قلما يطرق باب المنشطات وانتشارها.. لكن الان قرع ناقوس الخطر معلنا عن تواجد المنشطات على حديدنا ويثقل كاهل رباعينا بأحمال اضافية حيث ايقاف مشاركات اتحاد الاثقال لمدة عام وتغريمه 50 الف دينار وشطب نتيجة ثلاثة رباعين لثبوت تعاطيهم المنشطات وحرمانهم من المشاركات لمدة عامين كانت النتائج الابرز لبطولة العرب التي استضافتها الاردن مؤخرا فما موقف مخضرمي اللعبة والمعنيين عنها وهي مسألة ليست صغيرة فالتحقيق بدأ بشكل فعلي وجاد..
المنشطات حقيقة في اثقالنا
التحاليل اجريت على ثلاثة رباعين ورباعتين وبالنتيجة ثبت وجود المنشطات من نوع »ديكاتربولين« و»ديسترتيرون« على ماهر قربي-وعلي ياسمينة وبشرى محمد وهنا بدأت الاحجية.. اذ يقول المدرب كمال قربي: ماحصل ضربا من المستحيل لاسباب عدة.
1- ليس من المعقول ان ثلاثة رباعين من محافظات مختلفة لم يروا بعضهم الا في البطولة ان يتعاطوا نفس النوع تماما
2- رباعونا ليسوا بهذا الغباء ليتناولوا هذه الانواع من المنشطات التي لاتختفي اثارها عن الفحص الطبي بأي طريقة ومع ذلك يشاركون بالبطولة.
3- وهو الاهم :البطولة بطولة عرب ولرباعينا باع فيها ونتائجهم مضمونة دون ان يضطروا لأخذ المنشطات واذا اردنا التخصيص اكثر سأتكلم عن لاعبي وشقيقي ماهر قربي كمثال: فأنا من ادخلته بيدي الى الاختبارات فهل من الممكن ان ادمر مستقبل اخي بيدي فلو لم اكن متأكدا من نظافته لتفاديت الاختبار بخبرتي الطويلة وبأكثر من طريقة كأن اجعله بعيدا عن المراكز الاولى او اسحبه من البطولة بأي حجة كانت.. ومع ذلك سنتعامل مع الوضع على حاله فمادة» الديكاتر بولين« الموجودة في العينة مادة اعلم اثارها جيدا فهي تبقى بالجسم لقرابة العام فكيف يكون قد تناولها طالما انه خضع لتحليل في الدورة العربية ولتحليل في دورة التضامن وكان نظيفا مع ان الدورة لم يمض على نهايتها عدة اشهر فقط.. اما مادة »الديسترويترون« فتبقى مايقارب الثلاثة اشهر,ليبقى الدليل الاكبر وهو العودة الى الارقام المسجلة ففي جميع مشاركات ماهر كانت ارقامه تتراوح بين 150 خطف و190 نتر فأين الجديد الذي تعطيه المنشطات.. بهذا يكون المدرب كمال قد اشار الى احتمال وجود شخص يهدف لاثارة السخط على اتحاد اللعبة فدس هذه المادة عمدا والا من اللامعقول ان يشترك الرباع والرباعة بذات النوع على الاطلاق.
لكن من اين جاءت وبنفس النوع?
ماقاله القربي يؤكده جمال طيفور الذي تسلم تدريب المنتخب القطري وعاد مؤخرا لاتمام اجراءات الاقامة هناك فيقول: كنت موجودا بالبطولة المذكورة ولم الاحظ او اشك بأن احد رباعينا قد تناول المنشطات لزنهم كانوا مرتاحين عند اقبالهم على الاختبار الطبي الذي للأسف اثبت تناولهم وهنا قد نصدق مثلا ان احدهم قد تناولها اما ان يتوافق هذا النوع في ثلاثة منهم ففي هذا مايدعو للشك.. خاصة وان رباعينا الذين خضعوا للاختبار كانوا قد تناولوا الشراب ذاته بنفس الوقت والمكان وفي هذه الحالة يتحمل الاتحاد المسؤولية اذ عليه توعية الرباعين بأن يتنبهوا جيدا وهم خارج بلدهم ولايقبلوا عزيمة احد او يتناولوا اي شيء لا علم للاتحاد به سيما وان مثل هذه المنشطات يمكن دسها بالشراب والطعام وحتى الفاكهة..?!
