الموقف الرياضي:
يلتقي مساء اليوم السبت منتخبنا الوطني لكرة السلة مع نظيره اللبناني في نهائي بطولة غرب آسيا للشباب تحت ١٨ سنة المقامة بدمشق في موقعة قوية وندية بالنظر لطموح منتخبنا لرد الدين وأقله تقديم مباراة كبيرة وتحسين الصورة أمام المنتخب اللبناني الذي أكد بأنه قادم بقوة لاعتلاء منصة التتويج بعدما ضمن تأهله إلى جانب منتخبنا في النهائيات الآسيوية التي ستقام في ايران الشهر المقبل، لذلك سيلعب المنتخبان بكل ما لديهما من أوراق فاعلة وخاصة منتخبنا الذي حصل على جرعة معنوية من فوزه على العراق حيث استعاد لاعبونا ثقافة الفوز وكانوا الأفضل وما نتمناه أن يحققوا اليوم فوزا غاليا ويعتلوا منصة التتويج عن جدارة واستحقاق.
بداية غير مقبولة
لم يكن حضور منتخبنا الوطني الشاب قويا في بطولة غرب آسيا التي تستضيفها دمشق في صالتها الفيحاء منذ البداية، فمني بخسارتين أمام العراق ولبنان، ولم يكن حضور اتحاد كرة السلة على صعيد التنظيم جيدا، بعدما عاب البطولة أخطاء من المعيب وجودها في عمل اتحاد يدعي الاحترافية ويملك جيشا من الإداريين، ومع ذلك وقع الاتحاد في أخطاء لا يمكن أن يقع بها منظمو دوري الأحياء الشعبية.
غياب الإعلان الرسمي
لم يفصح اتحاد السلة عن البطولة إلا قبل انطلاقتها بثلاثة أيام ، ولم يقم لها أي إعلان عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي باستثناء إعلان تم نشره قبل البطولة بيومين، وكان حريا به الإعلان في وقت مبكر عن جميع الوسائل الإعلامية المتاحة من أجل كسب ود الجماهير والمصالحة معها.
والسؤال هنا، هل نسي الاتحاد الترويج للبطولة عن جهل مسبق بعدم معرفته بتنظيم بطولات ومداخلها، أم أنه يفتقد لأبجديات أصول التنظيم والاستقبال، وكل الشعارات السابقة كانت مجرد كلام في زوبعة فنجان أم انه حاول تغطية اخفاق رجلنا في الكأس الآسيوية والخروج المونديالي.
وأين دور اللجنة الإعلامية التي يغنج أفرادها بالدلال والسفر والبعثات في إيجاد طريقة لنشر نتائج مباريات البطولة بعيدا عن الأخطاء المضحكة حتى في أعلام الدول المشاركة.
وعانى الجمهور القليل الذي تابع مباريات البطولة من الحرارة المرتفعة داخل الصالة التي تم تجهيزها بأشهر قليلة بكلفة مالية باهظة دون أن يتم تشغيل أجهزة التكييف، وإذا كانت حجة بعض المنظرين عدم توفر المحروقات، فإننا نسأل أين أموال الاتحاد التي وصلت مبالغها لأرقام خيالية في خزائنه، أليس من المفروض تأمين كل ما يلزم لإنجاح البطولة على أرضنا ونظهر بشكل حضاري أمام ضيوفنا.
غياب النقل
استغرب جميع عشاق السلة السورية عدم نقل مباريات البطولة عبر شاشاتنا الوطنية، وبدا واضحا أن الاتحاد لم يخاطب أي شركة ناقلة، وكأن الأمر لا يعنيه لا من قريب ولا من بعيد، ولم يكلف نفسه مخاطبة التلفزيون الوطني»السورية» الذي لم يقصر ولن يتوان عن نقل جميع الأحداث الرياضية فتم الاعتماد في نقل المباريات عبر رابط ذكرنا بأحد برامج الحظ( اذا علق الخط بتربح) فلم يتمكن سوى القليل القليل من جمهورنا دخول هذا الرابط، فغابت أخبار البطولة عن جماهيرنا وخسر منتخبنا أهم ورقة لديه هو مساندة وتشجيع الجمهور له.
هذا غيض من فيض فوضى تنظيم الاتحاد لبطولة شباب تضم أربعة منتخبات، فكيف سيكون حاله لو كانت بطولة قارية .
نظرة فنية
لم نعد نعرف ما هو المعيار الذي يعتمده اتحاد السلة في انتقاء لاعبي منتخباتنا الوطنية، حيث ظهر جليا أن هناك بعض اللاعبين لا يستحقون تمثيل المنتخب ولا ارتداء قميصه، بعد الأداء المتواضع لهم، حتى أن بعضهم بدوا وكأنهم يفتقدون أبجديات كرة السلة الحديثة، وزاد الطين بلة أن المدرب صاحب الجنسية «الإسبانية» لم يتمكن من قراءة المباريات ولم يستفد من الأخطاء التي وقع فيها اللاعبون في لقائهم الافتتاحي أمام العراق ، ليزداد الأمر سوء في اللقاء الثاني أمام لبنان الذي تفوق علينا أداء ونتيجة، فبدا لاعبونا أمامه لا حول ولا قوة، وفي بعض مراحل اللقاء بدوا وكأنهم يلعبون كرة سلة لأول مرة، فغلب الطابع الفردي على اللعب الجماعي الذي كان شبه غائبا عن مستوى منتخبنا، فالخسارة الأولى أمام العراق كان بإمكان منتخبنا تفاديها لو نجح مدربنا في تصحيح أخطاء الفريق ووضع حدا لإضاعة الفرص السهلة.
فوز وحيد
في ختام الدور الأول من البطولة تمكن منتخبنا الوطني من الفوز على منتخب فلسطين الحلقة الأضعف بالبطولة لأنه حل في المركز الرابع دون أي انتصار، وقد تأثر لاعبوه لوفاة أحد أعضاء البعثة في دمشق قبل انطلاقة البطولة بساعات، وقدم منتخبنا أداء مقبولا عن المباراتين السابقتين وجاء ذلك على حساب المستوى الفني الضعيف لمنتخب فلسطين.
لغة الأرقام
خسر منتخبنا الوطني في اللقاء الافتتاحي مع العراق ٦٦- ٥٧، وخسر في لقائه الثاني أمام لبنان ٩٤-٧٠، وفاز على فلسطين ٨٧-٥٥.
وحل في المركز الثالث ليواجه منتخب العراق في الدور الثاني.
لقاء التأهل
لعب منتخبنا في لقائه الثاني مع العراق بشكل أفضل رغم أن بدايته لم تكن جيدة بعدما فرض العراق سيطرته لكن لاعبينا نجحوا في العودة ومن ثم التقدم مع نهاية الربع الثاني ، في الثالث تنفس العراقيون الصعداء ولعبوا بطريقة سريعة وتقدموا مع نهاية الربع ٤١-٤٠، لينجح لاعبونا في استعادة المبادرة وقدموا أداء جيدا وسجلوا من جميع الاتجاهات والمسافات وسط ارتباك في أداء منتخب العراق الذي أضاع اسهل السلات لتنتهي المباراة بفوز غال لمنتخبنا بفارق ١٢ نقطة ٧١-٥٩.