لا شك أنكم تعرفون جيداً (حتى) تلك الأداة في العربية التي أجهدت روح سيبويه في إعرابها، فقال قولته الشهيرة (أموت وفي نفسي شيء من حتى)..وفي أحد وجوه الإعراب المهمة يتجلى مصطلح الإفصاح أو الإبانة، فهل زارت (حتى) تلك عوالم مدرب منتخبنا المعلول فلم يتمالك نفسه في الإفصاح والإبانة حول بعض ما يحيط به وبالجهاز الفني ؟ وهل هناك من يسعى بطريقة أو بأخرى لعرقلة عمل المدرب لأسباب خاصة، فجاءت تصريحاته الأخيرة لتستنفر آراء المهتمين والمتابعين بكل مستوياتهم ولتلهب أقلامهم ؟ فكانت سيول التعليقات الساخنة والمتباينة، لكن ما لفت النظر في مجملها التأكيد على أولوية المنتخب والاستحقاقات القادمة وذلك هو الهم والاهتمام لدينا جميعاً وهو ما يجمعنا.
أكثر ما يعنيني هنا تلك الجملة القاسية حول الكلام الكثير والعمل القليل، الأمر الذي يجعل معظم الجهود المدعومة بالنيات الطيبة والرغبات الدافئة تذهب هباء وفق هذه الرؤية التي لا نملك معرفة دقيقة بأبعادها، لكننا نعلم جيداً طريقة عمل الكثير من إدارات الاتحاد السابقة، والأمر عينه ينطبق على إدارات معظم أنديتنا، لذلك قد نتلمّس شيئاً من واقعية هذا الطرح المؤلم بالنسبة لنا خاصة في هذه المرحلة.
لكن لا بد أيضاً من التذكير بالاحتفاء الكبير والعمل المتواصل والطيب الذي بذله الاتحاد الحالي من أجل التعاقد مع المدرب معلول للاستفادة من خبرته الكبيرة في سبيل تحقيق الحلم الكبير لعشاق الكرة السورية، وهنا نُذكّر أيضاً برأي المدرب معلول الذي يرى أن في بلدنا الكثير من المواهب واللاعبين الذين يستحقون الوصول لكأس العالم، وبطبيعة الحال سواء كان ذلك تصريحاً أم تلميحاً فإن المطلوب نوعية عمل مختلفة وفقاً لذلك الرأي.
عموماً الأمر الأهم هو أن ما سمعناه من البعض ومن المدرب نفسه أنه باقٍ في كرسي مهمته وسيعود لمتابعة المشوار مع النسور، وأمام ذلك ننتظر ونأمل أن تكون هناك جلسة مصارحة بمستوى عال من الشفافية بين المعنيين والمدرب، وأن يلي ذلك مؤتمر صحفي يرسم خطوط المرحلة التالية ولو نسبياً.
ونختم بالسؤال عن رأيكم بمسألة الأربعين بالمئة من الحضور في الملاعب ؟!
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com