الموسم الكروي بحلوه ومرّه…تذبذب المستويات علامة فارقة وغياب الاستقرار أثّر على المستوى

العسكريين لتراجع مستواهم كما قالت!

الوحدة: ما بين الانسجام الذي يجب أن تكون عليه المجموعة البرتقالية, والخبرة الكبيرة التي تمتلكها وما بين نفاذ عطاء بعض اللاعبين والإصابات التي لاحقت بعضهم الآخر تأرجحت كرة الوحدة هذا الموسم بين السيئ والجيد فطبّت حيث كان ينتظر منها التالق وتألقت في الوقت الذي غابت عنها عناصر هذا التألق..‏

ماهر السيد, إياد عبد الكريم, رأفت محمد, محمد اسطنبلي, معتصم علايا, حسين قيشاني, جمال معو, وليد الشريف, ماهر مصطفى, محمد بيروتي, بدر الدين الأزور, مهند خراط, غسان معتوق, موسى تراوري وغيرهم كلّها أسماء لها باع طويل في الكرة المحلية ومع هذا أهدر الفريق نقاطاً بالجملة من مباريات سهلة كانت كافية له لزيادة ضغطه على اللقب وعلى الرغم من غياب هذه الفرصة إلا أنّه كان مقنعاً إلى حدّ كبير لكن مشكلته الأساسية كانت في خطّ هجومه ولم ينفعه كثيراً وجود محترفه موسى تراوري في الإياب معه لأنه – أي تراوري- لم يعد بتلك الخطورة التي كان عليها قبل مغادرته الفريق البرتقالي…‏

الوحدة عاني أيضاً هذا الموسم من بعض المشاكل الإدارية التي أثرّت على مستوى الفريق, وشعر باليتم في بعض مراحل الدوري – وهناك حديث مفصّل عن هذه المسالة عندما نصل في ملفاتنا القادمة إلى الإدارات- ومازال حتى الآن قادراً على المنافسة على المركز الثاني لكن هذا يتطلب ألا يحصل الجيش على أي نقطة من مباراتيه القادمتين مع الطليعة والاتحاد خارج أرضه.‏

الاتحاد:الانتقال من مرحلة إلى أخرى له ثمن, تأثّرنا على بعض النتائج التي صعقت جمهور الاتحاد لكن (الصبر مفتاح الفرج) ولا يوجد أي فريق يبقى بطلاً على الدوام..‏

عندما تُوج الفريق بلقبي الدوري والكأس كان هناك محمد عفش ومهند البوشي وماديو كوناتي وأنس صاري الحاضر الغائب هذا الموسم…‏

لم تعجز المدرسة الملكية عن إيجاد البديل لكن هذا البديل في العشرين من عمره أي أنّه مازال يحتاج الكثير من التجربة والخبرة ليصل إلى مستوى أولئك النجوم وهذا ليس عامل إدانة لهم بل هي حقيقية التحوّل التي على الجميع الاعتراف بها…‏

المجموعة هي نفسها منذ بداية هذا الموسم تقريباً, ولا أعتقد أن حسين عفش قد أحضر معه عصا سحرية ولكن خبرة هؤلاء اللاعبين بدأت تزداد ومعها بدأت نتائجهم تتحسّن وهذا الأمر أفرحنا جميعاً بغض النظر لمن سيُحسب لأننا في النهاية لا نريد لهذه المدرسة أن تعجز عن تقديم المتفوقين وربّ ضارة نافعة إذ أفسح غياب المخضرمين الفرصة أمام مواهب جديدة أن تفرض حضورها.‏

في فريق الاتحاد اثنان من أفضل حرّاس سورية هما محمود كركر وياسر جركس, وفي الدفاع تألق قائد الفريق إبراهيم عزيزة وعمر حميدي ومجد حمصي ومعن الراشد, وفي الوسط تباين أداء الآمنة والراشد وحقق الموهبة عبادة السيد حضوراً طيباً ولازم في المقدمة النحس لعبد الفتاح الآغا واستبشر الجميع خيراً بمحمد الضامن ولم يخيّب آمالهم ومع هذا بقي لغياب الصاري أثر كبير على خطّ هجوم الفريق ونتائجه.‏

