مهند الحسني..ما زالت منتخبات السلة عبر مشاركاتها منذ عشر سنوات غير مقنعة على صعيد النتائج والمستوى الفني، ويوماً بعد يوم تتابع منتخباتنا الوطنية لكرة السلة، وفي كافة الفئات انحدارها من سيئ إلى أسوأ، حتى بات الفوز في أي مباراة، كحبة الدواء المسكن،
|
|
التي لا يدوم مفعولها إلا دقائق، ويعود طرق المطارق في الرأس إلى العمل بفشل، و خيبات متكررة، من الطبيعي جداً بعد فشل أسلوب علاج أن نغيّر الأسلوب، وأن نبحث عن طرق علاج جديدة، لا أن نتهم المريض بأنه سبب المرض، فمن الوارد جداً أن تكون أساليب العلاج و القائمون عليها هم السبب، و كذلك حال سلتنا التي لم تخرج و لا بأي ومضة ضوء واحدة طوال سنين الأزمة، فلا الاتحاد بقادر على إخراج مسابقاته بصورة سليمة، و لذلك أسباب مفهومة، ولا الاتحاد بقادر على إعداد جيل جديد من اللاعبين و اللاعبات يعوض غياب و هجرة الكثير من أبناء اللعبة وعمر الأزمة في وطننا قارب السنين ثماني سنوات.
الاهتمام بالصغار
منذ ذلك التاريخ لو توجه الاتحاد للاهتمام بفرق الأشبال و الشبلات، وتحويل الإمكانيات المالية الممكنة للصرف عليهم، و إعدادهم بطريقة علمية، لكانت السلة السورية حالياً تملك في رصيدها مجموعة متميزة من المواهب قادرة على المنافسة الحقيقية، و تجاوز خيبات ومشاكل الأجيال السابقة،ومن الأخطاء الأخرى التي لم تحظ بعلاج اتحاد كرة السلة، هي اهتمامه الدائم بمحافظات دون أخرى، وإهمال دعم بعض المحافظات الذاخرة بالمواهب الفقيرة، بالإمكانيات المتوفرة الحالية كرة السلة السورية لن تنهض، وتخرج من خيباتها ما لم تتسع دائرة المنافسة في كل الفئات، و المراحل إلى المحافظات المهملة، وبذلك سنضمن اكتشاف المواهب، فكما قدم اللاعبان (وسام يعقوب و جميل صدير) من ريف حماة ليكونا من أهم لاعبي الارتكاز في سورية، بكل تأكيد يضم ريفنا خامات وخامات أخرى قادرة على التطور، و الارتقاء بمستوى منتخباتنا الوطنية العقيمة حالياً هجوماً و دفاعاً، و بلا أي مواهب استثنائية.
غياب الرؤية
إذا كان دور لجنة المنتخبات الوطنية هو توزيع مخصصات المحافظات من المدربين و المدربين المساعدين فبئس الدور، لأننا الآن قادرون على وضع لائحة دور لتدريب المنتخبات الوطنية لخمس سنوات قادمة، وإذا كان دور عضو الاتحاد ضمان وجود مدربين من أبناء محافظته في المنتخبات الوطنية، فيمكن لأي مندوب أو مراسل من المحافظة القيام بنفس الدور، الاتحادات جهة فنية من يعمل بها يجب أن يكون على مستوى من الفهم و الإدراك لمهامه، و دوره الوطني و الابتعاد عن الصغائر، و مشكلة أذن السفر، و عقبة البيجامة و الحقيبة، و دون ذلك لن تشهد سلتنا أي تقدم أو انتعاش.
خلاصة
يبدو أن اتحادنا وبكل صراحة بات كالطبيب المصر على دواء لم يشف المريض، و نحن نقول بأن لا دواء خطأ و لا الطبيب، ولكن يبدو أن اتحادنا لم يعد مناسباً لحال سلتنا المريضة.
