زمن خارج الزمن، والإيقاع العالمي تضبطه ساعة المونديال التي دارت عقاربها مساء أول أمس الخميس، معلنة انطلاق العرس العالمي للساحرة المجنونة على هدير الصخب الجميل والأكثر إثارة ومتعة في عالم الكرة على مستوى العالم الذي تحول إلى ما يشبه الكرة المتدحرجة بفرح وفن ودهشة أمام آهات المعجبين الذين اتجهت عيونهم وقلوبهم إلى الملاعب الروسية التي تحتضن هذا المهرجان الكبير والمثير
الذي تنتظره المنتخبات واللاعبون والمدربون والمعلنون والجماهير التي حوّلت المدرجات لشعلة من الصخب الرائق لتطلق احتفالاتها الاستثنائية كل أربع سنوات في بلد مختلف.
لا شك أن كل عاشق يتبع هوى منتخبه الذي تمكّن من الحضور في هذا المهرجان الأحلى والعرس الأكبر، حيث يلتقي العالم كله على بساط الرياضة التي تجمع القلوب والأهواء على نبض الساحرة المستديرة، وتنتقل الحرارة والإثارة إلى كل مكان في المدن التي تستضيف ملاعبها المباريات، حيث النجوم اللامعة والإعلام الذي يلاحق الجميع، وهي أيام تبقى في ذاكرة أصحابها طويلاً، فالعشق الكروي جنون وفنون وطرائق تعبير مختلفة، لكن الأهم هو المتعة النادرة في مثل هذه المناسبات.
وبالنسبة للمنتخبات العربية تبدو الحظوظ متواضعة، فالمصري تعثر في النهاية رغم محاولاته الواضحة في تجنب الخسارة وبغياب محمد صلاح، والسعودي هو الأسوأ ولا يستحق أن يكون بين الكبار قياساً لتواضع مستواه الفني، حيث كانت الخسارة بالخمسة أمر طبيعي، وقد بدأ بوداع البطولة باكراً.
والمغربي خسر في الوقت الضائع بهدف من نيران صديقة بعد مستوى طيب والقادمات ستكون امتحاناً أصعب.. أما التونسي فننتظر لنرى ماذا سيفعل؟ لكن مجموعته صعبة، وبالمجمل وضع المنتخبات العربية غير مريح، رغم أمنياتنا لمنتخبات مصر والمغرب وتونس بأن تحقق حضوراً ما قياساً بوجود عدد غير قليل من اللاعبين المحترفين في عدد من الأندية الأوروبية، وهو امتحان كبير بكل المقاييس.
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com