الحسكة – دحّام السلطان :بداية الرحلة كانت موفّقة جدّاً للجزيرة التي أطربت النهاية فيها أنصارها في لقاء الفريق الثاني من الأسبوع الثالث لدوري المحترفين
وبتأكيد الفوز الإضافي ثانية بنفس الموسم على الاتحاد الحلبي صاحب البطولات والأمجاد ، والنيل وبدون مقدّمات من عراقة القلعة الحمراء خلال مباراة دراماتيكيّة للتاريخ والذكرى ، في دوري غابت عنه اعتبارات الصيت والسمعة وموازين التاريخ والجغرافية ، ولم يعد يعترف إلا بمعيار النقاط على حساب العراقة والسجلات الذهبية ، ورغم الملاحظات التي سجّلناها على فريق الجزيرة في كامل تفاصيله خلال الحصة الأولى من عمر اللقاء الذي أفنى فيه ، وفي معظم زمنه عملية البحث بالبوصلة عن الروح التي تناولناها في حلقتنا الماضية من موقفنا الرياضي ، فإن الفريق قد تمكن من أن يجدها وبشطارة في الحصة الثانية ، والتمكّن بعد ذلك من تحطيم ميزان الاحتمالات التي كان بصددها ، وقهر عيون الحسّاد والمتضرّرين الذين كنّا قد شاهدنا بعضهم يتربّع في الصفوف الفاخرة من السدة الرئيسيّة ، من أشباه الرياضيين ، وأنصاف المنظّرين و ( العلاّكين ) ، والطفيّليين من حديثي الصنعة على الرياضة ..!!
وها هو الجزيرة يبدو أنّه قد تعافى فنيّاً من أزمتي القلق والأرق التي كانت ملازمة له خلال الفترة الماضية ، منذ أن عاد من مباريات الدور الأوّل بخفّي حنين ، وقد تحامل على نفسه لأن يخلع الخفّين ، ويلبس بقدميه معطيات الاطمئنان للراحة والاستقرار الفنّي الذي بات مطلوباً أكثر من أي وقت مضى ، وفي لقاءات قادمة صعبة ومصيريّة لا تقبل القسمة فيها على الأقل في ميدانه بالحسكة على اثنين ، ولا بد هنا من الهمس بمحبّة في آذان الجهاز الفنّي والإداري للفريق ، الذي ينبغي عليه على لحظ جميع المنغّصات والإرهاصات ، ومفردات الاتّكالية والأنانيّة واللا مسؤوليّة من بعض اللاعبين ، والتي لمسناها عن قرب في خطوط الفريق الثلاثة ورأيناها بالعين المجرّدة ، خلال المشهد الأول من لقاء الاتحاد ، لأنّه بصراحة كان وضع الفريق مُخيفاً جدّاً ودون مستوى العرض والطلب ، ولولا عودة الروح إليه بوقت مبكّر من اللقاء في شوطه الثاني لكانت الصدمة موجعة ومؤلمة ..!!
وعن واقع الحال الإداري فإن الأمور يبدو أنّها قد تمّت باتفاق مبرم داخل أسوار الحديقة الخلفية لفرع رياضة الحسكة ، وقد انتهت عند صفقة إتمام عقد لجنة التسيير الحالية ، وهي المؤلّفة من رئيس وثلاثة أعضاء لها وهم المهندس عثمان السلمان ومحمد حزام وعبد الله حمزة وعدنان إدريس ، ليصبح عددها اليوم تسعة بعد إضافة خمسة أعضاء جدد عليها ، وهم رئيس النادي الأسبق جوزيف حنّا ، واليدوي الجزراوي القديم – الجديد كرم خليل ، والداعم عبد الحكيم رمضان ، ورئيس رابطة المشجّعين علي عكلة ورئيس اللجنة السابق الكابتن جورج خبّاز ، وبالتالي فإن الرياح قد جرت بما يشتهي ويريد من يتزعّم القرار في المكتب التنفيذي وبشخص السيّد اللواء موفّق جمعة وفق ما نص عليه الكتاب الوارد إلى فرع رياضة الحسكة بهذا الخصوص ، والمتضمّن زيادة عدد لجنة التسيير أو تشكيل لجنة جديدة مع لحظ المحافظة على الكابتن جورج خبّاز لأن يكون من ضمن اللجنة الجديدة .
وهذا الإصدار الجزراوي الأخير قد جاء ردّاً مقنعاً وصارماً بشكل نهائي على ما نص عليه مقترح فرع رياضة الحسكة و ( على ذمته ) ، وهو الذي قد وصل إلى المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام بدمشق ، وتضمّن مضمونه حل وحسم المسألة الإدارية في نادي الجزيرة بالانتخاب أو بالتعيين ، والتي انتهت بالخيار الثاني إلى جلب أعضاء جدد لترميم اللجنة الأخيرة المشكّلة بعد حل اللجنة السابقة ، ولأن مسألة الانتخابات يبدو أنّها لا سوق لها اليوم في رياضة نادي الجزيرة .. !