اتصالات واستفسارات من فتيات عدة وأقاربهن توالت على صحيفة الموقف الرياضي تحمل في نبراتها الرغبة بممارسة الملاكمة وكيفية الوصول إلى
ذلك..أعجبنا الأمر من ناحيتين الأولى : ثقة-نعتز بها ممن اتصل بنا أو استفسر منا. أما الثانية: هي أن عيسى نصار أمين سر اتحاد الملاكمة قد صدق حين قال إذا كان مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة فإن إتحاد الملاكمة قد نجح باطلاق الملاكمة الناعمة بقوة وثقة بعد أن أثبتت المشاركات اتساع قاعدة اللعبة الأنثوية فمن الحسكة ونادي العمال المجتهد إلى اللاذقية فطرطوس فدمشق فدرعا فالسويداء وهي المحافظات التي شاركت فعلياً بالبطولة مع اعتذار لباقي المحافظات رغم علمنا بوجود ملاكمات جيدات فيها
ملاكمة الإناث كانت قديماً واختفت
ولكن كي لاتأخذنا الحميّة .لابد من الوقوف بجدية عند الواقع الحقيقي لملاكمة النواعم وهنا من الجدير بالذكر أن أنديتنا ومحافظاتنا شهدت سابقاً ملاكمة ناعمة ففي الأعوام 75-76-77 كان العديد من النواعم يمارسن الملاكمة بنادي الوحدة وشبيبة الثورة لكنها تلاشت فيما بعد. وهذا ما يضعنا أمام ضرورة البحث عن تدبير وقائي كي لايتكرر ماحصل فتغيب الملاكمة الأنثوية من جديد. وعن هذا يتحدث خبرة ملاكمتنا منذر طباع عضو المكتب التنفيذي فيقول: الضمان الأول لاستمرار اللعبة وتطورها هو الإعلام.. وهذا خلاصة التجربة السابقة حيث نشأة الملاكمة الأنثوية وبواسطة الإعلام تحول عدد المشاركات من مجرد فتيات صغيرات إلى لاعبات من مختلف الأعمار وبأعداد مضاعفة.. بعدها تأتي الناحية الفنية فما رأيناه في بطولة فردي الإناث حضوراً جيداً تخللته بعض المهارات الفردية واندفاع الملاكمات ورغبتهن بالفوز وكل هذا وارد في البطولة التي أخذت الرقم »واحد« ولكن منذ اللحظة علينا التقيد بالتدابير الوقائية لاستمرار اللعبة والتي لاشك
كي لا يتكرر ماحصل
تتمحور بعدة نقاط أساسية أهمها: الأخذ بعين الإعتبار أن ممارس هذه اللعبة من العنصر الناعم الذي لاشك يهتم بالناحية الجمالية لذلك يجب التعامل معه بحذر سيما من ناحية الإصابات خاصة المؤثرة منها والتي من شأنها إن حدثت أن تبعد ممارسة اللعبة عن الحلبة وهذا يترك آثاراً سلبية على نشر اللعبة وهذه الناحية تحديداً يمكن تلافيها من خلال إيجاد قانون خاص بملاكمة السيدات يتم التعامل به محلياً وبالتدريج وصولاً إلى القانون الدولي المتعامل به, كأن نحدد في البداية نوعية الضربات فيتم التركيز على المستقيمات الصحيحة التي من شأنها أن تقلل من اندفاع اللاعبة الذي يعطي قوة إضافية يمكن أن تؤدي إلى إصابات نحن بغنى عنها في بداية الطريق.. فإذا ما لاحظنا إتقاناً في تنفيذ الحركة أضفنا المنثنية والتصاعدية إلى التدريب.
النقطة الأهم: هي اختيار أفضل المدربين وأكثرهم خبرة لتدريب النواعم خاصة في مراحلهم الأولى وهذه الناحية الأولى.. أما الثانية فهي ضرورة وجود العنصر الأنثوي في العملية التدريبية لما لذلك من أهمية باستقطاب اللاعبات وبث الأمان في نفوس الأهل الأمر الذي يتطلب إقامة دورات تدريبية لتهيئة مثل هذه الكوادر.
خمس ملاكمات فزن بالتزكية
ويختم الطباع فيقول: البداية جيدة وقوية ولكن ولأنها البداية يجب التركيز على نظام الفوز بالتزكية لأنه نظام حتمي لابديل عنه فكان من المفروض اختبار الفائزة بالتزكية عن طريق سؤال اللاعبة بحيثيات اللعبة أو الطلب منها بتنفيذ إحدى حركات الملاكمة فهذا من شأنه كشف المستويات الفنية الحقيقية للملاكمات وهذا ما يؤثر على عنصر الدقة عند اختيارهم لدورة ما أو عند إسناد أي عمل لهن.
فإذا كان هذا ما يضمن استمرار اللعبة ويضعها على الطريق الصحيح.. فما الوسائل لتطويرها واستقطاب المزيد من اللاعبات : هذا ما أفصحت عنه جاكلين ابراهام ورشا سعيد المدربة واللاعبة بآن واحد حيث قالت: أنا مدرسة تربية رياضية وساعدني ذلك باستقطاب اللاعبات ولكن لابد من إقامة تجمعات للتدريب في المحافظات وإقامة دورات تدريبية تكون كفيلة بفرز عناصر أنثوية للتدريب مع دعم اللاعبات ومحافظتهن وعزل بطولة الإناث عن بطولة الرجال في المرات القادمة وإقامتها في المحافظة التي تشارك بالعدد الأكبر.. جواب اتحاد اللعبة من خلال رئيسه كان جاهزاً حيث أفصح في اجتماعه مع الملاكمات فقال: هناك الكثير من الدول التي سبقتنا في هذا المجال كمصر التي أصبح لديها بطلات على المستوى الدولي وهذا ما يتطلب المزيد من التدريب أما وقد بدأت بطولتكم بهذه القوة أقول: إن استضافة البطولة العربية للسيدات أمر يستحق الدراسة أما الأهم فلمشاركة محافظة الحسكة الكبيرة عددياً وفنياً أعدكم بأن أول تجمع لمنتخب السيدات سيكون في الحسكة وسنعمل جاهدين لتوفير كل متطلباتكم للوصول إلى المستوى المطلوب.