نعم قد نتفهم خسارة منتخبنا الكروي القاسية لوديته مع نظيره الإيراني بخماسية مؤلمة في هذا الوقت تحديداً،
ونعلم أن عدداً من المنتخبات، وبينها منتخبات كبيرة قد تتعرّض لمثل هذه الخسارة وأكثر، وسبق لمنتخبنا أن تعرّض لمثلها وأكثر، لكن ما زاد الطين بلة هزالة الأداء الذي كان محبطاً على المستوى الفردي والجماعي للاعبين! وضعف الروح المعنوية، وحتى غيابها أحياناً، وانعدام الشخصية في الميدان ! حتى بدا كما لو أن الإيراني يجري تدريباً مع مدربه الجديد، ولم تفلح التغييرات الستة في تبديل واقع الحال، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن اختيار الإيراني لم يكن متسرعاً وفق المدرب فجر الذي أراد اختباراً قوياً للاعبيه لكنه فوجئ بالأخطاء الفردية وضعف اللياقة.. وهذا مثير للتساؤل؟!
وجاءت المباراة الثانية بخسارة رقمية أقل أمام الأوزبكي لكنها لم تحمل معها أي بوادر للأمل بالارتقاء بمستوى الأداء وعطاء اللاعبين إلا بنسبة محدودة في الشوط الثاني، لتستقر في الأذهان صورة سلبية عن المنتخب الذي انتظره الشارع الرياضي بفارغ الصبر لعله يستعيد معه شيئاً من الصورة البهية التي سبقت البطولة الآسيوية مطلع العام الحالي.
هنا ننتقل للحديث «الحار والنقد الساخن» للجهازين الفني والإداري ولاتحاد الكرة، الذي طغى على أحاديث المختصين والمهتمين وعشاق النسور على مختلف المستويات، وبدا بعضه ساخناً أكثر من اللزوم، وهذا على وجه التحديد ما ينبغي أن نفهمه ونتفهمه من الشارع الرياضي والجمهور الكبير الذي أصيب بإحباط جديد تراكم فوق ما سبقه من إحباطات ما زالت ساخنة وموجعة بعد الكأس الآسيوية، وزاد الأمر سوءاً عدم الوضوح والشفافية المطلوبة في هذه المرحلة فيما يخص المنتخب ولاعبيه وترك الحبل على الغارب للكواليس والإشاعات التي ساهمت بمزيد من القلق على حاضر ومستقبل منتخبنا.
في الشكل كنت أتمنى أن يبدأ المؤتمر الصحفي بشكله الطبيعي، وأعني أن يقدم المدرب ما لديه بدلاً من الطلب من الحاضرين طرح الأسئلة مباشرة، لأن الشكل المنطقي يكون كذلك، خاصة أن الحاضرين كانوا يلبون دعوة الاتحاد للمؤتمر.
أعتقد أن المرحلة القادمة ستحمل لنا أشياء أخرى تستحق النقاش، ولكن نتمنى من الاتحاد والجهازين الفني والإداري أن يكونوا أكثر قرباً من الإعلام والناس لأن الجميع يتأملون مشاهدة صورة مختلفة وأبهى، وهذه تحتاج أكثر بكثير مما سبق.