في النسخة ١٩ لألعاب البحر الأبيض المتوسط ذهبيتان وفضية بإنتظار زيادة الغلة واستخلاص الدروس

وهران _ بشار محمد:

يوم استثنائي لبعثتنا الرياضية المشاركة في النسخة التاسعة عشرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي تنظمها وهران الجزائرية بدخولها على لائحة الميداليات من أوسع الأبواب بإنجاز تاريخي لفرسان سورية، فبعد خمسة وثلاثين عاماً من الغياب انتزعوا ذهبية الفرق لمسابقة قفز الحواجز للفروسية وذهبية ثانية للبطل أحمد غصون في الملاكمة ليحافظ على لقبه للدورة الثانية على التوالي، وفضية لغزال ألعاب قوانا في مسابقة الوثب العالي.


سورية في المركز السادس عشر على لائحة الميداليات بذهبيتين وفضية والرقم إلى ازدياد غداً من خلال مسابقة الفردي لقفز الحواجز وسيكون الختام ذهباً لبطلنا الأولمبي معن أسعد الذي يختتم مشاركتنا بعد غد في مسابقة رفع الأثقال.
شاركت بعثتنا حتى الآن في ست ألعاب من سبع مقررة، ومن أصل ٢٤ لعبة في الدورة توّجنا في ثلاث مسابقات( فروسية_ ملاكمة_ ألعاب قوى) ولم نعتل المنصة في مثلها ( الجودو _الجمباز _ المصارعة ) وتحديداً الأخيرة التي كنا على أعتاب الميداليات فيها لاثنين من مصارعينا «أحمد النكدلي وأحمد ديركي» في نزالات قوية لم ينصفهما تحكيم البطولة فخرج أبطالنا في الألعاب الثلاث بمشاركة منها جيدة ومنها دون الطموح.
الدورة شهدت توزيع مئات الميداليات البراقة وتنافساً قوياً على مراكز المقدمة على لائحة الميداليات بين تركيا وإيطاليا والجزائر وصربيا وإسبانيا وفقاً للمستوى العالي لأبطالها وللعدد الكبير لبعثاتها التي خاضت النسبة الأكبر من منافسات الألعاب المعتمدة.
إنجاز تاريخي

حقق منتخبنا الوطني للفروسية إنجازاً متوسطياً تاريخياً بعد ٣٥ عاماً من الغياب عن منصات التتويج وتحديداً منذ دورة اللاذقية عام ١٩٨٧.

فرساننا توّجوا بذهبية مسابقة الفرق لقفز الحواجز بالفروسية بعد أن أنهوا الشوط الأول لمصلحتهم بخطأ واحد كجزاء لتجاوز الزمن، وتابعوا تألقهم في الشوط الثاني الحاسم وانتزعوا الميدالية الذهبية ليحل منتخب مصر ثانياً، والتركي ثالثاً، ثم المنتخب المضيف الجزائر، يليه منتخب تونس، ثم المغرب، فالمنتخب الليبي، وأخيراً منتخب موناكو في المركز الثامن.
فرساننا استحقوا اللقب بعد أن نالوا ثناء وتشجيع الحضور بتقديمهم مستوى عالياً من مهارات اللعبة وأداء محترفاً من قبلهم فكان لهم الذهب ثمرة طبيعية للتطور الكبير الذي تشهده اللعبة بفضل اهتمام ومتابعة السيدة الفارسة منال الأسد الرئيسة الفخرية للاتحاد العربي السوري للفروسية.
الذهبية التاريخية تضاف إلى سجل الشرف للعبة الأصالة والأجداد الذي خطه الفارس الذهبي باسل الأسد المتوج بذهبية المتوسط وبفضية الفرق عام ١٩٨٧ وغداً سيكون فرساننا على موعد مع الذهب وربما أكثر في مسابقة الفردي.

