قد يكون الاعتراف بالهزيمة صعباً على الفرسان لكنه منطقي ومستحق في مقاربتنا لخروج المنتخب الوطني لكرة القدم من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2022 ..
خروج حزين لجمهور نسور قاسيون الذين لطالما حظيوا بدعمهم والتفافهم حولهم في عمان ودبي وقبلها في شرق القارة الصفراء أملاً بفرحة منتظرة وبحثاً عن إنجاز وشغفاً بمستديرة مجنونة وتعلقاً بنجوم وأسماء خف بريقها.
الخروج المستحق لم يكن صادماً لمن يفهم منطق كرة القدم التي تعطي من يعطيها ولم يكن مستغرباً لمن يعلم كمَّ الفظائع والتجاوزات والأخطاء التي ارتكبت بحق المنتخب الوطني ولمن يعي حقيقة النوايا غير الطيبة التي تغلغلت في نفوس عبثت بمصير كرتنا وبتطلعات وآمال جمهورها.
ودّعنا التصفيات برصيد أقل من علامة الفوز في مباراة واحدة فجاءت الحصيلة نقطتين خائبتين لنتاج عامين ندمنا على خسارتهما.. عامان ليس بالإمكان تعويضهما فما فقدناه أثمن من مليارات أنفقت وأغلى من تصفية حسابات وأهواء وأحقاد وأمجاد شخصية خلبية..
الخروج من التصفيات الحالية جريمة لكنها ليست ضد مجهول فالجاني معلوم الهوية والمكان وشركاؤه في الجريمة قابعون مستهترون دون محاسبة أو مساءلة بل على العكس يجاهرون بأفعالهم متجاهلين حجم الكارثة والجريمة النكراء التي اقترفوها.
ضربنا رقماً قياسياً بعدد المدربين وبعدد اللاعبين المدعويين وبعدد مديري المنتخب وبتغيير الأرض المؤقتة في وجهتين تبعاً للمصالح والحسابات وخفايا «إقامات الفنادق و بطاقات الطائرة وكواليس الليل وسياحة النهار» ..استقدمنا من سرق روح التحدي ونزع مخالب النسور وعجزنا عن تحقيق فوز واحد وظهرنا بأسوأ صورة وسط تقاذف اتهامات وتحميل مسؤوليات هنا وهناك والجميع يعي غياب المحاسبة على الرغم من فداحة الجريمة.
اتحاد استقال ولجنة مؤقتة تبحث عن طول أمد طمعاً بما تمتع به من سبقها، وجسد منتخبنا يتمزق وكرتنا تحتضر وكنا حذرنا أن الفصل الأخير يبدأ في دبي وقد ينتهي فيها وهذا ما كان والجريمة ليست ضد مجهول.
الجميع يعلم أن المباراتين المتبقيتين أداء واجب ليس إلا فلننصرف لطرق باب المساءلة قبل أن يشرع من يريد خوض لعبة انتخابات اتحاد كرة جديد نأمله مختلفاً وجديداً ليس للجناة والعابثين فيه مكان.
الجريمة ليست ضد مجهول ولنحاسب المرتكبين لفتح بارقة أمل في جدار الخيبات في محاولة بناء كرة قدم معافاة ومنتجة تحقق تطلعات عشاقها.
بشار محمد
Basharn79@gmail.com