ما إن شقشق ضوء الصباح ذلك اليوم، وهو ليس ببعيد، وانبلج عن اتحاد جديد لكرتنا السعيدة بعد ولادة شبه قيصرية، حتى تباهى بعضهم بفيض الضوء، فيما رفع البعض الآخر الفانوس السحري، بعد أن تم ملؤه بالزيت الصافي الثمين حتى رقبته، وشحذت فتيلته على أفضل شكل، وأشعلوها بحنان وشغف، لكن فراشاته التي رُسمت مداراتها سرعان ما راحت بعض أجنحتها تذوب كالشمع شيئاً فشيئاً، فاستقال رئيس لجنة الاستئناف، ولحق به رئيس لجنة الانضباط، ولم تصمد لجنة التحكيم طويلاً حتى تم حلها وأعيد تشكيلها – مؤقتة – بما سبق.
أما قضية لاعب الكسوة فلنا فيها أنموذج خلاب وتطبيق عملي لقدرة السلحفاة على سبق الأرنب، إذ لم تصمد أمام دراساتهم أكثر من ثلاثة أشهر، وجاءت قضية لاعب الطليعة التي أثارت جدلاً محموماً وأسالت نهراً من الحبر الأسود، وبقيت صامدة في وسائل التواصل عرضة لكل من هب ودب حتى نهاية الموسم ولم يخرج القرار إلى الضوء الباهر إلا بعد التتويج.
ومؤخراً حُددت مدينة حلب لاحتضان كأس السوبر، وفق معطيات كرنفالية نوعاً ما، وهو أمر محمود، لكن سرعان ما تم التراجع عنه لمصلحة نقل المباراة إلى حمص، ولم تفلح هذه الرؤية أيضاً ليستقر الأمر على حماة.
وفي هذا تناثر بعض الكلام حول أسباب النقل من حلب، وكأن الأمر يحتاج لخبير جغرافي لمعرفة المسافات، فانتهجوا سبيل تغيير القرار، رغم دراسته السابقة كما نظن، والظن قد لا يكون من أبواب الإثم أحياناً، أما حمص فحكاية أخرى، فرَادتُها بافتقاد معرفة واقع ملاعبها ؟!
وهكذا نكاد لا نضع أيدينا إلا على بقايا زيت من ذلك الفانوس الذي انتظرنا ضوءه لفضاء القبة، ومع ذلك نتعلق بالأمل.
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com