رباع الوزن الثقيل: الاتحاد هو المسؤول
لمحمد الشيخ علي رباع الوزن الثقيل وحامل برونزية المتوسط بتونس واداري المنتخب السابق والخبير بالمنشطات كما يصفه البعض رأيه اذ يقول: يستحيل ان ترى رباعا متقدم المستوى في اغلب دول العالم لا يتناول المنشطات ولكن يتم ذلك بعلم المدرب والاتحاد والطبيب وفق فترات زمنية وعملا بجدول البطولات فلكل هرمون مدة زمنية معينة حتى يخرج من جسم اللاعب وبالتالي يمكن تناوله وتفادي الاختبار.. ومن المحتمل ان يكون احد رباعينا قد تناول هذا النوع من المنشطات دون دراسة او المام بطريقة تناوله فكُشِف عند الاختبار.. ويعترف الشيخ علي بوجود المنشطات عند اثقالنا فيقول: سأبوح لك بسر فأؤكد ما اقول: عام 1998 شاركنا ببطولة في تركيا على اعتبار انه لاوجد اختبار منشطات فيها ولكن عندما وصلنا تفاجأت بوجود الاختبار فما كان مني الا ان رميت نفسي من اعلى الدرج لأصاب بجروح بالغة لاتفادى بذلك الاختبار كي لا اتسبب بأي ضرر للاتحاد او لنفسي كرباع وما دفعني لذلك علمي بالهرمون الذي تناولته وعلمي انه مازال موجودا بجسدي.. وهذا ما يجهله رباعونا.. ومع ذلك وبعد ثبوت حالة تناول المنشطات اقول ان المسؤول الوحيد هو اتحاد اللعبة.. لأنه لو ضم رباعيه بمعسكر مغلق قبل البطولة بفترة كافية وراقبهم بعناية لمنع مثل هذا التصرف او لكشف من يتناول المنشطات اما ان نبلغ الرباع قبل يوم او حتى اسبوع من البطولة فيأتي الى قافلة السفر دون ان نعلم ماذا اكل وماذا شرب وكيف تمرن وتحضر فهذا غير معقول-والخطأ الاكبر الذي يرتكبه الاتحاد انه يريد من يرفع اكثر دون ان يتبنى احد مما قد يدفع الرباع لتناول الهرمون ولفعل اي شيء مقابل الفوز بالتجارب وكسب رضى الاتحاد ويضمن السفر والا فما تفسير ان ينقطع اللاعب عن المنتخب سنة تقريبا ليعود فيرفع 170 خطف و210 نتر..
بقايا المنشطات في المرافق العامة
ولاتحاد الاثقال آرائه الذي بدأ يتناقلها هنا وهناك لينفي المسؤولية عن نفسه فيقول هذا اللاعب غير ملتزم وذاك من محافظة بعيدة ولا نعلم عنه شيئا ولكن هذه ليست اعذارا فإذا كان اللاعب غير ملتزم فلماذا او كيف يتقاضى كل مستحقاته المالية واين تقارير غيابه وكيف وعلى اي اساس شارك بدورة التضامن اما لاعب المحافظات فلماذا لا يؤمنهم الاتحاد بالاقامة والتدريب باشرافه ورعايته. عموما التحقيق جار ويجب ان يأخذ كافة الحيثيات فالتحاليل لاتكذب واذا ماتم الشك فيها فهناك بالتأكيد عينة اخرى فالمهم ان يأخذ الموضوع كامل الاهمية سيما وان ادارة مدينة الفيحاء قد اكدت وجود بعض »السيرنكات «الفارغة في مرافق صالة الحديد اثناء التنظيف وبعد انصراف الرباعين.. ويبقى السؤال: هل يعني ثبوت المنشطات في التحاليل ان رباعينا يتناولونها فعلا ام ان الامر برمته مجرد اساءة مدبرة للنيل من اتحاد اللعبة وسحب الثقة منه كما يرمي البعض?!