في الوقت الذي تشكو فيه الكثير من أندية الممتاز من محدودية ميزانياتها، بل وضعف العديد منها، فإن الأرقام التي نسمعها عن التعاقدات التي يبرمها هذا النادي أو ذاك تضعنا أمام أسئلة تنفتح على أوضاع غير مستقرة، قد تنعكس سلباً على الأندية وعدد غير قليل من اللاعبين، وعلى ألعاب أخرى في تلك الأندية لا يشملها هذا الكرم اللافت للنظر.
أرقام بعشرات الملايين تتراكم مع التعاقدات لتصبح مئات من الملايين التي تفوق ميزانية هذه الأندية بكثير( أحياناً ) ما يضع بعضها أمام الكثير من المديونية، فيما تحاول أندية أخرى أن تستند إلى عقود الرعاية الكبيرة التي تقدمها بعض الشركات من أجل تحقيق رؤية القائمين على الإدارات والأجهزة الفنية لتدعيم كفة المنافسة الفنية بين فرق الكبار.
لكن المشكلة هنا تعيد طرح واقع تلك الأندية واستثماراتها المحدودة أيضاً وهل ستستمر الرعاية بهذا الشكل الذي نراه حالياً ؟ وهو أمر نتمنى ألا يتعرّض لأي تعثر، ولكن الرهان المنطقي والمستقبلي يجب أن يكون على تلك الاستثمارات التي تبدو أحياناً لا تغني ولا تسمن.. فهل نستمر على هذا المنوال أم نفكر بطريقة يكون مستقبل النادي بكل تفاصيله المالية والإدارية هو الحاضر بغية تحقيق الطموحات بشكل أفضل ؟
وعلى هامش الواقع الحالي ثمة ما يثير التساؤل حول واقعية هذه الأرقام على هذا المستوى أو ذاك ؟ وهل تتم دراسة وضع كل لاعب بشكل جيد وفني وطبي بحيث يحقق النادي والفريق كل ما يسعى إليه من هذه الصفقة أو تلك ؟! وهناك قلة من اللاعبين الذين تثير أعمارهم بعض التساؤل حول إمكانية الاستفادة منهم بالشكل الذي يوازي قيمة العقد بشكل حقيقي؟!
بكل الأحوال نتمنى أن تكون سوق الاحتراف بأفضل حال على المستوى المالي والفني، وأن تكون مصلحة النادي والفريق موضع الاعتبار الأول في كل ذلك، مع التقدير لجهود الجميع وخاصة اللاعبين المطالبين بالأفضل دائماً.
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com