مدير إدارة الرياضة والإعداد البدني:النادي وجد ليؤدي دوراً إيجابياً في المجتمع وعلاقتنا جيدة مع الجميع
دمشق- مفيد سليمان-يعد نادي الجيش المركزي قلعة من قلاع الرياضة السورية، بل نستطيع القول إنه الأبرز بين الأندية وهو الذي نجح باستقطاب واستيعاب المواهب والخبرات على مرّ عقود من الزمن،
فانعكس هذا على مشاركاته المحلية والخارجية وفي كل الألعاب، وامتلأت خزائنه بالكؤوس والألقاب.. هذا التميز له أسبابه التي يأتي في مقدمتها الرعاية والاهتمام من قبل القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة وبما يتناسب مع أهمية هذا الصرح الكبير.ومن الأسباب أيضاً الإدارة الواعية القادرة على قيادة ناد بهذا الحجم.
|
من هنا كان اتجاهنا للقاء قائد جديد لإدارة الرياضة والإعداد البدني في الجيش، قائد له خبرته القيادية والرياضية، كيف لا وهو ابن الجيش النادي العسكري من جهة والنادي الرياضي من جهة أخرى..إنه السيد اللواء بسام حميدان الذي استلم مهامه مؤخراً على رأس الهرم في الرياضة العسكرية، فكان لنا معه هذا اللقاء:
الخطوط العامة باقية ونسعى للأفضل
كمدير جديد لهذه القلعة، وأنت العارف جيداً بأمورها هل من جديد تحمله للمرحلة القادمة؟ أم إنك ستتابع مابدأه الآخرون؟
هناك خطوط عريضة نعمل عليها كما هو الحال في أي ناد رياضي، لكن مايميزنا في نادي الجيش وكهيئة لها استراتيجتها عبر الزمن، أن أمورنا وعملنا أكثر وضوحاً، خاصة وأن هذه الهيئة وجدت لتؤدي دوراً إيجابياً في المجتمع، ولاسيما وأنها تحت المجهر دائماً بالنسبة للقيادتين العسكرية والرياضة. ونحن حريصون على القيام بما أوكل إلينا على أكمل وجه..
وأشير هنا أننا نعمل على شقين، الأول العناية بلياقة العسكريين وتربيتهم البدنية ليكونوا مقاتلين متميزين،والشق الثاني الاهتمام باللاعبين في كل الألعاب أثناء تأديتهم خدمة العلم، وتأمين فرص التدريب لرفد المنتخبات بالكوادر المتميزة القادرة على تمثيل سورية.. وأشير أيضاً إلى أن نادينا يضم«17» لعبة، وهو النادي الوحيد في هذا، والأهم أن ألعابنا بالمقدمة دائماً، وأتمنى أن تتاح لنا الظروف لنقدم الأفضل، وذلك بالتعاون مع المنظمة الأم واتحادات الألعاب، فنحن جزء من منظمة الاتحاد الرياضي العام، والعلاقة متميزة، مايعكس الوعي المبتادل لدور كل جانب.
وألفت النظر هنا إلى أن صفتي كضابط تمنحني الراحة الداخلية للتعاون الكبير مع المنظمة ولاسيما من النواحي الخارجية والاتصال مع الدول العربية، فأنا عضو في المكتب التنفيذي للاتحاد العربي للرياضة العسكرية التي نأمل تفعيلها في القريب، بعد أن تعود الجامعة إلى رشدها، والكل يذكر حتى الآن استضافتنا في عام 2010 لدورة الألعاب الرياضية العسكرية التي شارك فيها حوالي 1500 رياضي وعسكري، فقد كان النجاح لهذه الدورة، وكان هناك صدى إيجابي نسمع عنه حتى الآن، وهذا بفضل توجيهات القيادة العسكرية وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد الذي كان حريصاً لاستضافة الدورة وظهورها بشكل متميز..
