الوصول الى القمة ليس صعباً او مستحيلاً وانما تكمن الصعوبة في المحافظة على هذه القمة, فبعد ان تمكنت سلة نادي الوحدة في يوم من الايام اعتلاء منصات التتويج محلياً وقارياً وشهدت تطوراً ملحوظاً في السنوات الماضية من خلال استقدامها للاعبين ومدربين اجانب كان لهم الفضل الكبير في تحقيق هذه الانجازات المحققة في الاونة الاخيرة, ولكننا حذرنا مراراً وتكراراً في ضرورة الاسراع الى ايلاء كل الاهتمام بقواعد اللعبة بطرق علمية مدروسة حتى تكون رافداً وداعماً اساسياً للفريق الاول ولكن بعد هذا الهرج والمرج والنصائح التي لم تلق اذاناً صاغية عند احد, حتى وصلنا بفضل عقليتنا المتحجرة الى طريق مسدود وبالتالي انعكس ذلك على اداء ومستوى الفريق الذي خيب آمال جماهيره الذي تناقص في الآونة الاخيرة نتيجة للاداء العقيم والنتائج الهزيلة التي ظهر فيها الفريق منذ بداية هذا الدوري فكان عنوانه التخبط والارتباك ولم نشهد ونستمتع بمستواه والقه الذي عودنا عليه في سابق عهده?
اذا اردنا ان نعود بشريط الذكريات الى تلك الانجازات المشرقة التي تحققت لسلة الوحدة, والتي كان اخرها بطولة الاندية الاسيوية بماليزيا ندرك لتونا بانها قد تحققت بفضل وجود لاعبين اجانب من مستوى عال بالاضافة الى وجود لاعبين وطنيين اصبحوا الان في ذاكرة محبي النادي ولم يستطيعوا ان يقدموا لها اي شيء جديد بسبب تقدمهم بالعمر حيث باتوا عبئاً ثقيلاً تمجه النفس بعدما كانوا في يوم مضى نجوماً تألقوا وحلقوا عالياً حتى نالوا محبة الجميع, ولكن للأسف لم ينتبه القائمون على ادارة وشؤون سلة الوحدة آنذاك بان الطريق ستصبح في يوم قادم وعرة وسيتعرض تطور الفريق لعدة منغصات ستوصله الى الهلاك.
ربما لانهم كانوا لا يعرفون كيف يقرأون المستقبل لضعف خبرتهم الرياضية والميدانية والادارية الامر الذي جعلهم يصلون باحلامهم الخلبية التي بنوها بخيالهم الى هامات المجد ثم لم يلبثوا حتى استفاقوا من حلمهم اللذيذ على واقع اخذ بالتردي شيئاً فشيئاً نحو الهاوية وتركوا الامور على عواهنها وقد افتكروا بان اللاعب الاجنبي الذي كلفهم المال الكثير قد يفيدهم ويصنع لهم المستقبل كما يريدون ويشاؤون, فاهملوا قواعد اللعبة صبوا جل اهتمامهم بلاعبي النادي الكبار الذين وصلوا من العمر عتياً, بالمقابل صال وجال بعض الذين يدعون بانهم رياضيون واصبحوا في وقت مضى اصحاب القرار النهائي على ضوء هذا الواقع دخل الفريق وسط العاصفة تائهاً لا يعرف في اي اتجاه يسير مما جعل الحزن يعشعش في قلوب محبي هذا النادي الذي جعل جمهوره يتناقص هارباً من نتائجه المخيبة للآمال والتي لا توازي طموحاتهم ربما لانهم تعودوا على رؤيته معتلياً منصات التتويج?
لا نغالي اذا قلنا مرة اخرى بان المال لا يكفي يا ادارة نادي الوحدة لصناعة رياضة متطورة وعلى اسس علمية على الرغم من اهمية وجوده, لكنه يحتاج الى كوادر وخبرات ادارية ورياضية لها تاريخ طويل بعالم الرياضة متفرغة للعمل بعيدة كل البعد عن المصالح الشخصية, تقوم على توظيف هذه الاموال بالمكان المناسب وتقيها شر الصرف العشوائي الذي اصبح موضة في زماننا هذا في انديتنا بسبب غياب هذه الكوادر والخبرات ليس في نادي الوحدة بل في معظم انديتنا, فالتجديد والتغير مطلب اساسي في جميع نواحي حياتنا ومنها الرياضية لانه لا تطور دون تغيير بناء يبنى على أسس علمية مدروسة بشكل سليم, لكن هذا التجديد لا يمكن ان نجني ثماره في يوم وليلة لانه يحتاج الى سنوات من العمل المضني حتى يصل الى حيز التنفيذ ومن ثم نجني ثماره اليانعة الا ان ادارة نادي الوحدة السابقة والحالية لم تع وتدرك بعد حقيقة وخطورة الوضع معتقدة بان امثال اندريه بيتس وغيره قد يفيدونها مع العلم باننا لسنا ضد استقدام لاعب اجنبي لكننا وكما اشرنا نريد ان ياخذ اللاعب المحلي مكانه ويبقى اهتمامنا منصب عليه لما له من فائدة سنجنيها في المستقبل.
نادي الوحدة من الاندية الكبيرة العريقة لدينا الذي نعتز به ونحبه كثيراً ولكن ما نتمناه ان يدرك خطورة المرحلة القادمة لانها حتماً ستكون صعبة وهي بحاجة لمنهجية علمية واضحة في العمل بعد اولئك الذين اثروا على مسيرة النادي وان نضع الرجل المناسب في المكان المناسب استناداً لاسس الكفاءة والقدرة على الادارة وليس بقيمة المال الذي يملكه لانه ليس صحيحاً ان نقبل باشخاص لا يملكون شيئاً من وضوح الرؤية ولا يهمهم الا انفسهم ومصالحهم الشخصية وهم بعيدون كل البعد عن حقيقة العمل الرياضي وجوهره, اعملوا يا ادارة نادي الوحدة بهدوء ولا تنظروا الى نتائجكم في هذا الموسم لاننا سنقبلها على انها كبوة حصان لا اكثر على الرغم من صعوبة تقبلها ما نفترضه ليس من باب التمني لاننا ندرك تماماً بان ادارة نادي الوحدة تتجاوز هذه المحنة ولن تكون الا مجرد غيمة صيف لا تلبث ان تتلاشى واقرأوا المستقبل على ضوء تجربة الماضي المشرف لكم وخططوا ونفذوا بهدوء وسوف تجنون ثمار عملكم حتماً لاننا في زمن اصبح الوضوح فيه اساس كل شيء.