ندرك ونتفهم أن يقع هذا الحكم أو ذاك في الخطأ باتخاذ قرار ما نتيجة الطبيعة البشرية والسرعة المطلوبة في حسم القرار وإعلانه، وهذا أمر يمكن تجاوزه ببساطة وبقليل من المنطق لكل من يتابع بعقله وروحه في آن معاً..
ولكن عندما تكثر أخطاء حكم ما، وللحقيقة هذا مازال ضمن المقبول عند الكثير من حكامنا، ويصبح الخطأ مؤثراً على نتيجة المباراة أو أبعد من ذلك فمن الطبيعي أن تثار الأسئلة حول المستوى الفني والإمكانيات لصاحب هذه القرارات، لكن دون أن نسحب ذلك على التحكيم كله، ففي العالم وفي أكبر الدوريات نشاهد مثل ذلك.
إلى هنا تبدو الأمور طبيعية لكن بعض القرارات المتعلقة باختيار حكم ما لمباراة بعينها ثم التراجع عنه تحت ضغط النقد الفني، أو الإصرار على إسناد أكثر من مباراة لفريق معين لحكم ما، من الطبيعي أن يثير بعضاً من إشارات الاستفهام، لكننا ندرك أن السبب في ذلك،على الأغلب، هو الإمكانيات التي تميز الأفراد، وكذلك محدودية عدد ممن يمتلكون المقدرة على تحمل الضغط أكثر من غيرهم، لذلك يأتي هذا الأمر ضمن الإطار المشار إليه، وهو ما نتمنى من عشاق كرتنا تفهمه، لكن في الوقت نفسه نرى أن على اتحاد الكرة ولجنة الحكام المعنية أكثر من غيرها أن يعملا على توسيع القاعدة ودراسة الخيارات بهدوء، مع ثقتنا بأن الجميع يعمل من منطلق رؤيته للأفضل هنا أو هناك، مع علمنا أنه يتم حالياً وضع خطط لتوسيع القاعدة التحكيمية أكثر في المراحل القادمة.
من جانب آخر لا بد من التعريج على الأجر المتواضع الذي يتقاضاه الحكم لقيادة مباراة، خاصة في دوري الممتاز، وهو أجر لا يلبي الحد الأدنى من احتياجات الحكم عندما يسافر إلى محافظة بعيدة، من دمشق إلى حلب أو اللاذقية مثلاً أو بالعكس، وقضاء ليلة هناك وطعامه وغيره .. وبالتالي نتمنى أن يؤخذ ذلك بعين الاعتبار والعمل على رفع هذا الأجر لأن راحة الفرد، حكماً أو غيره، من حيث المنطق تعني أن يقدم أفضل ما لديه دون ضغوطات من أي شكل، مع ثقتنا الكبيرة بأن حكامنا، لا يخضعون للضغط ولا يقبلون به، ويدخلون الميدان لتقديم كامل جهدهم واجتهادهم بغض النظر عن بعض الأخطاء التي تقع هنا أو هناك.
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com