البحث في موضوع اعادة الحياة للمراكز التدريبية النوعية امر هام جدا نظرا لأهمية هذه المراكز من ناحية الاعداد والتحضير والتأهيل اولا وان امر تطويرها اصبح واقعا لابد من البحث فيه نظرا لما شهدته الحركة الرياضية العالمية من تطوير نوعي ملفت خلال العقود الثلاثة المنصرمة لذلك لايمكن ان تبقى الرياضة الحديثة مجالا للاجتهادات وتقديم الاقتراحات تلو الاقتراحات البعيدة عما يتطلبه الواقع الرياضي من تنمية في سورية لأن الرياضة لم تعد مجرد اقتراح وانما اصبحت علما كبقية العلوم تنخرط ضمن العلوم الاخرى الطبية والنفسية والاجتماعية لذلك كان الاجتماع الذي عقد مؤخرا في الاتحاد الرياضي العام للمراكز التدريبية وبحضور رئيس الاتحاد الرياضي العام ومدير التربية الرياضية السيد علي طه ورئيس مكتب المراكز التدريبية الدكتور معتصم غوتوق وامناء سر الاتحادات
بعد الاستماع الى المداخلات التي قدمت في هذا الاجتماع والتي ركزت في معظمها على اعادة فتح المراكز التدريبية في المحافظات في شرح مفصل عن اهمية هذه المراكز..ولقد شكى البعض في مداخلاته من عدم اهتمام المنظمة الرياضية واهمالها لبناء الالعاب وتطويرها في المحافظات وكذلك تطرقت بعض المداخلات الى هدر اموال الاتحاد الرياضي العام في عملية الاعداد المركزي للاعبين وكذلك الانفاق غير المجدي على المدربين الاجانب وتساءل البعض عما قدمه هؤلاء المدربين بالقياس مع المدرب الوطني الذي لايتقاضى الا جزءا قليلا جدا عما يتم دفعه للمدرب الاجنبي وقالوا هل يعقل ان يتقاضى المدرب الاجنبي 1300 دولار والمدرب الوطني في المحافظات 1500 ليرة سورية هذا اذا تم تعويضه عن عمله فيما بعد.
وهناك بعض المداخلات التي ركزت على اهمية الالعاب الجماعية وخاصة الكرات ورأى المدير الفني للكرة الطائرة /مفيد شريط/ من الاهمية ان تدخل هذه اللعبة ضمن الالعاب المنهجية التربوية ولقد ركز في حديثه على اهمية المراكز النوعية لكي تكون الرافد الحقيقي للمنتخبات الوطنية من خلال بناء مراكز نوعية وفق هيكل معين تقوم على رعاية وتدريب اللاعب وفق مراحل معينة يتم تنظيمها وانتهاء بمرحلة المستويات ضمن المركز الواحد وهذه العملية هي سلسلة متكاملة يعيشها اللاعب من خلال هذه المراكز وضمن خطة علمية من قبل المختصين من الفنيين باتحادات الالعاب بدءا من عملية انتقاء المواهب والخامات وتطويرها وصقلها وصولا للمستويات المتقدمة.
وقال شريط للموقف الرياضي ان الطرح الذي قدم في هذا الاجتماع بمثابة تطور هام لمفهوم المراكز عن سابقها لأنه بناء حقيقي لرياضة يواكب التطور الحديث والمستويات المتقدمة ويبقى هناك البداية التي يجب ان تكون سريعة وان تذلل العقبات بسرعة امر غاية في الاهمية وخاصة العقبات المالية. ولقد كان لحضور مدير التربية الرياضية علي طه ووضع كافة المراكز القاعدية التابعة لوزارة التربية تحت تصرف المراكز النوعية اثر كبير لتجاوز الروتين وتخطي مراحل كبيرة لبدء العمل لأن المحصلة الرياضية المدرسية هي اللبنة الاساسية الاولى لبناء اللاعب واختياره اللعبة المناسبة حسب الانتقاء العلمي المدروس.
وسؤال الموقف الرياضي الاخر يتعلق بعمل المدرب الاجنبي واهميته في التطوير الرياضي ان صح التعبير ولقد اجاب شريط للموقف الرياضي بصراحة قائلا برأيي الشخصي المدربين الاجانب الذين يتم استقدامهم الى بلدنا بهدف التدريب هم مدربون اقل من عاديين ضمن بلدهم والدليل على ذلك المبلغ الذي يتقاضوه كما انه يجب عند استقدام اي مدرب اجنبي ان يكون الهدف واضح امامه مع تأمين كافة المتطلبات والمستلزمات لنجاح عمله من تفرغ تام للاعبين وتأمين الموارد المالية لتنفيذ خططه في معسكرات واحتكاك وباعتقادي ان المدربين الاجانب لدينا لهم القدرة الكبيرة على تطوير لاعبينا ويجب العمل على استقدام خبير اجنبي ويرافقه العديد من المدربين المحليين لبناء اللاعبين بمراحل مبكرة وهكذا تم انتخاب اللاعب المميز والمدرب الاقدر على العطاء وتحقيق النتيجة الافضل.