هكذا يزمجز الفرات

ضمن مذكرات الرئيس الفرنسي الراحل ديغول رجل الثورة الفرنسية, اتخذ قراراً حاسماً بوضع يد الدولة على كافة الصناعات الثقيلة الاستراتيجية, مما أزعج أصحاب رؤوس الأموال المستفيدين من تلك الصناعة, وأخذوا يساومون رئيس الدولة للتخلي عن هذا القرار ووصلوا معه إلى رقم مالي لا يمكن رده في ذلك الوقت, إلا أن الزعيم الفرنسي طرد هؤلاء من مكتبه بعد أن استمع إليهم طويلاً.


فسأله أحدهم لماذا تقوم بطردنا وقد عرضنا مبلغاً كبيراً واستمعت لنا طويلاً.‏


فأجاب ديغول بعبارة شهيرة. »أخشى أن تصلوا إلى ثمني فأوقع«‏


أردت أن أورد هذه الحادثة لأصل إلى القول إن الثمن للبعض قد يكون فاتورة خلوي أو جلسة غذاء في الهواء الطلق أو إلخ.. تعطي قيمة الإنسان مما يعكس الحالة الحقيقية له في تقييم أي موضوع وتعطي أيضاً نسخة عن شخصيته (صاحب وجهين).‏


القرارات التي صدرت مؤخراً عن إدارة النادي لم تكن عشوائية ولم تكن ارتجالية, وأصحابها ليس كما يعتقد البعض أنهم أساسيون في الفريق »يجوز بنظرهم وفق مفهوم الزعيم الفرنسي«…. ونعتقد أن فريق الفتوة لعب مع الاتحاد بدون هؤلاء وأثبت أنه قادر على المجابهة والفوز.‏


أما النقطة الأهم أن القرار صدر ولا رجعة عنه.‏


الفرات خير وعطاء ومحبة وأخلاق ولم يكن رخيصاً في يوم من الأيام. فهو الذي زمجر عندما بنى حضارة ترعرعت ونمت على ضفافه قبل ثلاثمئة عام قبل الميلاد وهو الذي يزمجر لطرد الفاسدين والمفسدين. وهو الذي يزمجر لإعادة مجد الفتوة السابق. هكذا يزمجر الفرات ولكن بترنيمة الأورنينا.‏

المزيد..