متابعة – مالك صقر:
تركت عودة المشاركات الخارجية لكرة اليد السورية استحساناً كبيراً لدى متابعي اللعبة رغم بعض الشوائب التي رافقتها ولا سيما على مستوى النتائج، وهو أمر منطقي بعد انقطاع طويل وعزلة كبيرة.
النواعير والطليعة والشباب شاركوا في بطولة الأندية العربية للرجال التي أقيمت في الكويت، بينما شارك ناديا قاسيون والنبك في البطولة العربية للسيدات، ومنتخب الناشئين تحت 17 عاماً في الأردن.
ورغم النتائج المخيبة عموماً إلا أن المشاركات كانت مفيدة على مستوى الاحتكاك، وكشفت عن الواقع القاسي للعبة المتمثل بضعف الإمكانيات وتراجع المستوى وشح الدعم المالي.
وسط هذا المشهد، يبرز السؤال: ما الذي تحتاجه كرة اليد السورية اليوم لكي تستعيد حضورها الحقيقي وتحقق نتائج تُشبه طموح جماهيرها؟
“الموقف الرياضي” حملت السؤال إلى أصحاب الخبرة السورية الذين تركوا بصمة مؤثرة في مجال التدريب والتحكيم داخل وخارج البلاد.
سمحة: المشاركة مطلوبة لكن ليست بهذه الطريق..
الخبير الآسيوي زهير سمحة كان واضحاً في رأيه حين قال: ” المشاركة هدفها تحسين المستوى، لكن بشرط أن تكون مدروسة، صحيح نحن بعيدون عن بعض الدول العربية والآسيوية، لكن بدل المشاركة بثلاثة أندية تضم نحو 50 لاعباً، كان من الأفضل توحيد الجهود ضمن نادٍ أو ناديين”.
وأضاف: “المشاركة كانت أقرب للمشاركة فقط، وربما بسبب التنافس بين الأندية أكثر من التنافس مع الخصوم والأمر ذاته ينطبق على فرق السيدات حيث لم تكن المشاركة فاشلة، لكنها غير مجدية، وتم إنفاق مبالغ من دون تحقيق الفائدة المرجوة”.
وعن منتخب الناشئين تحت 17 عاماً قال
(السمحة): “هذه الفئة هي مستقبل اللعبة، وكان بالإمكان أن يكون الأداء أفضل، فهي تحتاج برنامج إعداد واضح لسنوات قادمة لتستطيع مجاراة منتخبات آسيا”.
وختم بحل من وجهة نظره: “الحل يبدأ بالتركيز على الفئات العمرية 2010 وما فوق، بجلب مدرّبين مختصين، وتجهيز الفرق لعامين على الأقل، والاحتكاك المحلي مع الشباب والناشئين وحتى فرق الرجال لاكتساب الخبرة، بعدها تبدأ المشاركات تدريجياً في آسيا اليوم، نحن بعيدون نسبياً عن البحرين، السعودية، كوريا، اليابان، إيران، والكويت”.
خطاب: من دون بيئة حاضنة لن نتقدّم خطوة
من قطر، حيث يعمل مع الأندية هناك، أرسل المدرب الوطني حيدر خطاب رسالة خاصة قال فيها: “كرة اليد السورية قوية بكوادرها، وقادرة على الوصول للعالمية إذا حصلت على الدعم الحقيقي، تماماً مثل كرة السلة والقدم والدليل لاعبونا الذين تألقوا مع منتخب قطر، ووصلوا به إلى وصافة العالم”.
وتابع حديثه: “المطلوب اليوم الاهتمام بالقواعد، وتأسيس مراكز كرة يد في كل المحافظات بالتعاون مع وزارة التربية، وتجهيز كوادر إدارية وفنية عبر منح وبعثات متخصصة”.
ولم يُخفِ إحباطه حين قال: “كنت أتمنى مشاركة المنتخب الأول في تصفيات كأس العالم، لكن عدم تثبيت المشاركة خطأ إداري، ونتيجته أن لاعبينا غير محميين حتى ضمن أنديتهم يجب حمايتهم بالعقود وتشكيل منتخب قوي يمثل سوريا، فهل جزر المالديف أفضل منا؟”.
وختم: “نحن متأخرون، نحتاج صالات مؤهلة، وصالة خاصة للاتحاد والمنتخبات.”صنديد: الأساس يبدأ من المدرسة والباقي تفاصيل..
المدرب والخبير الوطني حافظ صنديد اختصر الحل في المكان الذي يغفل عنه الجميع: “تطوير كرة اليد لا يأتي بالتمني، ولا نحتاج الآن للخبراء الأجانب، مشكلتنا ليست العالمية بل الأساسيات، علينا إعادة بناء القاعدة، بدءاً من الرياضة المدرسية، وإجبار الأندية خصوصاً المشاركة خارجياً على فتح مراكز تدريب للصغار، نريد أن يحب الطفل كرة اليد وألا يتجه للعبة أخرى”.
وتابع: “علينا توحيد أسلوب التدريب، والمتابعة والمراقبة، وهذا لا يحتاج ميزانيات ضخمة بل قراراً واضحاً”.
وأشار إلى أثر الحرب على اللعبة بقوله: “سنوات الحرب أخذت منا الكثير من المدربين واللاعبين والحكام والإداريين، وتعويض ذلك يحتاج خطة طويلة وعملاً حقيقياً”.