ليس الأمر تبادل أدوار بقدر ما هو فرض وقائع كروية جديدة لهذه الأندية أو تلك، وشاهدنا الأبرز هنا ما يحدث في بطولة دوري أبطال أوروبا الأكثر إثارة وقوة على هذا الصعيد.
على مدى عقد كامل، تقريباً، كانت الأندية الإسبانية تحلق وتفرض سطوتها بشكل كبير على هذه البطولة، حيث فاز بسبعة من ألقابها، ريال وبرشلونة خلال السنوات العشر الماضية، وكان هناك ثلاثة فرق إسبانية في ربع النهائي خلال السنوات الخمس الماضية، بمعنى أن العقد الكروي الماضي كان بصبغة إسبانية واضحة، وكان هناك لقب واحد لكل من البايرن والإنتر وتشيلسي.
اليوم تدخل الأندية الإنكليزية بقوة ساحة ربع نهائي الأندية الأوروبية بأنديتها التي تتصف بالعراقة والقوة تاريخياً، كالمان يوناتيد وليفربول اللذين سبق وأن فازا باللقب ( 3 للأول و5 للثاني الذي كسب مدرباً استثنائياً) ، فيما يفرض المان سيتي سطوته المتنامية محلياً على أمل أن تمتد إلى الساحة الأوروبية لعله ينتزع لقبه الأول مع مدربه الحصيف غوارديولا من بين أيدي الكبار الآخرين الذين يتطلعون إلى اللقب الجديد، دون أن ننسى طموحات توتنهام هوتسبير الطامح للقبه الأول.
ربما نعود بالذاكرة قليلاً أو كثيراً إلى الوراء حين كان الدوري الإنكليزي تسطع شمسه، شبه وحيدة، في الإعلام المرئي والمكتوب وحتى المسموع، أو على الأقل هذا ما تفتحت عليه متابعتنا وعشقنا لكرة القدم أواخر السبعينيات وحتى أواخر الثمانينيات، كجيل بدأ آنذاك مسحوراً بكرة القدم وأسماء اللاعبين الذين طارت شهرتهم في كل مكان، وفي مقدمتهم لاعبو الأندية الإنكليزية التي غابت لفترة ليست قليلة بعد حادثة هيسل الشهيرة قبل مباراة ليفربول واليوفي، وها نحن اليوم نشهد، كما يبدو، عودة الأندية الإنكليزية إلى الساحة الأوروبية بشكل مثير وقوي على حساب عدد من الأندية في مقدمتها الأندية الألمانية التي خرج ثلاثتها (البايرن ودورتموند وشالكة) من دور الستة عشر على أيدي ليفربول وتوتنهام والمان سيتي.
واللافت أن مدربي الأندية الأربعة من جنسيات مختلفة وفكر كروي له طابعه الخاص، لكن الفيلسوف مع السيتي صنع الكثير وهو يدرك أن الفوز باللقب الأول للسيتي يحتاج أكثر مما سبق.
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com