قريباً من الصورة المشتهاة التي بدا منتخبنا ذاهباً إليها – خلال لقائه مع نظيره الكويتي- بشيء غير قليل من الثقة بالنفس
وبأسلوب وأداء يشيان بملامح شخصية كروية يمكن التعويل عليها من خلال التشكيلة التي تابعناها وبانتظار عودة الخريبين والصالح لتكتمل عناصر القوة التي تعيد للأذهان تلك النخبة المونديالية.
نتفق جميعاً أن منتخبنا يضم نخبة مميزة من لاعبي الكرة السورية المحترفين والمحليين، قل نظيرها لفترة طويلة، وبالتالي من الطبيعي أن تحملنا الآمال معهم إلى طموحات كبيرة ومشروعة في الكأس الآسيوية التي تعتبر الاختبار الحقيقي والمقياس الواقعي لمقدرة الجهاز الفني في إثبات ذاته وخبرته في توظيف كامل الأوراق التي بين يديه، ووفقاً لاختياراته، بما يخدم الهدف الذي يتطلع إليه الجميع بحضور مميز وبصمة مؤثرة عبر مقارعة الكبار بمستوى وعقلية احترافية تمسك بمعادلة: ماذا تريد وكيف تنفذ ذلك فوق المستطيل الأخضر لتقطف الثمار؟
وإذا انطلقنا من النقطة الأخيرة هذه في لقاء منتخبنا مع الكويتي نجد شيئاً من ذلك بأداء اللاعبين وعطائهم وتحركهم بالكرة أو من دونها وانتشارهم في الملعب، وإن عابهم أحياناً بعض الأخطاء أو التراجع في التركيز لفترة قليلة في الشوط الثاني، لكنهم عرفوا كيف يمسكون بزمام المواجهة لاسترداد المبادرة فكان لهم ما أرادوا.
ولا بد في السياق من الإشارة إلى تألق يوسف قلفا الذي زرع الميدان حركة وخطورة، وبصمة عبد الملك عنيزان، وتحسن الأداء على مستوى المجموعة في الدفاع والهجوم، لكن ما زال المنتخب بحاجة لعمل ليس قليلاً، كما أشار المدرب، وهو الذي نجح وأقنع بتوظيف إمكانيات إياز ومحمد عثمان اللذين شكلا إضافة واضحة.
ومن جانب آخر كنت أتمنى لو أن المدرب أشرك الماردكيان بوقت مبكر أكثر قليلاً خاصة أن السومة بدا في غير يومه، كما أن المدرب كان يتحدث عن عمل لرفع سوية البدلاء لمقاربة الأساسيين لتتاح فرصة أكبر للبديل ؟
نعم حمل اللقاء مع الكويتي بعضاً من الشعور بالثقة والاطمئنان إلى الحالة الفنية التي وصل لها المنتخب، والأهم الحالة والروح المعنوية العالية التي ظهرت على أداء اللاعبين وتصميمه على الفوز واستعادة صورة المنتخب الكبير الذي يعرف ماذا يريد، كما أشار إلى ذلك عدد من المتابعين، وهي مسألة احترافية مهمة.. ولكن نؤكد مجدداً أن المعسكر الأخير، قبيل البطولة وبوجود الجميع، ينبغي أن يكون الرافعة لتحقيق الفائدة الفنية والمعنوية من كل ما سبقه للدخول بثقة عالية وأوراق جاهزة.
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com