كلنا نشترك بالحلم الآسيوي الذي تنهب الأيام المسافة الزمنية بيننا وبينه،
بانتظار تلك الصافرة التي تحمل عشاق المنتخبات الآسيوية إلى آفاق جديدة في العرس القادم للساحرة المجنونة، ونسورنا، نسور قاسيون، هذه النخبة الاستثنائية في تاريخ الكرة السورية التي هبت معها نسائم الفرح، وضعتنا على بعد خطوة واحدة من مونديال روسيا الذي أقيم منتصف العام الجاري. وتواصل تلك النسمات العابقة بالأمل والطموح حق مشروع لعشاق المنتخب، وهنا يكون دعم المنتخب أولوية تجمعنا وراء هذا الحلم الكبير.
هذا ما نؤمن به جميعاً، وهذه ثقتنا بالجميع ممن تعنيه الكرة السورية والمنتخب الأول، ولا نرى الاختلاف والنقد المتباين إلا تجسيداً لحالة حرص شديدة على أن نعيش ذلك الحلم وهو يرتسم بأقدام لاعبينا النجوم، من خلال لوحات كروية جميلة وأداء كبير بحجمهم، ومن هنا أيضاً يمكن أن نفهم ونتفهم حدة الاختلاف في الآراء التي نسمعها أو نقرأها حول المنتخب والجهاز الفني واللاعبين الذين تم اختيارهم أو اللاعبين الذين تم استبعادهم.
وجهات نظر عديدة ومتنوعة، بعضها ارتدى ثوب المنطق والإيمان بحق المدرب في خياراته أياً كانت، مرفقة برغبات خجولة حول الفائدة من هذا اللاعب أو ذاك، وبعضها طالب بوضوح، وبالغ أحياناً في نقده ومطالبته بلاعب محدد أثار استبعاده جدلاً كبيراً وهو فراس الخطيب، وتبقى هذه آراء عشاق ومتابعين تحمل مشروعيتها من فائض الحب بغض النظر عن الدقة.
لكن ما يلفت النظر افتقاد البعض لثقافة الاحتراف بمعناها العميق، وأقصد بعض المختصين أو اللاعبين، ففي عالم الاحتراف للمدرب الحق الأول في الاختيار لأنه أدرى بوضع اللاعبين وجاهزيتهم ومدى الفائدة التي يطلبها منهم، ومن ثم فالمسؤولية مسؤوليته، دون أن ننكر مشروعية فكرة الاستفادة من هذا اللاعب أو ذاك وفق مقدرته على العطاء خاصة الزمنية في عمر المباراة.
نعتقد أن اختبار الوديتين مع العماني والكويتي على قدر من الأهمية وقد تكشفان عن شيء ينبغي الاستفادة منه.
الأهم اليوم أن نتجاوز الجدل نحو قلب عامر بالأمل يجمعنا وراء هذا المنتخب في حملة دعم لها الأولوية مهما تباينت الآراء ذلك أن الغد هو الذي نتطلع إليه، وهو الذي ينبغي العمل له بكل المقدرات.
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com