عاقبوه في المنتخب و(طبطبوا) على كتفه في النادي! باب الحوار في كرتنا ضيق للغاية والقناعات مرّةً تُداس ومرّة على الراس

اتحاد الكرة عاقب نفسه وعاقبنا وأبعد عن المنتخب لاعباً جيّداً كان يمكن استيعابه بشكل أفضل لاسيّما وأنّ اللاعب المذكور قدّم اعتذاره وأنه في المرة الأولى لم يفعل ذلك بناءً على طلب من أحد المعنيين باتحاد الكرة!


بدأتُ بالحديث عن خيارين صعبين عاشهما اتحاد الكرة, وسأمرّ على تفسيرين آخرين لقرار معاقبة ماهر السيد: الأول حصار قسم من الإعلام لاتحاد الكرة وبالتالي محاولة كسب هذا الإعلام من قبل اتحاد الكرة والثاني خوف اتحاد الكرة من زعل بعض الداعمين لرياضتنا وإبقاء الباب مفتوحاً أمام مساعداتهم وبالتالي كان الحلّ على حساب المنتخب وفي صالح النادي!‏


إحالة على المعاش!‏


يبدو أنّ قرارنا الكروي اقترب من إحالته على المعاش, ومن يقبل أن يبارك هذا القرار على ما فيه من ضعف فليذهب بمباركته بعيداً عن حبّنا لكرتنا الوطنية…‏


اسمحوا لنا أن نحسبها بطريقة فظّة بعض الشيء: اللاعب في النادي ينال من المكافآت أكثر بكثير مما يناله من المنتخب وعندما نبعد لاعباً عن المنتخب ونسمح له باللعب مع النادي وهذا هو خيار اللاعب أصلاً كما تقولون فأين العقوبة?‏


نتحدث بهذه اللغة وفق القناعة العامة التي أجمعت على خطأ ماهر السيد وفي هذه الحالة يجب معاقبته لا تدليله وإعادته إلى ناديه دون التطرّق لوجوب العقوبة عليه..‏


مادام ماهر السيد سيلعب مع ناديه وقد يستفيد من فرصة احتراف خارجية فإن المنتخب هو من سيفتقد ماهراً وليس العكس إذا سلّمنا بسوء ماهر السيد, وإذا كان تاريخه الكروي يشفع له كما قال أحد أعضاء اتحاد الكرة فأين شفاعة هذا التاريخ بالنسبة لنا نحن الذين وقفنا خلف المنتخب وسنقف خلفه مع ماهر السيد ومن دونه?‏


القرار المتّخذ ضعيف جداً ولا يملك واحدا بالمئة من مقومات الإقناع.‏


حديث متجدّد‏


لن يُطوى الحديث عن المنتخب وما تمخضّت عنه بدايته في التصفيات الآسيوية بهذه السرعة, ولن ينام أيٌّ منّا على رأي الآخر مهما كان هذا الرأي ناعماً أو ملساً لأنّ كلّ متابع يرى الأمور من حيث يقف وينظر إلى المشكلة…‏


كان السؤال: لو أنّ اللاعب الذي امتنع عن اللعب في مباراتنا مع كوريا هو لاعب غير ماهر السيد هل كنّا سنتعاطف معه بهذا الشكل, فجاء السؤال كأفعى ملساء (بين أنيابها العطبُ)!‏


لا أعرف لماذا يكون الخلط بين الحقيقة والمواقف الشخصية بهذا الشكل, ولماذا يظنّ البعض أنّهم أكثر غيرية على المنتخب الوطني من غيرهم, ولماذا لا يقولون رأيهم بشكل مباشر وبعيداً عن التسلّق على آراء غيرهم وردّات الفعل على آراء الغير?‏


