حكامنا من قبل الاتحادين الاسيوي والدولي لقيادة نزالات بطولاتهم التي تتطلب النجوم من ناحية أخرى، فأثمرت المطالبات واستعاد حكامنا نجومهم وعادوا على الفور إلى حلقات الملاكمة فكان الحكم الدولي……. مع قبضاتنا في دورة المتوسط والحكم الدولي هيثم حوراني لدورة الكويت الدولية وصلاح نكرش لبطولة العرب في مصر « لو تمت».
كوادر الملاكمة أطلقت صرخة تستحق التوقف والتأمل مفادها « تحكيم القبضات استعاد نجومه لكنه لم يستعد عافيته كما كان قبل الأزمة «
قبضاتنا بانتظار النجوم
الجواب على الصرخة جاء «حسب قولهم الحرفي» « أخيرا فعلها كامل واستقدم دورة تحكيم دولية إلى حلقاتنا « ومن المقرر أن تقام الدورة بالفترة من 18 الى 24 شهر تشرين الأول بدمشق وهذا «قرار نهائي» بعد أن أتم رئيس الاتحاد كامل شبيب المراسلات اللازمة للاتحاد الدولي الذي وافق بشكل رسمي على الدورة وسمى مندوبيه إليها واتفقوا على كافة التفاصيل واستطاع بعلاقته أن يعفي رياضتنا من تكاليف» تعويضات المحاضرين الدولين والتي تكفل بها الاتحاد الدولي.
من جهته وافق المكتب التنفيذي على اقامة الدورة وبدأ التحضير لإنجاحها عبر كتب الدعوة التي توضح أماكن الإقامة ورسوم المشاركة للدارسين العرب القادمين اليها وبحث بشكل مفصل مع رئيس مكتب ألعاب القوة مكان المحاضرات النظرية والعملية والوسائل المساعدة لتكون الدورة نموذجية وناجحة بكل المقايس وتحقق الغاية المرجوة منها.
ظرف استثنائي ومعالجة استثنائية
حكامنا اذا استعادوا نجومهم ودورة النجوم قادمة لديارنا فلماذا تقول كوادر اللعبة ان التحكيم لم يستعد عافيته؟!!
الأمر حسب الحكام أنفسهم يحتاج لدراسة متأنية، فيوم امتلكت بلدنا أكبر عدد من الحكام الدوليين كان ذلك قبل اكثر من ١١ عاما، أي أن معظم حكامنا الدوليين الحالين تجاوزوا السن المطلوب او القادر على التطور والعطاء فمنهم من تجاوز الستين أو شارف فما الفائدة التي ينتظرونها من الدورة؟
وما الفائدة التي سيقدمونها للعبة أتعيد النجوم لياقتهم التي كانت قبل ١١ عاما؟
الأكثر خطور حسب قول الكوادر في ظل الأزمة وعدم المشاركات الخارجية ونظرا لحساسية الملاكمة التي تتطلب في كل نزال مراعاة حياد القضاة الخمس وسادسهم حكم الحلقة ما يفرض على لجنة الحكام تكليف كافة الحكام بغض النظر عن درجاتهم في البطولات المركزية.
في ظل هذا الوضع فقد أكثر الحكام طموح ترقية درجاتهم فالحكم درجة ثالثة يحكم كما الحكم الدولي بنجومه المتعددة وبالتالي بقي معظم الحكام المميزون بدرجتهم الثانية والثالثة وقلة منهم فقط وصلوا للدرجة الأولى التي تخول الحكم حسب شروط الدورة حمل النجوم التحكيمية ما يحتم والحالة هذه ان نسبة الفائدة التي ستجنيها الدورة قليلة قياسا بطموحات ابناء اللعبة واتحادها ذاته،
لذلك ترى كوادر الملاكمة ضرورة المعالجة الاستثنائية على فرض ان الدورة في ربوعنا التي مرت بظرف استثنائي فمن المنتظر أن يكملها كامل شبيب ويستثني الدرجة المحلية للراغب بالالتحاق بالدورة إن رأى فيه الحكم المستقبلي الناجح وهو الأدرى بمقدرة كل كوادره فإن تم ذلك ستكون الفائدة اكثر شمولية للكوادر وللعبة ذاتها التي ستعد بهذه الخطوة جيلا من الحكام الدوليين الشباب مع كل الاحترام لكل الحكام الكبار الذين سيبقون القدوة والخبرة.
شبيب سيفعلها
بدوره محمد كامل شبيب رئيس اتحاد الملاكمة أكد أن التحكيم يحتاج لدماء جديدة بقوله:» وفقنا باسترجاع النجوم لحكامنا جميعا بما فيهم درجة الثلاثة نجوم التي يحملها الحكم عيسى النصار ولكن بالفعل أغلب حكامنا الدوليون شارفوا على سن التقاعد التحكيمي لذلك نفكر بجيل الشباب من حملة الدرجة الاولى وهي شرط أساسي لاتباع الدورة الدولية ولكن ولتكون الفائدة لأكبر عدد ممكن من حكامنا سنحاول جاهدين وبعض التشاور مع لجنة الحكام العليا بأن ندخل الحكام المميزين من حملة الدرجات الأخرى الذين لم تسمح لهم ظروفهم باتباع دورات الترقية لأننا غايتنا من استقدام ا الدورة تسهيل الأمر على الحكام الطموحين وازالة الاعباء المادية الكبيرة في حال أرادوا اتباع هذه الدورة بالخارج ، ما يعني أننا نفكر بخير اللعبة و بكل ابناء الملاكمة ولن ندخر جهدا لتعميم الفائدة المرجوة من دورة النجوم المنتظرة.