مبارك تأهل منتخبنا الأولمبي للنهائيات الآسيوية، فقد كان كوة ضوء والأمل في واقع الكرة اليوم، وأثبت أن كرتنا السورية ولادة وأن المواهب الكروية حاضرة وكثيرة في حال تم توفير الظروف المناسبة لتقديم صورة طيبة تحمل الفرح لعشاق كرتنا.
بعيداً عن بعض الملاحظات البسيطة، والتي يمكن تجاوزها مع الاستقرار المطلوب على مستوى الجهاز الفني واللاعبين المتميزين، يمكن أن نتحدث اليوم عن منتخب قادر على العطاء بشكل أكبر في قابل الأيام، خاصة أن الوعود تصب في خانة تحضير مدروس وعلى المستوى البعيد، للوصول إلى حالة كاملة أو شبه كاملة، من حيث الجاهزية للنهائيات الآسيوية التي تتطلب بتقديرنا صورة أكثر تميزاً من التي تابعناها في التصفيات، رغم تميزها، لنتمكن من تحقيق الطموح الأولمبي الكبير بوجود كبار آسيا على هذا الصعيد، ونحن لدينا الوقت الكافي والمواهب والخامات القادرة على توسيع رقعة الحلم الكروي في حال عملنا بشكل جاد على المستويات كافة، وهذا ما نصر عليه بعد ما سمعنا من تصريحات تؤكد أهمية التأهل و حجم المسؤولية خلال الفترة القادمة، ولذلك ننتظر عملاً مميزاً يقرن الأقوال بالأفعال.
أما منتخب الرجال، موضع الهم والاهتمام الدائمين، فقد قدّم صورة بظلال رمادية ولم يقنع على مستوى الأداء رغم فوزه على نظيره الأردني؟! لكن الأهم في هذه المرحلة الحالة المعنوية التي بدت لنا متصاعدة خلال المباريات الثلاث، فيما لايزال البحث عن التفاهم والانسجام بعد تجريب عدد كبير من اللاعبين جارياً، وذلك أمر منطقي في أول تجربة بعد الصدمة الآسيوية التي هزت الثقة بالنفس وكشفت عن مشكلات عديدة على المستوى الفني والإداري، وبالتالي فالعمل على هذه الجوانب بتفريعاتها المختلفة أمر مطلوب ويحتاج إلى وقت وجهود مشتركة ونرى أن الجهازين الإداري والفني الحاليين للمنتخب قادران على القيام بها بغية تحقيق نوع من التجاوز والتسامي كرمى لعيون المنتخب الذي يتابعه الجميع في حلّه وترحاله، ويتابعون لاعبيه من خلال مختلف الوسائل الإعلامية ويتفاعلون معهم بطرائق مختلفة، ويـأملون أن تحمل الأيام القادمة أخباراً تسر عشاق الكرة السورية والمنتخب.
الأولمبي أقنع وأثمر.. والرجال يتلمس الطريق؟!
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com