المحافظة على اللقب
نجح الملاكم البطل أحمد غصون من المحافظة على لقب وزنه 75كغ للدورة الثانية على التوالي فتوج بالذهبية على حساب منافسه الجزائري يونس نموشي وأمام الآلاف من الجمهور الجزائري وطاولة حكام قيل حولها الكثير في نزالات الملاكمة وانحيازها في أكثر من نزال لأصحاب الضيافة .
أحمد حامل ذهبية تاراغونا الإسبانية دافع عن لقبه أمام خصمه الصربي ميميك ألمير وهزمه ١/٢ ليتأهل لمواجهة الفرنسي فيندرو في نصف النهائي ويتجاوزه 0/3 ليلاقي في النهائي الجزائري يونس نموشي ويهزمه 1/2 مانحاً سورية الميدالية الذهبية الثانية في وهران والثانية له على التوالي وفي التاريخ ذاته بفارق أربعة أعوام عن الدورة السابقة.
منافسات الملاكمة افتتحها ملاكمنا عبد الهادي نكاش (وزن 69كغ) بخسارة أمام خصمه الليبي علي إبراهيم في الجولة الثانية بقرار من الحكم بعد تعرضه لضربة أثرت على توازنه اضطر الحكم لإيقاف الجولة وإعلان فوز الليبي علماً أن ملاكمنا تقدم في الجولة الأولى ٩/١٠.
وفي ثاني النزالات لم ينصف التحكيم ملاكمنا محمد مليس الذي خسر أمام الفرنسي مونديز بنتيجة (0/ 3) لوزن + 91 كغ وجاءت نتائج الجولات الثلاث بفارق بسيط رغم انحياز الحكام للفرنسي وخاصة في الجولة الأولى بواقع (29/ 28 – والثانية والثالثة (30 /27 – 30 / 27) .
أما ملاكمنا بلال جوخدار فقد تغلب على ملاكم كوسوفو موراتي في وزن 57 كغ بنتيجة ٢/ ١ والجولات (27/ 30 ) (28/ 27) (28 /27).
في حين خسر ملاكمنا عبد الحميد يوسف (81كغ) مع منافسه التركي ايكوتسون بالانسحاب في الجولة الثانية من المباراة لتعرضه لإصابة بالكتف حالت دون مواصلته اللعب.
أما ملاكمنا علاء غصون فقد تعرض لظلم تحكيمي قارب الفضيحة بعد أن دخل غصون الحلقة لتحقيق الفوز ولا شيء آخر أمام منافسه الجزائري حمامي وسط حضور جماهيري كبير غصت به الصالة التي أصابها الصمت خلال النزال الذي كان لغصون فيه كل شيء مع سقوط متكرر من الجزائري ليصدمنا الحكام بقرار ظالم بمنح الفوز للجزائري الذي لم يرض حتى الجمهور.

ملاكمتنا التي تحضرت كما يجب في روسيا لهذه الدورة توجت بذهبية في المحصلة وكان بالإمكان أفضل وما ينقصها اليوم قرار بلم شملها وتوحيد جهودها لخير اللعبة.

دون الطموح

حصيلة لم تكن مقنعة ودون الطموح لأبطال المصارعة اللذين خاضوا نزالات الرومانية والحرة دون أن يفلحوا بالإمساك بأي ميدالية على الرغم من اقتراب المصارع أحمد نكدلي وأحمد ديركي من البرونزية ولكن مستوى الخصوم والنزالات كان أقوى .
مصارعتنا تحضّرت في روسيا ووعدت بتحقيق ميداليات في وهران ولكنها لم تف بوعدها تحت مسوغات الحاجة لاحتكاك أكبر ومشاركات وبطولات والشيء الإيجابي الوحيد أن المصارعين شباب .
في المصارعة الرومانية برز المصارع أحمد النكدلي بفوز على الألباني بايرام سينا (9-0) في وزن 60 كغ ثم تعرض لخسارة غير مستحقة أمام خصمه الفرنسي نوديسكا 7/12 على الرغم من تقدم النكدلي في الجولة الأولى وبنتيجة 7 / صفر على بعد نقطة من الحسم والفوز بالمباراة إلا أن تأثره بإصابة في القفص الصدري منعه من استمرار تفوقه لينال بعدها إنذارين.
الإصابة استدعت دخول الطاقم الطبي إلى الحلبة لمعالجته لتمضي الدقيقة الأخيرة في مصلحة منافسه الفرنسي الذي رجحت كفته مع نهاية المباراة ليفوز على مصارعنا النكدلي بنتيجة 7/ 12.
ثم خسر فرصة التتويج بالبرونزية أمام الإيطالي مارفيك بنتيجة ١٠/٨ بعد نزال قوي شهد اعتراضاً من قبل النكدلي ومدربه وبذلك فقد النكدلي فرصة التتويج.
أما نتائج باقي المصارعين فكانت خسارة المصارع محمد فواز أمام الإيطالي ايغناسيو سانفيليبو في وزن (67 كغ) بنتيجة 8-0.
وفي وزن 77كغ خسر مصارعنا محمد عبيد أمام الكرواتي كامنجاسيفتش9/0.
أما في المصارعة الحرة تميز مصارعنا أحمد ديركي بفوزه على الإيطالي ريلبيوتو جون بنتيجة (٧/ ٤) ضمن منافسات الدور الأول بوزن ٦٥ كغ ليخسر ديركي أمام الجزائري عبد الهادي خرباشي ٦/٥ وشهد النزال اعتراض مدربنا باسم شتوي على قرارات التحكيم التي ظلمت البطل الشاب.
وخسر مصارعنا عمر الصارم مع القبرصي اليكسوز بنتيجة (٤ /صفر ) في منافسات وزن ١٢٥كغ وكذلك خسر مصارعنا فداء الدين الأسطة مع المصري محمد بدوي بنتيجة (٦/صفر) في منافسات وزن ٨٦كغ.
وفي الحصيلة كان بالإمكان أفضل مما كان وواقع اللعبة المتقدم في دول حوض المتوسط يفرض دراسة نتاج مصارعتنا والتخطيط السليم للاستحقاقات القادمة.

