مع انطلاقة الدوري الممتاز، ومنذ نهاية جولته الأولى، بدأت النتائج السلبية لبعض الفرق بالظهور على شكل انتقادات قاسية من جمهور هذا الفريق أو ذاك، بعضها محق وبعضها يتسم بالتسرع، حيث تقلبت النتائج واختلفت الصورة في هذا الإطار أو ذاك من قبل الذين ينتظرون الكثير من فرق أنجزت تعاقدات شبه خيالية على الصعيد المادي.
ومن جانب آخر تزايدت حدة الانتقادات لفرق ظهرت بصورة سيئة، وفي مقدمتها حامل اللقب الذي سجلت بدايته في صفحات أسوأ بداية منذ أكثر من عشر سنوات، وهو صاحب الحضور الأبهى خلال العقد الأخير، وبدوره جبلة ظهر بصورة أحزنت عشاقه بعد ثلاث خسارات متتالية، وهذه النتائج كان لها أن تنعكس وبشكل مباشر على الجهاز الفني للفريقين، حيث تقدم مدرب جبلة باستقالته لكن الإدارة لم تتسرع وقررت التريث لما بعد لقاء الطليعة الذي جرى أمس وانتهى بالتعادل، وبدوره يتعرّض الجهاز الفني للبطل لمزيد من الضغط بعد بدايته الفنية المتعثرة، وزاد من ثقلها الخسارة أمس أمام البحارة الذي تجاوز تعادل الجولة الأولى ليحقق ثلاثة انتصارات على درب الآمال العريضة بالعودة لمعانقة اللقب.
ليس جديداً أن يدفع المدربون الثمن المباشر لتعثر الفرق التي يقومون على شؤونها التدريبية خاصة في ظل النتائج السلبية، لا سيما حين تكون متلاحقة بشكل مباشر، وهنا تجد إدارة النادي نفسها مضطرة لاتخاذ قرار على أمل الخروج من نفق الخسارات مع وجه جديد وروح متجددة، والسؤال: إذا لم يحدث مثل هذا الخروج المنتظر فما العمل؟
ولكن الطريف، وهذا نادر الحدوث، أن تتم إقالة مدرب رغم أن نتائج فريقه تكون جيدة، وهذه الإقالة تحدث غالباً بسبب الاختلاف في وجهات النظر داخل أروقة النادي وتكون آثارها سلبية، لأن الأمر يتعلق بطريقة التفكير والإدارة، وهنا نتمنى ألا نشهد مثل هذه الحالة وألا يدفع المدرب ثمن مشكلات لا علاقة له بها.
بالطبع الدوري ما زال في بداياته وبعض الفرق تحتاج لوقت لتحقيق الاستقرار المطلوب والوصول لشخصية قادرة على مواصلة المنافسة بنفس طويل وقوي.
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com “