صوت الموقف : ملاحظات عابرة على مشاركة الشباب

لم تنطبق حسابات حقل الجهاز الفني والإداري لمنتخب الشباب على حصاد البيدر الذي حمل خيبة كروية جديدة بعد خروج منتخب الناشئين من التصفيات الآسيوية، فهل دخلت منتخبات الفئات العمرية نفقاً مظلماً؟!


ملاحظتان أساسيتان ترتبطان ببعضهما، وهما موقع الحديث النقدي الأبرز، الأولى تتعلق بخروج عدد من اللاعبين عن النص في فهم مضمون اللعبة وروحها الجماعية التي تتطلب عملاً جماعياً تتحقق به الثمار المرجوة من أي مواجهة بدلاً من إهدار الفرص والأنانية التي سفحت روح اللعبة ولم يصل أصحاب الاستعراض فيها لما كانوا يأملون وبالتالي فقد ضاعت دموعهم هدراً.‏


وهنا ندخل في صلب الملاحظة الثانية والتي تتعلق بدور الجهاز الفني الذي بدا وكأنه وقف عاجزاً أما ما يقدمه اللاعبون من أداء متفلت من جماعية الفريق، خاصة في الشوط الثاني وهو شوط المدربين، والمؤسف أن ذلك حدث في المباريات الثلاث بنسب متفاوتة، فهل عجز المدرب ومساعدوه عن التدخل بالشكل المطلوب والقادر على تغيير أسلوب اللعب، أو استخدام الأوراق المتاحة بالشكل الأنسب، أم إنه من الصعب السيطرة على بعض اللاعبين، وهذه إن كانت كذلك تزيد في المرارة؟!‏


من المؤسف والمؤلم أن منتخب الشباب يضم في صفوفه عدداً وافراً من المواهب التي تتمتع بإمكانيات واضحة لم نستفد منها كما ينبغي، فأهدرنا فرصة التأهل، والأسوأ أن منتخبنا حل في المركز الثالث ضمن مجموعة متواضعة إلى حد بعيد، لتذهب كل الآمال والطموحات التي أشعلوا جمرها في أحلامنا خلال الفترة الماضية أدراج الرياح.‏


ومن النافل الحديث عن الأسلوب الفكري الجديد والمتجدد الذي وعدونا به خلال فترة التحضير التي كانت مناسبة من حيث الفترة الزمنية والتحضيرات في المعسكرات، وعلى صعيد الوديات لمواجهة منتخبات كان تجاوز اثنين منها أمراً شبه مضمون على الورق، لكن الورق وحده سريعاً ما يتطاير في هواء الواقع في الميدان الأخضر الذي لم يحمل هواء جديداً لروح كرتنا التي ما زالت معاناتها مستمرة بظل العديد من الأخطاء الإدارية والخيارات الغريبة التي أثبتت أنها لم تكن على قدر المهمة التي أوكلت إليها قياساً بالنتائج التي زادت في القلق على واقع كرتنا ومستقبلها على وجه التحديد، فإلى متى سنبقى ندور في ظل الدائرة نفسها؟!‏


غســـــان شـــمه‏


gh_shamma@yahoo.com‏

المزيد..