طوت رياضتنا الوطنية صفحة العام المنصرم بحلوها ومرّها على أمل أن يحمل العام الجديد صفحة مختلفة وسطوراً مضيئة تحفر حروفها الإنجازات والإشراقات الرياضية وتتزين عناوينها بالميداليات البرّاقة.
البداية صادمة بل صاعقة وقد تأتي على رياضتنا مع الأخبار غير السارة التي حملت تهديداً صريحاً من قبل الاتحاد الدولي لكرة اليد موجهاً للجنة الأولمبية السورية لإعادة اتحاد كرة يد المنحل بقرار من المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي وتلويحها باللجوء لتطبيق مواد القانون الناظم للحركة الرياضية الأولمبية ما يعني فرض وصاية أولمبية على رياضتنا وتقييدها تحت مسوغات التدخل الحكومي بالشأن الرياضي ما يحدّ من النشاط الرياضي وهذه حالة عاشتها الرياضة الكويتية والروسية وغيرها من اللجان الأولمبية بقرار أولمبي.
التدخل الدولي خطير بل هو تجاوز للخطوط الحمر وينذر بما هو أسوأ في حال لم تنجح القيادة الرياضية بلجم هذا التدخل المرفوض جملة وتفصيلاً ولا سيما والحديث عن استقواء الاتحاد السابق بالاتحاد الدولي في خطوة غير مسبوقة وغير محسوبة العواقب.
الموضوع ليس عادياً ونتائجه ليست بالحسبان إن لم نقل كارثية ولن تقف عند حدود الكتب الرسمية والأخذ والرد بين اللجنة الأولمبية السورية والاتحاد الدولي لكرة اليد بل قد تحدد مسار الحراك الرياضي المحلي ما يفرض قرارات «جراحية» قاسية في حال تطور السجال إلى معركة في الساحة الأولمبية الدولية وهذا ما لا نتمناه.
الخطاب الدولي لكرة اليد لم يستطع التغطية على فيلم عقد الروماني تيتا والذي ينذر هو الآخر بالأسوأ غداً في حال لم تفلح وساطة الأولمبية السورية التي نجدها في غير مكانها الصحيح فالإيحاء بأن الحل عندها وفك شيفرة العقد والشرط الجزائي بمباركتها وعلى مسؤوليتها ليس في مصلحة كرتنا وتغليب طرف على الآخر لذا نترقّب غداً الاجتماع بحذر خشية انهيار هدنة هشة بين تيتا واللجنة المؤقتة تنهار معها تداعياً منظومة العمل بأكملها.
أيام عصيبة تنتظر رياضتنا وتقطيع المرحلة يحتاج عقلاء أصحاب خبرة ودراية وحزم وإلا وقعنا في المحظور .
بشار محمد
Basharn79@gmail.com