كأس السوبر عودة مشهودة لتقليد يقص شريط الدوري الممتاز الذي تبدأ منافساته يوم الجمعة القادم، وهو في الوقت نفسه إعلان عن دخول الفرق محطتها الأخيرة قبل بداية الموسم الجديد حيث يفترض أن الجميع بات مستعداً لخوض المعمعة
الكروية التي تحتاج نفساً طويلاً..
بطبيعة الحال فقد كانت استعدادات الفرق متباينة إلى حد كبير أحياناً، فهناك من كانت أموره واضحة ورؤاه محددة الملامح وأنجز ما عليه بشكل جيد نوعاً ما فكانت تحضيراته تنسجم مع واقعه وامكانياته، فيما عانت بعض الفرق من ضعف العمل الاحترافي الذي يعاني أساساً خللاً في بنيته المفاهيمية والعملية حيث كانت بعض التعاقدات تتكشف عن مشكلات تضعها في مهب الريح عندما يغير هذا الطرف أو ذاك قناعاته ويبدل موقفه خاصة أن عددا من اللاعبين الذين وقعوا هنا وهناك على الرغم من وضوح اتحاد الكرة في قراراته بهذا الخصوص وضرورة حضور مندوب عنه، كما أن عدداً من الأجهزة الفنية شهدت تبدلات تعود لأسباب منوعة، ولا نرى مثل ذلك يصب في مصلحة تلك الفرق الباحثة عن منافسة حقيقية تستند إلى استقرار الوضع الفني.. في حين تبدو معظم الفرق مشتركة في المعاناة من شبح الضعف المادي الذي يشكل هاجساً مقلقاً..
بالطبع كانت هناك فوارق واضحة في الاستعدادات فحمل البعض شيئاً من الطمأنينة لعشاقه كفريق الوثبة الفائز بدورة تشرين، فيما ظهر المضيف لهذه الدورة بصورة لا ترضي جمهوره الكبير ما أثار الكثير من علامات الاستفهام..
من جانبه اتحاد الكرة رفع حرارة المنافسة مبكراً بإعلانه عن جائزة الملايين الثمانية للفائز باللقب وهي خطوة إيجابية ننتظر أن تترافق بعمل احترافي على صعيد الدوري حيث يتم التحضير إدارياً وفنياً بشكل لائق كما وعدنا..
ولا أستطيع مغادرة هذه المساحة دون التوقف قليلاً عند اللعبة الشعبية الثانية، فخسارة منتخب السلة الأخيرة أمام النيوزلندي وبهذا الفارق الكبير تتطرح الكثير من الأسئلة حول واقع اللعبة والمستوى المتراجع الذي وصلت إليه حتى بتنا خارج الحسابات عند كثير من المنتخبات الآسيوية، ولا شك أن هذه الصورة الشاحبة تعكس بدورها معاناة الرياضة السورية بوجه عام، خاصة أننا لا نلمس على أرض الواقع حراكاً يمكن أن نستبشر به، بل إن كل ما نتابعه يشير إلى حالة غير مطمئنة..
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com