مستمرون رغم الأزمة
لاشك في أن الأزمة تركت أثرها على نشاطات النادي، ماذا تعملون لكي يعود كل شيء كما كان، وكيف تعملون على الجانب الإداري والفني؟ الأزمة التي عرفت بالمؤامرة الكونية على هذا الوطن أثرت على مرافق الحياة في وطننا الغالي، والرياضة جانب واسع وكبير وقد تأثرت كثيراً لأنها تمثل شريحة واسعة من المجتمع السوري، الذي يتميز بأخلاقه وعاداته الطيبة والذي يحدث غريب عنه تماماً..
لكن في النادي لم نتوقف ولم تنقطع تدريبات فرقنا، المنغصات موجودة في كل مكان، ونتجاوزها ونتغلب عليها بالتخطيط السليم والمتابعة، ومن خلال حرص الجميع من إداريين وفنيين ولاعبين على التفاني والإخلاص بالعمل.. توجيهات القيادة الدائمة تدعونا للاستمرار في التدريب، والمشاركة في البطولات داخلياً وخارجياً، ولهذا لانغيب عن اجتماعات المجلس الدولي للرياضة العسكرية« السيزم» الذي نؤكد علاقاتنا الجيدة مع كل الدول الأعضاء والمرتبطة فيه، وخاصة تلك المتقاطعة مع قضايا أمتنا العربية عموماً، والمتعاطفة مع سورية بشكل خاص..
وبالنسبة للعمل الإداري والفني هناك تواصل مع كل المعنيين، والإدارة عندنا ذات شقين، الأول إدارة عسكرية تؤمن المال.. والثاني إدارة الفرق نفسها وهي التي تتابع بحسب اختصاصاتها وتعمل على تأمين احتياجات الفرق من فنيين وتجهيزات ومعسكرات وما إلى ذلك.. ولاشك في أن الاستقرار الإداري والمادي والأنظمة التي نعمل بموجبها تساعدنا على أفضل أداء وإعطاء كل ذي حق حقه..
اعتدنا مع كل تغيير في الأندية وفي اتحادات الألعاب أن يقوم الجدد بالتغيير، هل تفكرون بهذه الخطوة؟
نحن مع التغيير الإيجابي ولكن التغيير فقط من أجل التغيير مرفوض، قد تكون هناك تغييرات طفيفة بما تقتضي الضرورة.. وبالطبع هناك مايحتاج لإعادة نظر.
وأتحدث هنا عن الرياضة السورية عموماً، ومن ذلك موضوع الرياضة المدرسية التي غابت عن الساحة منذ مدة طويلة واذكر هنا القول المأثور للقائد الخالد حافظ الأسد« إني أرى في الرياضة حياة» ..
وعليه أتمنى إعادة النظر في موضوع القبول في الكليات والمعاهد الرياضية، فالأولوية يجب أن تكون للرياضيين الحقيقيين القادرين على العطاء ..
التقيتـــم فريق كرة القدم بالنادي قبل أيام، وكـــرة القدم هي الواجهة في كل مكان.. ماالهـــدف من هذا اللقاء؟
العمل الرياضي عمل مؤسساتي ويحتاج إلى تضافر جهود الجميع ولا أحد يمكنه الاستغناء عن الآخر، وكان التأكيد في الاجتماع على أن يؤدي كل فرد ماعليه، فاللعبة جماعية ومتكاملة وأي تقصير من طرف سيؤدي إلى خلل.. وأكدنا على العلاقات الطيبة التي يجب أن تسود ولاسيما في نادينا، ففي رأيي رفقة الملعب لايوازيها علاقة يجب أن تسود المحبة حتى يكون النجاح.
نعرفك بالإضافة إلى رئاستك لاتحاد الكرة الطائرة لاعباً وخبيراً في هذه اللعبة.. هل يمكن أن تعود الطائرة السورية للتحليق؟.
بلاشك أن وضع هذه اللعبة غير مرضٍ، طبعاً استلمت اتحاد الطائرة قبل عامين ومع بداية الأحداث المؤلمة التي تعيشها سورية، وكان لدي مع زملائي في الاتحاد تصورات يمكن أن تعود بهذه اللعبة الأنيقة إلى الازدهار. لكن وللأسف لم نستطع تنفيذ ماخططنا له وإن كنا قد وضعنا أسساً عامة، وأهمها إعادة روح الجماعة وترسيخ تكريم الخبرات والمتفوقين، ومن ذلك تكريم الخبرة المعروفة الأستاذ نجيب عصفورة خلال بطولة السيدات في طرطوس قبل مدة، وننتظر فرصة لتكريم خبرة أخرى افتقدناها وهي المرحوم زهير بيلاني من كوادر اللعبة ومؤسسها في اللاذقية..
