على الرغم من كثر الصعوبات والهنات التي تعترض رياضتنا والتي اوصلتها الى هوادة لا قرار لها
حاول الاعلام الرياضي ومازال يحاول ان يضع يده على هذه السلبيات ايماناً منه باصلاحه وتجاوزه الى ما هو افضل من ذلك من خلال توطيد علاقته مع الواقع الرياضي الذي نعيشه في ايامنا هذه, والذي لم يأخذ صداه الحقيقي ولم يلق اي ترحيب او سعة صدر من قبل المعنيين على امور رياضتنا, الذين حاولوا بدورهم في الفترة الاخيرة الى اطلاق العنان لتصريحاتهم البعيدة كل البعد عن الموضوعية يريدون من ورائها ايقاف هذا النقد البناء الذي وضعه الاعلام الرياضي ستاراً لعمله, فما هي الطريقة التي يجب ان يسير عليها الاعلام الرياضي حتى يلقى ترحيباً كبيراً وتصفيقاً مدوياً لدى البعض الذين لا يريدون منه الا تلميع المظاهر البراقة لتغيير وقلب وجه الحقيقة, لكن حقيقة رياضتنا وما يعتريها من منغصات ستظهر نفسها بفعل قوتها الذاتية الرديئة وواقعها المؤلم والمظلم الذي يستغيث منذ زمن وما من احد يسمع?
من يتأمل حالياً بصورة العلاقة التي تربط الصحافة الرياضية بالواقع الرياضي والمسؤولين عنه نرى بان هناك بوناً شاسعاً بين ما يقال وما ينفذ, فالانفعال مع الاحداث على الرغم من صعوبتها لم يصل من قبل المسؤولين عن امور رياضتنا الى مستوى الفاعلية ولم تصل ردود الافعال الى مستوى المبادرة والعمل الفعلي وكل ما نتحدث عنه في معظم الاحيان لا يلبث ان يتلاشى بفعل تقادم الزمن لان القدر كتب عليه ان لا ينفذ وان يوضع على الرفوف ليتراكم فوقه الغبار ويطوى في غياهب النسيان او ليعقبه قرارات اخرى وهكذا والحقيقة التي يجب ان نظهرها من دهاليز المظلمة الى واحة النور ليدركها الجميع ويعرفوا باننا جميعاً لم نقوم على رؤية الوجه الاخر لواقعنا الرياضي في صحافتنا الوطنية حيث يذهب البعض لتوهم الى اطلاق حملة من تبريراتهم الفضفاضة عندما تتجه نحوه كلمات النقد, مستخدماً جملة اصبحت عنواناً بارزاً لجميع احاديثهم »لا نريد ان ننشر غسيلنا الوسخ« راسماً على وجهه ابتسامة رقيقة تخفي وراءها كثيراً من المفاهيم المغلوطة التي يحملها, لكني فكرت ملياً بهذه العبارة التي يطلقونهاورأيتها توحي بان نشر الغسيل الوسخ ضار, لكن يدرك بعضهم ايضاً من خلال التجربة ان نشر الغسيل نافعاً دائماً سواء كان نظيفاً او وسخاً لان اشعة الشمس حتماً ستعقمه وهذا الشيء صحيح بالمعنى المجازي للكلمة فاخفاء الغسيل وعدم نشره من شأنه ان يؤدي الى تعفنه.
واعلامنا الرياضي او صحافتنا الرياضية تستند دائماً في مرجعيتها الى الواقع قبل كل شيء, تلوب بجزع عن السلبيات التي تعترض تطور رياضتنا بغية تجاوزها لانها تؤمن بان التركيز على هذه السلبيات هو نابع من ايماننا العميق بالغد المشرق لذلك نحن نعتقد ان الاعلام حتى لو لم يكن دقيقاً في بعض الاحيان لكنه يبقى افضل من الاعتام.
فالاعلام الرياضي هو شريك في عملية الاصلاح والتطوير وليس كما يتهمه البعض بانه هداماً فاعلامنا لا يشير الى جوانب التقصير ومكامن الخلل الا بقصد الاصلاح والنصح والتصحيح وليس بقصد الاساءة والتشهير, فهل يعني ذلك التوقف عن المطالبة والتزمير عنواناً لها لتدغدغ عواطفكم وتمجد اقوالكم وتصفق لكم في كل كبيرة وصغيرة?
ندرك جيدا بان قاعدة الصحافة الرياضية المحترمة تكمن في ان »الخبر الصادق والرأي الحر ونعلم جيداً المسافة ما بين الخبر والاشاعة وحروب الكلمات ونسعى دائماً لحماية مصادرنا ورفع سقف الحريات واحترام اخلاقيات المهنة التي بدأت تعج باشخاص يكتبون وينتمون للبعض وهم بصراحة بعيدون كل البعد عن جوهر وعمل الصحفي الحقيقي, لذلك نحن نتحلى دائماً بالصدق في تناولنا لكل القضايا والحوارات التي نجريها على ارض الواقع بعيداً عن الفاكسات والموبايلات ونعرف تماماً ولا نحتاج الى من يشير علينا ويلقي نصائحه ما هوالفارق بين الصحافة الجريئة والاثارة المجانية. على ضوء هذا الواقع لن نصمت ابداً عن شخص يستفيد من صمتنا ويفسره صفقاً لاننا نعتبر انفسنا نحن الصحفيين الرياضين خط الدفاع المنيع ضد كل ما يغري ويعكر صفاء عملنا ومصداقيته ويحاول ان يكيل اتهاماته جزافاً ضد اعلامنا الرياضي وذلك لايماننا بدورنا الريادي في اعادة الامور الى نصابها بشرط ان ننتقد ونقدم البراهين لنقدنا مع تقديم البدائل اذا استطعنا ذلك كي يلقى نقدنا اذناً تسمعه واكفا تصفق له بصدق كامل, وهذا ما اكده السيد الرئيس بشار الاسد في خطاب القسم على اهمية النقد البناء الذي يجب ان نسلط الضوء على الايجابي والسلبي من الامور بشكل عام على اعتبار ان العمل الايجابي بحاجة الى تشجيع لتعميمه وان السلبي بحاجة الى تسليط الضوء عليه لتلافيه.لذلك يجب ان نسرع الى اعادة علاقتنا وتمتينها مع الاعلام الرياضي حتى نعمل معاً في سبيل تجاوز كل ما يعيق تطورنا ولنصل الى ما نصبو اليه ونحقق احلام الجماهير برياضة عصرية كما هي روح العصر الذي نحن فيه.