ليست المشكلة في خسارتنا للودية الثانية أمام المنتخب الأردني، ففي مثل هذه المباريات يركز الجهاز الفني على وضع اللاعبين وإمكانياتهم لوضع الخطوط الأساسية لما سيبني عليه في المنافسات الرسمية، لكن المشكلة الحقيقية كانت في المستوى شديد التواضع الذي ظهر به منتخبنا سواء كمجموعة أم كأفراد! حيث بدا معظم اللاعبين يلعبون بالصورة البطيئة، مثقلين في تحركهم وتنقلاتهم، مفتقدين للتركيز والروح التي ترفع من سوية وحرارة الحركة في الميدان على الأقل.
لاعبون لم يتمكنوا من مواجهة لاعبي الأردني في العمل الجماعي أو المواجهات الفردية على الرغم من أن الأردني لم يكن بالصورة المرعبة بقدر ما كان لاعبوه يلعبون بروح حارة، فتميز التعمري على حساب لاعبينا وأرهقهم بحضوره ومناوراته التي تسببت بالكثير من المشاكل لخط الدفاع الذي لم يتمكن من إيجاد الحلول لمواجهة نشاطه وحركته، ولم تستطع تبديلات المعلول تغيير صورة الواقع الذي بدا عليه لاعبو منتخبنا منذ البداية حتى النهاية، والنشاط المحدود في بعض الأوقات لم يكن على مستوى تهديد مرمى الخصم بشكل جدي، حتى إن شوطاً كاملاً -الثاني- لم نسجل فيه حضوراً مباشراً وخطيراً في منطقة الخصم الذي نجح مدربه ولاعبوه في العمل التكتيكي الكبير طوال الشوط للحفاظ على تقدمهم وكسب فوز معنوي مهم لهم، فيما كانت الخسارة بالنسبة لمنتخبنا على مستوى الأداء والنتيجة وعمل الجهاز الفني خيبة لم تكن منتظرة حتى في أسوأ التوقعات..؟!
نقول إننا ندرك أن الوديتين في المحصلة جاءتا في إطار عمل غايته الفنية في حسابات المستقبل من حيث المبدأ بالنسبة للجهاز الفني، ومن الطبيعي أن نتفهم ذلك، لكن بعض الإشارات لا تدعو للطمأنينة بل تضعنا أمام مسؤوليات أكبر بكثير مما مضى، مع تأكيدنا على أهمية المعسكر في هذه المرحلة، ونكتفي بذلك الآن.
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com