الطليعة: لا أستطيع أن أخفي إعجابي بهذا الفريق ولا بآلية العمل الكروي في نادي الطليعة.. هناك حسابات دقيقة في هذا الفريق عند التعاقد مع اللاعبين والمدربين وهناك استراتيجية معينة يطبقونها ساعدتهم وستساعدهم على تحقيق المزيد من النجاحات الكروية..‏

في فريق الطليعة تناغم بالمستوى بين جميع خطوطه, هناك من يحسن الدفاع ومن يجيد البناء ومن يختصّ بالترجمة..‏

إياب الطليعة دائماً أفضل من ذهابه وفي كلّ المباريات التي يلعبها يكون رقماً صعباً وهو من الفرق التي قدّمت مستويات جيدة ومتزنة إلى حدّ كبير هذا الموسم..‏

يضمّ الفريق في صفوفه عدد من اللاعبين المتميزين بدءاً من الحارس مضر الأحمد ومروراً بخالد البابا وأيمن الخالد وزكريا يونس وطلال عبدو ومحمود قالوش وانتهاءً بالوافدين المتميزين سليم جبلاوي وعارف الآغا..‏

المجد: حاله محيّرة, ونتائجه متقلّبة, تارةً يصعب على الأقوياء وفي أحيان أخرى يكون صيداً سهلاً للفرق الأخرى.. لديه مجموعة جيدة من اللاعبين الموهوبين والمتقاربين في مستوياتهم الفنية.. أثّرت عليه التخبّطات الإدارية ولم يستفد كثيراً من عامل الاستقرار الفني.. أبرز لاعبيه الحارس سامر سعيد والمخضرمون فراس معسعس وسامر عوض والمحترف عصام عز الدين والشباب حمزة أيتوني وبشار قدور ومحمد الواكد وعناد عثمان.‏

الفتوة: الهدير القادم من الشرق, أو عاصفة الدير الزرقاء, الفتوة قوّة حتى عندما كان في الدرجة الثانية.. قوته في جماعيته وفي إخلاص جمهوره له.. فنياً اعتمد هذا الموسم على مجموعة جيدة من اللاعبين الشباب والذين سيكون لهم شأن كبير في الموسم القادم إذا ما عرف النادي كيف يحافظ على استقرار الفريق فنياً..أبرز لاعبي الفتوة هذا الموسم المحترف العراقي محمود مجيد والذي أثبت أنّه هدّاف من طراز فريد إضافة للأشقاء همشرة والشباب نويجي وعبد الفتاح والفندي والخلف والدريبي وأبو علم وغيرهم..‏

جبلة: أعطى أكثر مما كان متوقعاً منه, واستطاع مدربه الشمالي أن يعيد تأهيل عدد من اللاعبين نفسياً ومعنوياً فعاد الحضور الطيب لسالم بركة وخالد جاديبا وجمال الرفاعي واستفاد من القادمين الجدد للنادي وخاصة محمود النزاع والعراقيين منهل علي وعمر يوسف..ذهاب جبلة كان ممتازاً وإيابه مقلقاً ولولا حسنة الذهاب لعاش الفريق قلق الموسم الماضي ذاته ولا أحد يستطيع أن ينكر تأثير الظروف المادية الصعبة التي يمرّ بها النادي… وبعيداً عن النتائج فإن المستوى الذي قدّمه جبلة هذا الموسم كان أكثر من مقبول وارتقى في بعض مراحل الدوري إلى درجة الجيّد..‏

