اتحاد السلة يفتقد للخطط والمخططين رغم توافر الإمكانات المادية

الموقف الرياضي:
من قال بالمال وحده تبنى الرياضة يبدو أنه واهم ومخطئ، لأن القيادة الرياضية الحالية وفرت كل ما لذ وطاب لاتحاد السلة في سبيل تحقيق نتائج جيدة لمنتخباته الوطنية وتسجيل حضور طيب ، لكن يبدو أن المال ووفرته يحتاج إلى خطط جيدة ومخططين من مستوى عال، وهذا ما يفتقده اتحاد السلة بكل صراحة، وهذا الوضع يجعلنا نصل إلى حقيقة مفادها بأن لا المكتب التنفيذي ولا حتى عنتر بن شداد قادر على تطوير سلتنا الوطنية، أو إخراجها من ضياعها في ظل الواقع الحالي الذي تعيشه.
بصراحة ابتلينا بواقع رياضي مرير، جلدنا أنفسنا بالتكهنات والتأملات كثيراً، نضحك على أنفسنا وعلى الآخرين، والحصيلة اليوم كما كانت في الأمس، وكما ستكون لاحقاً ..لا شيء، بتنا نخجل من محاولات زرع الثقة والتفاؤل في نفوس الآخرين، ونخجل من تدفق حماستنا مع حروفنا، ولو أن الصفحات ترضى لونها الأبيض لأوقفنا إراقة حبرنا عليها، ولأوقفنا أي حديث عن رياضتنا لأنه لا أحد يقرأ، ولا أحد يسمع، ولا أحد يأبه بمشاعرنا، نعترف أن فوزاً معيناً لمنتخب أو لناد معين في بطولة رسمية، أو دورة ودية سيعيدنا إلى حماقتنا فنحرق الحروف، ونحن نشد على يدي من فاز، والحقيقة أننا نساهم بشكل أو بآخر بالإبقاء على تخلفنا الرياضي، وإن كان محور الحدث والاهتمام هو كرة السلة.
ثوب فضفاض
يبدو أن تفاصيل يوميات سلتنا الوطنية باتت تجبرنا على تجديد مقولة إن خياط ثوب الاحتراف لم يكن ماهراً، لأنه جعلنا نرتدي الثوب الفضفاض بمقاسات كبيرة، أكثر من خمس عشرة سنة مضت على دخول الاحتراف لأجواء سلتنا، وما زلنا نسير بخطوات عرجاء، وغير واضحة، وإذا كان انتقال لاعبنا إلى العيش في بحبوحة مادية هو أبرز إيجابيات هذا الاحتراف، إلا أن المردود الفني المرجو من هذا الاحتراف لم يتحقق ولم نر أي لاعب موهوب منذ سنوات طويلة، ، فالمستوى بقي مثله مثل أيام الهواية، فبدلاً من أن يكون الاحتراف بمثابة طوق النجاة لسلتنا الوطنية، بات يشكل في ظل المفهوم الخاطئ له العقدة التي كبلتنا، وأرجعت سلتنا إلى الوراء.
مسؤولية من؟
ونأتي إلى قمة الهرم السلوي من الناحية التنظيمية أي اتحاد السلة المعني الأول بل المسؤول عن تطوير اللعبة، ولا تزال مشكلته ومشكلتنا التي نتمنى ألا تكون أزلية وأبدية في عدم تفرغ أعضائه، أي إنهم يعملون بدافع الهواية، ومن يكون كذلك لا يملك الوقت والخبرة لبناء اللعبة وتطويرها والتماشي مع نظام الاحتراف، فكيف نقبل بأعضاء هواة في زمن الاحتراف.
هذا منذ زمن غير أن الاتحاد الحالي تمكن من تغيير نهج أعضائه بعدما رفع أجور المراقبات وإذونات السفر وبات كل عضو يتقاضى ما هب ودب دون أن يقدم للعبة سوى الشيء اليسير، وهذا الشيء يضع الاتحاد في ميزان المحاسبة والمسؤولية، وأي عضو يثبت عدم نفعه لابد من محاسبته أو حتى إبعاده والعمل على تبديله بعضو أفضل قادر على العطاء، حينها فقط نتمكن أن نطمئن على عمل الاتحاد ونحلق بأجنحة قوية.
خلاصة
إذا كنا نريد كرة سلة سورية متطورة فلهذا الأمر شروط كثيرة يجب توافرها، وإن كنا نريد كرة سلة تحبو دون أن تستطيع أن تمشي، فأعتقد أن الوضع الحالي قادر على إيصالها لحد الهاوية أيضاً.

المزيد..
آخر الأخبار