الكرة الطائرة تدفع الثمن
في حديث الكرة الطائرة.. لماذا تراجعت؟
تراجع اللعبة كان تدريجياً، وللأسف أقول ودون أن اسمي حتى لا أظلم أحداً، في الاتحادات السابقة كان العمل لخدمة أشخاص وليس لخدمة هذه اللعبة، ولهذا لم يكن هناك جذور، كان يجب الاهتمام بالقواعد وتوسيع القاعدة الشعبية شبه الغائبة، وهذا مانسعى له الآن، لأنه لونجحنا فإنه سيكون عندنا حوالي/500/ طفل في البداية، وهؤلاء سيكونون الأمل والمستقبل إذا مالقوا الرعاية والاهتمام..
ألا يمكن أن يكون للاحتراف الغائب عن الكرة الطائرة أثره؟
طبعاً الاحتراف يشكل حافزاً، لكن الأندية تبحث عن الاستثمارات والنشاطات التي تدر عليها المال، وقد طالبنا الاتحاد الرياضي بأن يجعل الأندية الكبيرة مهتمة بألعاب إضافية مع ألعابها الرئيسية الكبيرة وفي هذا الإطار أقول إنني حاولت مع إدارة نادي الوحدة على الكرة الطائرة فيه خاصة وأن النادي تألق ونافس في السنوات الأخيرة، ولكن للأسف لم نجد الصدى المناسب..
نادينــــا كــــان ولايزال صرحاً مــــن صـــروح الرياضة السورية والألـقــــــاب هــدف دائــم
كلمة أخيرة:سأتحدث بعيداً عن الرياضة ولا أقول في السياسة سأتكلم كمواطن سوري يشعر بالألم لما يمر به البلد وخاصة أن الشعب السوري شعب متميز وموضع اعجاب في العالم..
أتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يساعد الصادقين في المسألة الوطنية للوصول إلى مخرج كل العارفين والمتابعين من خلال قراءاتي يستغربون صمود سورية في وجه هذه المؤامرة مما قرأته أن الجهد الإعلامي المركز على سورية لو سلط على دولة عظمى لانهارت وهذا يؤكد أن شعبنا يعي مصلحته وله دور في الخروج من الأزمة ونتمنى عودة المضللين إلى رشدهم فالانسان بلا وطن لاشيء ولا أحد يمكن إلغاء الآخر وهذا مانعرفه في قاموسنا السوري لهذا نتمنى أن تكلل مساعي وتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة بالنجاح وأن تلقى نداءات الحكومة لحل الأزمة سياسياً آذاناً صاغية وصادقة لوقف العنف مبدئياً ووضع حد لحمام الدم الذي يخسر فيه شعبنا وبلدنا قدراته يجب أن نرتقي فوق الجراح والوصول إلى مصالحة وطنية شاملة لنعيد بناء أنفسنا ودولتنا وكرياضيين أتمنى للرياضة السورية أن تعود إلى بريقها ويعود شبابنا إلى الملاعب وإلى المنافسة إقليمياً وقارياً ودولياً.
اللواء بسام حميدان في سطور
اللواء بسام عباس حميدان من مواليد عام 1955 متزوج وعنده شابان وبنت كنان وكندة ونادر رئيس الاتحاد السوري للكرة الطائرة
بدأ مع كرة القدم ثم ومن خلال وجوده في الكلية البحرية في مصر حارس كرة اليد والسلة والطائرة ولعب لأكثر من ناد بكرة اليد كما لعب لنادي تشرين بكرة السلة وشارك مع منتخبنا لكرة اليد بالدورة الرياضية العربية الخامسة.
استلم مؤخراً مهام مدير إدارة الرياضة والإعداد البدني في الجيش والقوات المسلحة.
عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام.