هكذا وسريعاً بدأت أوراق الصفين الثاني والثالث من منتخبات المونديال بالتساقط من شجرة الإثارة الكروية،
بعضها قد يكون ترك أثراً وبعضها مر كالضيف، ولكن الكثير من الصخب الجميل كانت ألوانه تغطي مدرجات الملاعب مع عشاق الساحرة المجنونة .. وبعض من المنتخبات الكبيرة في خطر؟!
وقبل المضي أبعد لا بد من التوقف عند تقنية الفيديو التي ظن الكثير منا أنه جاءت لتحقيق المزيد من العدالة في هذه اللعبة التي قد تشهد فنوناً من خارج مفردات المستطيل الأخضر وخارج أسوار قانون اللعبة فتكون العين السادسة أو السابعة، وفق عدد الحكام المتابعين، التي تأخذ بيد حكم الساحة إذا ضاع من دائرة رؤيته ما يجب أخذه بعين الاعتبار إزاء قرارات قد تكون مصيرية في مجريات هذه المباراة أو تلك، وهذا ما كان واضحاً – في تقديرنا – مع هدف سويسرا على السامبا البرازيلية، وكذلك في مباراة المغربي والبرتغالي فقد عميت كاميرا الفيديو عن خطأ في منطقة الجزاء وبعده لمسة يد أكثر وضوحاً، فهل تأخذ هذه التقنية ما لا نفهمه بعين الاعتبار، أم يمكن للحكم تجاهلها ساعة يشاء، خاصة أن بعض الحالات كان اللعب يتوقف فيها للتأكد من صحة القرار، كما حدث بعد دقيقة تقريباً – من الحالة – في مباراة الدانمارك واستراليا وإقرار ضربة جزاء للثاني، وبدا كما لو أن الفيديو يغيب حيناً ويحضر حيناً آخر.. فهل نبالغ بمثل هذه الإشارات؟!
المسألة الجديرة بالحديث بالنسبة لنا أيضاً هي تواضع الكرة العربية على المستويين المادي والمعنوي، فقد ظهر جلياً أن كرتنا العربية ما زالت بحاجة للكثير من أجل دخول دائرة المنافسة مع الكرة الأوروبية والأمريكية اللاتينية على المستوى الفني والنفسي، خاصة ما تعلق بمستوى الثقة بالنفس واللعب حتى اللحظة الأخيرة والبقاء في أجواء اللعبة والأمل حتى النهاية مع الحفاظ على التركيز.. وكلها مسائل تحتاج لعمل كبير وبناء عقلية مختلفة في طريقة الاعداد والتعامل مع هذه التفاصيل بغض النظر عن الفوارق بين ألوان الكرة العربية في المونديال…
ولا بد من التطرق إلى مسألة زيادة عدد الفرق التي يقترحها، أو يطرحها على بساط البحث، رئيس الفيفا الجديد، وهي قضية لا تجد مبرراتها الواقعية والمنطقية – في تقديرنا – بما نشاهده من مستويات في الدور الأول من المونديال.. وقد يكون مرد ذلك إلى أن المنتخبات المختلفة لا تملك جميعها حشداً من النجوم في صفوفها عكس الأندية على سبيل المثال، وبالتالي فقد كان زيادة العدد إلى 32 قد أثار مثل هذا الجدل سابقاً، فكيف والعدد سيرتفع والمنتخبات الضعيفة سيزداد عددها في حال أصبح هذا الاقتراح أمراً واقعاً؟!..
غســـــان “شـــمه
gh_shamma@yahoo.com