تشرين: كان بالإمكان أفضل مما كان, المجموعة التي يمتلكها فريق تشرين مؤهلة لإحراز بطولة الدوري خلال موسمين على أبعد تقدير إذا ما تهيأت لها ظروف إعداد جيدة.. موهوبوه كثر وفي مقدمتهم معتز كيلوني ومصطفى شاكوش وعبد القادر دكة وكنان ديب وعامر كنعان ونديم صباغ وسامر نحلوس ومخضرموه جيدون من طينة سمير فيوض وسليمان يوسف وموسى الحايك لكن السؤال: لماذا جاءت نتائج تشرين دون المستوى الذي يقدمه الفريق… أداء فريق تشرين ممتع وسهل ولا ينقص هذا الفريق سوى القراءة السليمة لإمكانيات لاعبيه وتوظيفها بالشكل الأمثل.‏

حطين: هو الآخر يشابه جاره تشرين بكلّ شيء تقريباً, ويتفوّق عليه باللاعب المحترف جمعة عباس الذي سجل نصف أهداف الفريق, ومع هذا جاءت نتائجه متقلّبة كنتائج جاره تشرين, وبإمكان حطين أن يعود حوتاً كما كان في السابق شريطة الاستقرار الفني والحضور الإداري القوي وعودة جمهوره لمساندته.. أبرز لاعبي حطين إضافة للعباس عمار ياسين وهشام عابدين في صفّ الخبرة ومحمد فارس وأركان مبيض ومروان سيدة في صفّ الواعدين.‏

الحرية: موسم كامل ونادي الحرية يبحث عما يجب أن تكون عليه الأندية من استقرار ولم يصل إلى ذلك, انتخابات فطعنٌ بها, لجنة مؤقتة فلجنة أخرى مناقضة لها, تغيير مدربين عقوبات لاعبين وابتعاد جمهور… موسم استثنائي لكرة الحرية دفعها إلى مواقع الخطر وتعيش قلق الانتظار في المرحلتين الباقيتين من الدوري.. كمجموعة معروفة من اللاعبين كان يفترض أن يكون الحرية بوضع أفضل, وقياساً للظروف التي مرّ بها فلن يكون هبوطه للدرجة الثانية مفاجئاً..‏

القرداحة: لديه فرصة قوية للبقاء لكن دعونا نصارح هذا الفريق الذي سرق الأضواء قبل موسمين وكان منافساً على اللقب ونقول له: على الرغم من الاحتراف الذي نعيشه إلا أن قواعد النادي هي الأساس ويجب الالتفات إلى هذه المسألة إذا ما كان النادي يبحث عن استقرار في المواسم القادمة.‏

النواعير: هو أيضاً حكاية معبّرة عن فراغ الدرجة الثانية وتأكيد لم يثبت بعد لحكاية الصعود والعودة السريعة وعلى الرغم من المجموعة الجيدة التي يمتلكها هذا الفريق إلا انه بقي كفريق بعيداً عن الانسجام المطلوب مما قلّل من فاعلية لاعبيه ومازال حتى الآن يقارع من أجل البقاء.. عروض النواعير أفضل من نتائجه ويستحقّ أن يُعطى فرصة جديدة في دوري المحترفين وإذا ما نجح بالبقاء بالأولى فسيكون له وضع مختلف في الموسم القادم.‏

الجهاد: كأنك يا أبا زيد ما غزيت… وجع يمشي على قدمين.. ظروف قاسية والمتفرجون كثر أما المهتمون فهم قلائل!‏

مجرد استمرار الجهاد في الدوري يعتبر إنجازاً ولو كنتُ مسؤولاً رياضياً في الحسكة أو في القيادة الرياضية وعجزتُ عن حلّ قضية نادي الجهاد لقدمتُ استقالتي فوراً.. لاعبو الجهاد هم الأفضل في الدوري لأنهم لعبوا حبّاً بناديهم ومن دون أي مقابل واستمروا في الحضور على الرغم من تأكد هبوطهم من الذهاب ولهذا فهم أبطال الدوري الحقيقيون…‏

المزيد..