لاتعترف كرة القدم بالمنطق..!ربما تكون عبثية اللامنطق هذه واحدة من أبرز مايضفي على كرة القدم إثارتها وجنونها المعهودين في منافسات اللعبة الاكثر
شعبية ، فالمقياس النهائي هو الاهداف مهما قدمت فوق المستطيل الاخضر ، وأياً كانت الحسابات السابقة والفروق الفنية بين الفريقين في المواجهة المباشرة..
منتخبنا الاولمبي، قبل دخوله المباراة، كان الأفضل بكل المقاييس من نظيره البحريني، وكان المرشح للفوز بهذا اللقاء من قبل جميع المراقبين وقياسا لماقدمه الفريقان في المراحل السابقة فماذا حدث؟
المتابع للمباراة يشعر كما لو أن لاعبينا ليسوا هم من شاهدناهم سابقا فالحماسة مفقودة، والروح تائهة، والاداء بطيء الى حد الترهل المؤلم، وبعض النشاط في الشوط الثاني كان يفتقد التركيز والمتابعة رغم السيطرة الميدانية التي بقيت ضعيفة في مواجهة مرمى الخصوم البحرينيين..
قد تكون ظروف المباراة نفسها أثرت نفسياً على منتخبنا، ولكن أيضاً ربما كانت هناك عوامل نفسية اخرى سبقت المباراة بأيام ساهمت في مثل هذه الحالة التي ظهر بها لاعبونا فاقدين لروح التحدي والرغبة في الفوز..!
بالطبع ليس هناك مايبرر هذه الحالة، بوجه عام، لأن الفريق الخصم كان متواضعاً وضعيفاً وكان تجاوزه ممكنا في أية لحظة، وهذا بالتحديد مايزيد الحسرة في قلوبنا..!
ومع ذلك كله ينبغي أن نضع ماحدث وراء ظهورنا ونبدأ باستعداد جديد آخر من أجل خوض المرحلة القادمة ولاسيما أننا من ناحية المنطق وليس الورق، ذاهبون الى المركز الثاني في ختام تصفيات مجموعتنا مايحتم علينا خوض تصفيات جديدة وطويلة وصعبة أيضا من اجل انتزاع البطاقة الآسيوية- الافريقية المشتركة.
كنا نتمنى ان نحظى بفرح كروي لكنه، وللاسف، تسرب من احلامنا في لحظة واحدة.. وبتنا اليوم بانتظار مشوار آخر فيه الكثير مما سيقال في وقته..!
وتبقى مباراة البحرين محطة للحسرة والألم لمنتخبنا ولعشاق كرتنا.. محطة نريدها أن تكون عابرة !
غســـــان شـــــمه
gh_shamma@yahoo.com