متابعة – محمود المرحرح:لم تستطع الكاراتيه السورية فرض حضورها كما عهدناها في الاستحقاقات الخارجية الأخيرة، والسبب في ذلك لا يعود لعدم قدرة اتحاد اللعبة على النهوض بلعبته
وإنما لعدم قدرته على تنفيذ خطته من معسكرات خارجية لمنتخباته الوطنية لأسباب وأسباب، فمعادلة الإنجاز تقول ( علم + مال = إنجاز ) و في استعراض لواقع وحال الكاراتيه السورية فإن رئيس اتحادها جهاد ميا وضع النقاط على الحروف بشأن عدة قضايا تهم لعبته وتطويرها وبلوغ ما تصبو إليه آجلاً أو عاجلاً وهو العالمية.
غياب المقومات
يقول ميا : بداية إن مقومات النجاح والتألق ليست متوافرة للاعبي المنتخب ولهذا السبب كيف لنا مطالبتهم بتحقيق نتائج تلبي الطموح، ولعل هذا الأمر ينسحب على ألعاب كثيرة لم تحقق أي نتائج في مشاركات خارجية، لأن ما تعانيه الكاراتيه هو حال معاناة تلك الألعاب بلا استثناء وأهمها ضعف الدعم وقلة فرص الاحتكاك وعدم تأمين الحد الأدنى من مقومات التدريب والتحضير.
دون الطموح
وأضاف رئيس الاتحاد ليؤكد بأن المستوى الفني على مستوى الأفراد هو دون الطموح مع وجود تميز للاعبي المنتخب، لكن هذا الوضع فيما لو قارناه كما في السابق فهو ليس أفضل، حيث بالفترة الماضية كان لاعب المنتخب ينعم بتحضير متواصل طوال العام وتهيئ له مشاركات متعددة وبتسميات مختلفة، بينما هذه الأيام وبسبب الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد وعدم توافر مقومات النهوض بالشكل المناسب فالواقع مختلف وهل يكفي التحضير من خلال معسكر محلي فقط لبطولة كالمتوسط مثلا؟
نجاح البطولات
الحديث السلبي في كلام الميا قابله رضا عن بطولات الجمهورية والنجاح اللافت تنظيمياً وإدارياً والتي تحاكي بطولات عالمية ولجهة المشاركة العددية الكبيرة التي وصلت إلى 600 لاعب ولاعبة وهذا لم تحققه أي لعبة حتى الآن وعدا عن ذلك فإن الكاراتيه تصرف من حساب وارداتها على البطولات.
على أن الدور المهم الذي قام به اتحاد اللعبة من خلال إستراتيجيته هو إنهاؤه حالة احتكار وصول الخبرة إلى الأندية عن طريق تفعيل دور الشباب الرياضي من خلال إخضاعهم لدورات تدريبية وتزويدهم بالمعلومات اللازمة والطرق الصحيحة والعلمية في علم التدريب وإتاحة المجال لهم لاختبار نتاج عملهم من خلال البطولات المفتوحة، وقد أثبت بعض المدربين الشباب (المغمورين) ذلك في انتزاع الميداليات والألقاب من أندية عريقة، وسيسعى الاتحاد لاستقدام خبير دولي بالتدريب وإقامة دورة بإشرافه في دمشق تقوي من قدراتهم الفنية وتحسن مستوى اللعبة عموماً.
انتشار جيد
واعتبر ميا أن العمل في اتحاد الكاراتيه بشقيه الإداري والتنظيمي يسير وفق منحى متصاعد ويؤكد انتشار اللعبة أفقياً، وكثرة المواهب والخامات والكفاءات الإدارية والتدريبية، لكن كل ذلك يصطدم بعقبة ضعف الإمكانات المادية وأمور غيرها.
وأشار ميا إلى أن خطة الاتحاد تؤكد دائماً الاهتمام بالفئات العمرية وإقامة بطولات لكل الفئات والأعمار وقد ظهرت أندية كثيرة (عامرة) بالمواهب سيكون لها الدور الايجابي في دعم المنتخبات الوطنية، ونأمل في إنجاح جهودنا وأن يظهر لدينا منتخبات قوية في مختلف الفئات وتحقيق الإنجازات بها مستقبلاً.
تجاوز الصعوبات
وعاد ميا ليؤكد وجود بعض المعوقات التي بحاجة إلى إعادة نظر في المرحلة المقبلة إذا ما أردنا تصويب البوصلة نحو اتجاهه الصحيح وتحقيق الهدف كون غياب تلك المقومات كان احد الأسباب التي أدت إلى عدم تحقيق نتائج جيدة في المحافل الخارجية، ورياضتنا تمتلك الأرضية المناسبة للنجاح لكنها بحاجة إلى دعم للنهوض بالحالة الفنية أكثر خاصة أثناء استعداد المنتخبات الوطنية لمشاركات خارجية، وخلص إلى جملة تختصر كلاماً كثيراً مفادها أن اللعبة لا ينهض بها ويطورها إلا أبناؤها.