لا يحتاج فريقا الجيش والاتحاد إلى الحديث عن عراقتهما على الصعيد المحلي كروياً، خاصة أن الزعيم كان صاحب الحصيلة الأكبر من الألقاب والحضور البهي في ملاعبنا،
لكن هل يكفي ذلك عندما نريد الحديث عن مواجهات آسيوية في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، رغم معرفتنا بأنها تصنف في الصف الثاني على صعيد الأندية؟ وهل يدفعنا ذلك إلى رفع سقف الأمنيات والطموحات بالاستناد إلى التاريخ الذي يدون لقباً واحداً لكلا الفريقين في لائحة الشرف للبطولة ؟
اسمحوا لنا أن نجنح إلى شيء من الواقع الذي يشير إليه العديد من الدلائل، فالاتحاد يبدو بحالة غير مطمئنة على الصعيد المحلي والبحث عن الاستقرار وديمومته مازال بين همومه بشكل فعلي، ومواجهته الأولى مع الكويت الكويتي صعبة نوعاً ما، وبالتالي هو مطالب بالخروج من الثوب الذي ظهر به محلياً وتقديم صورة مغايرة أكثر انسجاماً وقوة على مستوى الأداء الفردي والجماعي وقراءة إمكانيات الخصم والتعامل معها برؤية فنية نجزم أن الجهاز الفني يدرك تفاصيلها وضرورتها.
وكثير مما سبق ينطبق على حال فريق الجيش الطامح لحضور متجدد وصورة أبهى من المشاركات السابقة، رغم أن نتائجه في المرحلتين الأخيرتين من الدوري تشير إلى نوع من القلق الذي ينبغي مواجهته بواقعية وشيء من المغامرة، خاصة أن البداية ستكون سهلة نسبياً مع هلال القدس الفلسطيني لضمان انطلاقة إيجابية.
نعلم أن فريقينا سيلعبان خارج الأرض ودون جمهور مؤثر، ولكن نعلم أيضاً أن المستويات متقاربة إلى حد ما، وفريق الجيش بات معتاداً على مثل هذه المباريات بلاعبيه المحليين، وقد خبر مثل هذه المشاركة بشكل معقول وعرف بعضاً من الفرق المشاركة بشكل جيد في السنوات القليلة الماضية، أما الاتحاد فهو يعود بعد غياب ليس بالقليل، لكن طموحاته ورغبته – بتقديرنا – بتقديم صورة طيبة ومرضية لعشاق كرته الكثيرين سيرفعان من مستوى العطاء والتصميم.
«الموقف الرياضي» تتمنى للفريقين بداية موفقة ومشاركة ناجحة في مختلف مراحلها لأننا نثق بروح وتصميم لاعبينا على تقديم الأفضل لعلهم يحملون لجمهور كرتنا شيئا من الفرح الذي افتقده مع المنتخب.
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com