صوت الموقف:المنتخــــب.. نظرة ثانية

للحظات يبدو الاقتراب من المنتخب الأول أو الحديث عنه أشبه بالسير في حقل من الغباش الفكري واللغوي المتشظي على قاعدة خيبة أمل بدأت منذ مطلع العام الحالي في الكأس الآسيوية، ولم تصلحها المشاركات المتعددة والوديات التي لم ترتق لمرتبة إقناع عشاق المنتخب ومشجعيه بواقع الحال.


اليوم ونحن على مفترق جديد في التصفيات المشتركة تئن الصورة بتفاصيل خارجة عن النص أحياناً على الرغم من أن منتخبنا يتصدر بالعلامة الكاملة، لكن النقطة الفارقة تبدو في المستوى الذي لم يتحسن ولم يقنع، حتى تداخلت وتشابكت الرؤى والتحليلات بشكل لافت.‏‏


وإذا ما نظرنا إلى الصورة نجد أن منتخبنا قد حقق الصدارة، وهي مسألة مهمة خاصة للجهاز الفني موقع النقد، غير أن مستوى المنتخبات التي نواجهها في المجموعة متواضع بشكل واضح، وهذه نقطة استناد أولئك الذين يتحدثون بهذا الاتجاه، إضافة إلى أن هوية المنتخب وأسلوب لعبه عليهما بعض الملاحظات، كما أن خطه الدفاعي ما زال نقطة ضعف تسبب القلق، ولولا الجهود الفردية الواضحة للسومة لربما كان الإحراج أكبر مع منتخبات مثل المالديف وغوام؟!‏‏


لا شك أن الحالة العاطفية المتأججة لعشاق كرتنا والمنتخب تلعب دوراً في سخونة التعليقات، فالجميع دون شك، يتمنون مشاهدة المنتخب بأفضل حالة ممكنة وأن يكون قادراً على مقارعة الكبار بشكل قوي، لكن لا يجب أن نغفل أن المنتخب حقق ما يصبو إليه من حيث النتيجة الرقمية وتصدر المجموعة، لكن في الوقت نفسه لم نواجه المنتخب الأقوى، حيث ستكون الرؤية أكثر وضوحاً، ونعلم أن كل ما سبق كان درساً يجب الاستفادة منه بعد تجاوز الملاحظات التي يشترك بها الجميع، لمتابعة عمل جماعي أكثر نضجاً ومقدرة للاستفادة من إمكانيات لاعبينا المحترفين الكبيرة.‏‏


وهنا ننتقل للحديث عن المنطق الفني الذي تشير بوصلته إلى أن منتخبنا قادر، كما التصفيات الماضية، على التأهل لكأس آسيا ولو من بوابة المركز الثاني، مع أن الصدارة طموح مشروع وله مبرراته الموضوعية – نظرياً – وكذلك التأهل للدور الثاني من التصفيات المونديالية.‏‏


أخيراً مهما كانت الآراء والنقاشات ساخنة فمن الضروري أن نتذكر أننا نتحدث عن منتخبنا ولاعبينا الذين يتأثرون معنوياً، وبالتالي فإن النقد الذي يبنى على لغة تستند للوعي والاحترام يبقى هو المطلب المهم، مع التقدير لحق الجميع في النقد وإبداء الملاحظات.‏‏


غســـــان شـــمه‏‏


gh_shamma@yahoo.com‏‏

المزيد..