مـــدربــــو منتخباتنـــا الكرويـــــة الجــديـــدة هـــل من معــاييــر للاختيـــار أم مصـــالح ومحســـوبيات ..؟؟؟

أنور الجرادات :
لا يختلف أحد على الأهمية القصوى لمدرب المراحل السنية في منتخباتنا الوطنية باعتباره حجر الأساس واللبنة الأولى في تكوين اللاعبين الصغار، من أجل خلق جيل واعد للمستقبل من اللاعبين الموهوبين القادرين على تحقيق النتائج الجيدة ورفد المنتخبات الوطنية والأندية بالعناصر المميزة، هو الهدف الأهم والأكبر الذي يقوم عليه عمل المدربين وهو ما يفرض علينا مثلما نبحث عن الخامات الجيدة من اللاعبين، الاهتمام أيضاً بالمدربين الذين يتولون المهمة في هذه المراحل العمرية الحساسة.
ورغم أن الوضع ليس بالكارثي، كما قد يتصوره البعض، إلا أنه يحتاج إلى متابعة مستمرة، واهتمام أكبر بإلقاء الضوء على مدربي المراحل السنية، إذ فرضت النتائج المخيبة لاغلب المنتخبات الوطنية في الفترات الماضية إعادة النظر وإجراء تقييم، حتى لا يتكرر الإخفاق مرة أخرى.
الواقع يشير إلى غياب المعايير الواضحة، والتدقيق السليم في انتقاء المدربين في المراحل السنية، سواء في المنتخبات أو الأندية، بدليل التغييرات التي قد تحدث في هيكلة المنتخبات على الصعيد الفني، ما يؤثر بالسلب في منظومة العمل، وهل الاختيار يتم وفق أسس علمية وفنية، بناء على الخبرات التدريبية في هذا المجال، أم أن العلاقات والمجاملات في بعض الأحيان على حساب الخبرة وعدم تحري الدقة حول مردود المدرب ونتائجه على صعيد تخريج اللاعبين، هي من تحكم الاختيارات…
الخبرة لازمة والدقة مطلوبة
الاتحاد مطالب بتحري الدقة بصورة أكبر في تعاقداته مع مدربي المنتخبات الوطنية وخاصة المراحل السنية، كون المدرب في هذه المرحلة، من أهم عناصر تكوين اللاعب في السن الصغيرة، خاصة في ما يتعلق بالمدربين الأجانب، وضرورة أن يمتلك خبرات تدريبية طويلة مع المراحل السنية.
وقد لاحظنا في بعض الدورات التدريبية التي تقام بالتعاون مع الاتحاد الآسيوي، العديد من المدربين ليسوا على المستوى المطلوب، بما يسهم في تطوير الكرة السورية وبالتالي، الاختيار الصحيح والدقيق للمدرب من العناصر الأساسية التي يجب على الاتحاد تحري الدقة في ظل الأهمية القصوى لهذه المرحلة.
والإشكالية الأكبر التي تواجهنا في تعاقدات الاتحاد مع مدربي المراحل السنية الذين لا يملكون رخصاً تدريبية أو لا، يمكنهم الحصول على شهادة اعتراف بالكفاءة لعدم وجود شرط خبرة الـ 5 سنوات، إذ يحاول الاتحاد مساعدة الأندية في حصول المدربين على الشهادات المعترف بها.
ولكن هناك صعوبات كثيرة في هذا الأمر، والطلب مراراً من لجنة المدربين أن تحصل على مشورة الإدارة الفنية بالاتحاد قبل التعاقد مع المدربين، سواء كان مدرب الفريق الأول أو للمراحل السنية، بإرسال أوراقه وسيرته الذاتية وخبراته التدريبية، والاتحاد بتواصل مع لجنة المدربين والمنتخبات الوطنية في هذا الخصوص، ولكن للأسف، عددها قليل للغاية، ونفاجأ في أحيان كثيرة، وجود مدرب لا يملك الخبرة التدريبية المطلوبة.
جيل المستقبل
و هناك مدربون كثر منهم الكفء ومنهم غير المؤهل، ولذلك، لو كان هم الاتحاد واهتمامه بناء اللعبة على أسس متينة وراسخة عليهم التحرك سريعا في عملية اختيار مدربي المراحل السنية، لأن هذا المدرب هو من يأخذ على عاتقه إعداد جيل للمستقبل وتكوينه بالشكل الصحيح، والهدف في هذه المرحلة، هو تكوين اللاعب وليس مجرد النظر لنتائج فرق المراحل السنية، فالمدرب ليس مجرد شهادة فقط، وللأسف، في بعض الأحيان النتائج هي من تحدد عمل المدرب، وليس الناتج، في العناصر الموهوبة التي يمكنها الاستمرار في المستقبل .

المزيد..
آخر الأخبار