الجمباز خامساً
أحرز لاعب منتخبنا الوطني للجمباز ليث نجار المركز الخامس في مسابقة فردي جهاز طاولة القفز محققاً /755ر13/.
نجار قدم أداء متميزاً أمام أبطال أولمبيين وعالميين وحظي بتشجيع كبير من الجمهور الجزائري.
منتخبنا أنهى مشاركته في ألعاب المتوسط بتحقيق هذا المركز في الفردي وبترتيب ١٩ بالفردي العام والمركز ٢٠ ليزن سليمان في حين انسحب اللاعب محمد خليل للإصابة.
نجار تأهل إلى نهائي الفردي العام بعد حصوله على المركز ال ١٩ من أصل ٥٦ لاعباً تأهل منهم ٢٤ لاعباً فقط أما لاعبنا يزن سليمان فقد حل بالمركز (30) ورافق زميله نجار لخوض التصفيات النهائية لفردي عام الجمباز بعد أن أجرت اللجنة المنظمة لمسابقة الجمباز تعديلات على قائمة المتأهلين إلى التصفيات النهائية للفردي العام حيث حددت مشاركة كل دولة بلاعبين اثنين فقط.
في حين أصيب لاعبنا محمد خليل بكسر في اليد خرج على إثرها من المنافسات واستدعى نقله إلى المشفى وإجراء عملية جراحية له تكللت بالنجاح.
المستوى الذي تابعناه في منافسات الجمباز يدعو للقلق على مستقبل اللعبة لدينا على المستوى التنافسي فالفارق كبير بين مستوى لاعبينا ومستوى اللاعبين في دول حوض المتوسط وإن كنا نسجل للاعبنا ليث نجار موهبته ومستواه إلا أن ذلك لا يكفي واللعبة تحتاج لعمل مختلف.

الجودو سابعاً

وفي منافسات الجودو شاركنا بلاعبين اثنين حققا المركز السابع كل في وزنه وحاولا الظفر بميدالية متوسطية وبدا واضحاً أن إعدادهما كان جيداً سواء في المعسكرات المحلية أو في معسكري العراق وايران والبطولات الدولية التي شاركا بها.
لاعب منتخبنا الوطني سليمان الرفاعي فاز في الدور الأول على لاعب سلوفيني ثم خسر في الدور الثاني أمام لاعب المنتخب المصري يسري سامي بطل افريقيا في وزن 60 كغ ليخرج من دور الثمانية بخسارته أمام الفرنسي مرلين وبذلك حل الرفاعي في المركز السابع من بين ١٢ متسابقاً في وزنه.
أما اللاعب حسن بيان فقد حل في المركز السابع بعد خسارته أمام اليوناني تسوتلاسفيلي في مباراته الرابعة بعد أن تجاوز في مباراته الثالثة اللاعب الألباني كولهاج وسبق له الفوز في المباراة الأولى على التركي ديميريل وفي المباراة الثانية خسر مع اللاعب الجزائري محمد ادريس.
فضية لغزال
وفي منافسات ألعاب القوى التي يحمل بطلنا مجد غزال ذهبية الدورة السابقة لم يستطع المحافظة على لقبه وتوّج بالفضية بعد أن وثب لارتفاع ٢٢٢سم وحل خلف الجزائري بلال عافر الذي وثب ٢٢٤سم وهو أفضل رقم للجزائر .
مجد دخل المنافسة بتركيز ونجح من عبور الارتفاعات من المحاولة الأولى خلافاً لمنافسيه لكنه فشل في محاولاته الثلاث على ارتفاع ٢٢٤سم والتي سجلها غزال قوانا قبل أيام في التشيك.
الدورة ونتاجها تشمل بالنسبة لمجد محطة مهمة للمراجعة واستخلاص مخرجات مهمة قبل الدخول في منافسات بطولة العالم في أمريكا.

زيادة الغلة

ويتبقى لمشاركتنا طموح مشروع بزيادة الغلة من الذهب من خلال الرباع الأولمبي معن أسعد الذي يتحضر في الرابع من الشهر الجاري لمنافسات الوزن المفتوح + 102 بتركيز عال وبهدوء في الصالة المخصصة بإشراف من مدربه قيس أسعد والمعالج رفيق المصري.
قيس أكد أن أمام معن منافسة قوية مع لاعب جزائري وآخر مصري ولكن التحضيرات تركزت على الظفر بالذهب في مسابقتي النتر والخطف على الرغم من المنافسة المتوقعة ولكن الطموح بالذهب سيكون الحافز لتجاوز المهمة الصعبة في الطريق نحو البطولة العالمية في تشرين الأول القادم.
منافسة على الصدارة

تتصدر تركيا ترتيب الميداليات تليها إيطاليا ثم الجزائر في منافسة قوية مع إسبانيا وصربيا والحسم مؤجل حتى المنافسات الأخيرة.

المزيد..
آخر الأخبار