نداء إلى اتحادانا الكروي: ارحموا عزيز قوم ذل
لكي يعرف القاضي بأن الحكم الذي أصدره عادلاً عليه أن يأخذ دور المتهم ويختبر ردة فعله على هذا الحكم, لذلك اسمحوا لي في هذه السطور أن أتعدى قليلاً حدود المنطق إلى اللامعقول.. وليسمح لي اتحادنا الكروي أن أخاطبه ممثلاً بشخص رئيسه الدكتور أحمد جبان, لأطلب منه طلباً واحداً مفاده:
ماذا كنتم ستفعلون يا سيدي لو أنكم مع اتحادكم بنفس المهمات ولكن في نادي الجهاد? ولن أقول لكم ضعوا أنفسكم محل إدارة نادي الجهاد لأنها أول من أخطأ بحق النادي وأكثر المتسببين بفشل النادي. والسبب الأول والأخير في وصوله إلى الوضع الأسوأ في تاريخه. أطلب منكم أن تعتبروا أنفسكم من كوادر هذا الناي وتربيتم فيه, وتخيّلوا أن فريقكم يلعب خارج أرضه منذ ثلاث مواسم.. ماذا كنتم ستفعلون? وكيف كنتم ستنظرون لأعضاء اتحاد الكرة الذين لم يفعلوا لناديكم شيئاً?.. وأعضاء المكتب التنفيذي الذين لم يحركوا ساكناً?.. ولكي تتقمصوا الدور أكثر وتحسون بالمرارة التي يعيشها أبناء نادي الجهاد أطلب منكم تخيل مايلي وأنتم في هذا النادي:
– بداية الموسم يهرب منكم عدد من نجوم فريقكم بسبب عدم توفر الأموال, لأن النادي يلعب خارج أرضه وبدون جمهور مع أن المكتب التنفيذي وعدكم بمبلغ مليوني ليرة سورية لكنه خذلكم على مبدأ (اسمع من هون وكب بالبحر).
– بعد ذلك تتعرض إدارتكم لهزة قاسية نتيجة استقالة عدد من أعضائهاها ثم تهب موجات من التمرد المتكرر لدى اللاعبين مطالبين بمستحقاتهم وأجورهم البسيطة, دون أن تستطيعوا تحريك ساكناً لأن جمهوركم انفض من حولكم بسبب النتائج السلبية التي تحققونها وبالتالي حرمتم من ريع المباريات (على ضآلته).
– بعد محاولات فاشلة لتصحيح الخراب الذي عم النادي, وبعد تفاقم الأزمة لديكم تتوسلون لدى اتحاد الكرة فيجد نفسه مضطراً وتحت الضغط الإعلامي أن يعفيكم من أجور الحكام ويخصص لكم من كل فريق مبلغ عشرة آلاف ليرة أسبوعياً وأريد أن أسألكم وأنتم في موقعكم الجديد بنادي الجهاد عن رأيكم في اتحاد الكرة الذي يضع أحد أنديته بموقع تحق عليه الصدقة ويصك لكم وثيقة تسول رسمية, وأنتم تعرفون جيداً أن هذا الاتحاد يحتاج لمن يقرضه وتهديداته للأندية هزت الصحف والجرائد لكنها لم تحرك شيئاً على أرض الواقع.
وتخيلوا أن المباريات المسماة على أرضكم تلعبونها في الحسكة وربما لا تدركون أن هذه معضلة بحد ذاتها, فإذا حسبتم مجموع الكيلومترات التي يقطعها مثلاً نادي الكرامة بالمباريات الثلاث عشرة المقررة خارج أرضه (انتبهوا) خارج أرضه ستجدونها 5300 كم في حين أن مجموع الكيلومترات التي يقطعها نادي الجهاد بالمباريات المقررة على أرضه (وليس خارجها يبلغ 2300 كم) أما خارج أرضه فحدث ولا حرج لأن كل سفرة تستغرق نهاراً كاملاً, فأي دوري هذا? وأي تنافس شريف تتوخونه?
وبعد كل هذا وذاك وبعد مشوار طويل في الدوري يشبه السير على الجمر تجدون اتحاد الكرة يعاقبكم بعقوبة فريدة تقضي بإقامة جميع مبارياتكم المتبقية على أرضكم (والقصد هنا الحسكة) بدون جمهور على مبدأ المقولة الشعبية (فوق الموتة عصة قبر).
هكذا يا سادتي في اتحادنا الكروي وبهذه الظروف أتمنى أن تتخيلوا ماذا كنتم ستفعلون باعتباركم من كوادر هذا النادي, وفي حال عرض عليكم العمل وأنتم الحريصون على مصلحة هذا النادي هل ستعملون في ظل هذه الظروف.. وهل تطلبون من فريق أنزل به كل هذا القصاص أن يهتف جمهوره محيياً اتحاد الكرة وحكامه وهو (وأقصد النادي) أول الهابطين وبدرجة امتياز.. نحن ضد الشتم وضد الإساءة لأي منظمة من منظماتنا, ولكن عندما تصل الأمور إلى ما وصلت إليه في نادي الجهاد فلا بد من البحث عن حل قبل التفكير بالعقوبة.
أتمنى من كل فرد فيكم وبالأخص الدكتور أحمد جبان أن يجد حلاً لهذا الفريق, لأن اتحاد الكرة والمكتب التنفيذي أول المتسببين بهبوطه للدرجة الثانية… وليكن قراركم عادلاً.. جماهير الجهاد لا تطلب منكم سوى إنصاف ناديها ومعاملته كبقية الأندية السورية وأنتم تدركون لو تحقق ذلك لما كان رصيده متجمداً عن نقطتين, ومن يعرف ربما كان من المنافسين على المقدمة لأن هذا هو المكان الطبيعي لسفير الشمال والذي أصبح اسمه حاليا جريج الشمال, فارحموا عزيز قوم ذل.. ولا تدعوا جماهير الجهاد تعتقد بأن اتحاد الكرة يعامل أنديته وفق مبدأ ابن الست وابن الجارية..