متابعة _ أنور الجرادات:
منذ سنوات والمدرجات في ملاعبنا تعاني من غياب الجماهير التي بدأت تعزف عن حضور ومتابعة مباريات الكرة في البطولات المختلفة، باستثناء عدد قليل منها خصوصاً مباريات الديربي، التي عادة ما تلقى إقبالاً كبيراً، وتركت الأرقام الصادرة عن اتحاد الكرة للمواسم الماضية علامات استفهام واضحة، حيث تابع عدد كبير من المباريات جمهور لا يتجاوز العشرات، بعيداً عن الموسم الأخير الذي اتخذ فيه قرار بعدم حضور الجماهير.
ولا يختلف اثنان على أن منظر خلو المدرجات من الجماهير بات أمراً مؤرقاً، وينعكس سلباً على مستوى وأداء اللاعبين، وعلى واقع كرتنا المحلية، علماً أن أغلب جماهيرنا باتت تفضل متابعة المباريات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وعلى الرغم من أن تذاكر المباريات (البيتية) لا يشكل مصدر دخل مميز للأندية نظراً لسعر البطاقات الزهيد أو لقلة الحضور الجماهيري، إلا أن غياب المشجعين في المدرجات ساهم في زيادة المعاناة المالية لصناديق الأندية، حيث تكاد تكون المباريات هي مصدر الدخل الأبرز والوحيد حالياً للأندية في ظل عدم وجود حصص نقل تلفزيوني حقيقية، أو رعاية للقميص، أو إعلانات ومبيع منتجات تجارية خاصة بالأندية.
مسؤولية مشتركة
المسؤولية تبدو مشتركة ما بين اتحاد الكرة وإدارات الأندية ووزارة الرياضة والشباب، من أجل إيجاد حلول تساهم في إعادة الجماهير إلى المدرجات وزيادة عددها، ويبدأ الأمر بعدم اتخاذ أيّة قرارات جديدة من شأنها منع الأندية من اللعب في أرض محايدة، أو منع الجماهير من الدخول، خاصة أن تجربة الموسم الأخير برهنت على عدم القدرة على تثبيت هذا القرار في كل الملاعب، كما أن المسؤولية مشتركة من أجل جذب واستقطاب الجماهير باحترافية أكبر ومواكبة التغيير في ثقافة الشباب واطلاعهم ومتابعتهم للدوريات الأخرى، ويمكن توفير ذلك عبر تقديم الحوافز والجوائز وتسهيل عملية الدخول والخروج، والمحافظة على نظافة المدرجات ومرافق المدن الرياضية.