مدرب وطني أم أجنبي..؟!سؤال وكأنه معادلة بمجاهيل لا حصر لها، لذلك يعجز القائمون على كرتنا – في معظم الأحوال – عن حل تلك المجاهيل والوصول إلى قناعة وإجابة تكون حصيلتها الواقعية مثمرة بالشكل الذي نطمح إليه..؟
بعيداً عن معظم تجاربنا الفاشلة على صعيد استقدام مدرب أجنبي، وآخرها ما زال ساخناً كشوكة في حلق تجربتنا الآسيوية خلفت الكثير من الألم والحزن.. نقول بعيداً عن ذلك لا بد من طرح سؤال على السؤال الأول وهو: هل تكمن المشكلة الحقيقية في أرجحية الأجنبي أو الوطني على الخيار الآخر؟! أم إن المشكلة ذات ذيول أخرى يجب أن نطرحها على أنفسنا بشكل واضح وصريح بدل أن نغالط في طرح سؤال لا يبدو عادلاً كفاية ضمن الصيغة التي يتم التعامل معها بشكل متكرر بحيث لا تأتي إلا بالفشل والخيبة في حالات متعددة..؟!
لا ندّعي المقدرة على إخراج الزير من البير ولكن نظن أن الزير والبير واضحان لكل من يريد أن يأخذ بعين الاعتبار الكفاءة والمقدرة وإعطاء حرية العمل لصاحب المهمة التدريبية الذي نمنحه الثقة – كما يقول المنطق- حيث نختاره لهذه المهمة في أي من مواقع العمل التدريبي، وهذا ينطبق على كرة القدم وغيرها في تقديرنا.
من هنا يبدو أن الإشكال الحقيقي يتعلق بمضمون الاختيار وغاياته وما يقف وراء هذا الاتجاه أو ذاك، وهل تقف النوايا الصادقة سنداً لخيارنا أم ثمة اعتبارات أخرى قد تدفع نحو هذا الاسم أو ذاك؟!
المسألة كما نفهمها – ونعتقد بها – تقوم على هذه الأسس البسيطة والواضحة، فحين يكون بين يدينا إمكانية لاستقدام مدرب أجنبي على سوية عالية ويمكن أن يخدم كرتنا وتوجهاتنا فلا بأس.. أما حين لا نمتلك ذلك فالمنطق يدفع باتجاه المدرب المحلي، وهنا سيكون الأفضل هو وجهة خيارنا أيضاً وليس بناء على مصالح ضيقة أو حسابات لا علاقة لها – أحياناً – بمفهوم الأكفأ.
قد يتحدث البعض عن العائد المادي الذي يقف حائلاً أمام خيار المحلي باعتبار النصوص القانونية لا تسمح بمساواته بالأجنبي، لا بل إن الفارق كبير، وهنا نؤكد أنه بات من الضرورة بمكان أن نخرج من تلك العقلية ونسعى لوضع نصوص جديدة تمكننا من التعاقد مع مدرب محلي بما يحقق مصلحة الطرفين.. وإلا فلا أمل؟!
نريد أن نقول لكم: المدرب الوطني يستحق أن نعتز به أكثر ولدينا من يستحقون التقدير والاحترام، ولكن من الضروري أن تمتلكوا الشجاعة للمضي بهذا الطريق.
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com