يا لتلك الفضائل…! فمن تقاليدنا الكروية شبه الراسخة لدى البعض النظر إلى الروزنامة الكروية على أنها شيء قابل للتعديل والتحوير والتأجيل في أي وقت، وكل ما هو مطلوب منك نسج سبب أو أسباب،
لتذهب في ذلك الاتجاه، خاصة إذا تقاطعت مصالح متعددة في هذا الأمر.. وهو حدث شبه اعتيادي منذ سنوات عديدة ولن تعجز مبررات من يسعى للتأجيل إذا كان ممن تشملهم عين الرضا.. أما اليوم فلا ندري حقيقة من يقود العمل الفعلي تحت القبة الكروية التي تغلي ولكن في ضباب كثيف؟!
سواء أعجب البعض القرار أم لم يعجبهم، وسواء صب في مصلحة هذا الطرف أم ذاك فمما لا شك فيه أن التأجيل يعبر عن حالة من القلق غير المبرر، ذلك أن المنتخبات والفرق في بلدان العالم كله، أو معظمه إذا شئتم، تمضي بالروزنامة الكروية كما هو مخطط لها خاصة أن منتخبنا يعتمد في صلب بنيانه على المحترفين.
طبعاً لا نضيف جديداً في الحديث عن قرار اللاعبين السبعة وأنه من اختصاص مؤتمر اللعبة، لكن الطريف أن أندية – كما نعلم – قد وافقت عليه مسبقاً ثم عاد البعض منها للمطالبة بتغييره، وجاءت المؤقتة لتحسم الأمر حالياً، لكن ماذا لو أن الاتحاد القادم، بعد الانتخابات، كانت له وجهة نظر جديدة؟!
أما الحديث عن عدم جاهزية بعض الملاعب فهو أمر من الطرافة بمكان آخر، إذ إن الدوري الكروي وموعده الأول أو الثاني كان من المفاجآت التي لم ترد في حسبان القائمين على هذا الأمر، والحجة بالتراخي في إنجاز الصيانة وغيرها من الأعمال ما هي إلا من قبيل الأمور المثيرة للشجن لا تنغلق أبوابه المفتوحة على ألم المعاناة الكروية.
من المسؤول عن كل ما سبق ذكره ؟ هل الاتحاد المستقيل أم القائمون حالياً على شؤون كرتنا ؟ وما نسبة المسؤولية على إدارة العديد من الأندية التي تعيش نفس الحالة من فقدان العمل المبرمج الذي يعد أساساً لأي نجاح مفترض؟
إذا تأملتم الصورة بمعظم تفاصيلها فستجدون أنها تعيش حالة من (الانسجام) مع بعضها، ولكنه الانسجام الذي لا يمكن أن يخدم العمل الذي يقومون به أياً كان شكله !