يمكن القول إن الخيط الأبيض قد انسل من كتلة الخيوط المتشابكة على خريطة الأسماء المرشحة لاستلام المهمة الأصعب تحت القبة الكروية التي تتجه الأنظار إليها بكثير من الترقب والحسابات المركبة، والأمل في الوقت نفسه للمضي نحو صورة جديدة لواقع العمل الكروي، بحيث نستطيع أن نشهد بعضاً من الإنجازات التي نطمح إليها، خاصة أننا نعرف أن لدينا الكثير من المواهب والإمكانيات التي تحقق مثل هذا الطموح لو حسن توظيفها واستثمارها.
الأسماء المطروحة معروفة للجميع ولديها تاريخها ورؤيتها، التي عبّر عنها اثنان من المرشحين، وبالتالي باتت الكثير من التفاصيل،على الورق، في طبيعة العمل والطموح المبني على مشروع له ثوابته، باتت واضحة لمن سيضع الورقة الإيجابية ومعها ثقته في سلة هذا المرشح أو ذاك، بمنطق تقييم ما تم طرحه من بنود في أوراق هذه الرؤية أو تلك، وهذا يعني نوعاً من المسؤولية المبنية على القناعة بتلك المحددات وأصحابها، والمقدرة على السير في تنفيذها من حيث المبدأ، أما العقبات التي يمكن أن تنشأ أو تحدث فهي حديث آخر قد يتعلق بعوامل عديدة قد تخرج من بين يدي القادم في لحظة ما ؟!
نعود للأهم بتقديرنا وهو دور الأعضاء الأصلاء الذين يمثلون الخريطة الكروية بشكل عام والمسؤولية الملقاة على عاتق كل فرد منهم في اختياره الذي يعني بطريقة ما أنه يأخذ بعين الاعتبار مصلحة الكرة السورية عموماً وتطوير واقعها على مختلف الصعد، وبما يخدم المنتخبات والأندية بمختلف مستوياتها، انطلاقاً من قناعة ترى فيمن يصوت له المقدرة الحقيقية والشخصية القوية القادرة على تنفيذ مجمل الوعود، ولن نقول كلها، بالطريقة التي تحقق الغاية الفعلية من هذا الاختيار القائم على المعرفة والمسؤولية والحرص على مستقبل الكرة السورية، كما نظن ونأمل جميعاً، فالأنظار تتطلع إلى طريقة عمل مختلفة شكلاً ومضموناً لأن جمهور الكرة في بلدنا يستحق أن يشاهد منتخباته وأنديته في أفضل حال ممكن.
من الطبيعي أن تكون هناك تكتيكات للمرشحين على رئاسة اتحاد الكرة وأن يكون التنافس على أوجه خلال المرحلة القادمة التي تسبق الانتخابات، وربما بعض التدخلات، لكن في النهاية القرار الأخير بيد أعضاء المؤتمر الذين يمثلون، من حيث المبدأ، البوصلة التي ستختار الأسلوب والشخص وآلية العمل.
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com