لا أريد أنّ أقدّم نفسي بطريقة مشابهة – ولا أدّعي هنا التميّز- وإنما أودّ أن أقول: بإمكاني أن أدافع عن وجهة نظري في تحليل ما حدث مع المنتخب ومع ماهر السيد دون التعرّض لرأي أي زميل كما فعل البعض, وأستطيع أن أقنع بهذا الرأي لمن يحاكم الأمور منطقياً, وقبل هذا سأوضّح أمراً معيناً, أحبّ ماهر السيد لأنه نجم كروي دافع عن ألوان المنتخب الوطني في (70) مناسبة كروية مختلفة وقد كان في جميع المباريات التي لعبها مثال النجم المحبوب والمطلوب وهذا الكلام لا ينفي غيره كما فسّر بعض الزملاء كلامنا وكلّ ما في الأمر أننا حصرنا الكلام بماهر حتى لا يتشتت الأمر ولبقية اللاعبين نقول: الله يعطيكم العافية فقد بذلتم كلّ ما بوسعكم ولو أنّ أياً منكم تعرّض لموقف مشابه لما اختلف تعاملنا معه والحقيقة التي أراد البعض تجاهلها معروفة لدى الجميع!‏


عندما يكون الطرح بهذه الطريقة!‏


عندما يطرح أحد الزملاء عقوبة ماهر السيد مع المنتخب فقط ويتمنى عدم نفاذ هذه العقوبة على وجوده بنادي الوحدة فهل أصاب الحقيقة?‏


وعندما يطلب هذا الزميل منّا أن نؤجّل الحديث عن موضوع ماهر السيد إلى ما بعد سفر المنتخب الوطني إلى تايوان تحت بند عدم التأثير على معنويات اللاعبين هل يقبل منّا أن نطلب منه تأجيل نشر التحقيق الذي نشره في إحدى الزميلات الأسبوعية (على غرار ما أشار به إلى الموقف الرياضي وصعب عليه لفظ اسمها) إلى ما بعد الانتهاء من التحقيق في الموضوع حتى لا يشوش على اتحاد الكرة في قراره وهل كان سيفعل ذلك?‏


لن أطيل في هذا الموضوع والزميل الذي أعنيه أعمل وإياه في مكان واحد والاختلاف بوجهات النظر بيننا لا يفسد للودّ قضية, وقد كنتُ حريصاً على توضيح وجهة نظري وإياه بعيداً عن النشر لكن بما أنّه فتح باباً في هذا الإطار فإني أحاول إغلاقه قبل أن تكثر الريح العابرة من خلاله.‏


لماذا ماهر?‏


عودة إلى السؤال الممل: لماذا ماهر? وهذه المرّة نحن من يسأله! لماذا لم يتحدّثوا عن اعتذار عدد كبير من اللاعبين عن الالتحاق بالمنتخب الوطني دون أسباب مقنعة? لماذا لم يطالبوا بعقوبة لاعبين لم يردّوا مجرّد ردّ على دعوة المنتخب لهم?‏


لقد فعلنا نحن ذلك وتساءلنا: هل أصبح الاعتذار عن المنتخب موضة, وقلنا إن الجهاز الفني قال كلمته: لا نريد معنا من لا يمتلك الرغبة في اللعب فلماذا طالبوا بمعاقبة ماهر السيد وهو الذي لم يمتلك رغبة اللعب في (8) دقائق هاربة من مباراتنا مع كوريا!‏


لا أدافع عن أي خطأ وخاصة إذا ما تعلّق الأمر بالمنتخبات الوطنية لكن ما يحزّ في النفس هو الكيل بأكثر من مكيال في هذا الإطار من الإعلام الذي أنتمي لمنظومته ومن أصحاب القرار الرياضي!‏


هل يُعاقب من يتأخّر عن عمله ربع ساعة كمن لا يأتي مطلقاً? وهل يتساوى من يحاول ويخطئ مع من يغيّب المحاولة ويرفضها نهائياً?‏


القصّة باختصار: ضاع البعض بين قناعات يجب أن تُقدّم إلى الجمهور عاريةً وبين صداقات معينة لا يريدون زوالها فكان أن امتطوا صهوة الكلام وساروا بين الاتجاهين والبقية عندكم.‏


على ماذا تُبنى القناعات?‏


أجد نفسي تائها في كثير من الأحيان… عندما أكتشف كذب لاعب, وعندما أعيش تردّد مسؤول رياضي, وعندما أوخز بحبر زميل, وعندما أعيش واقعاً كروياً يصبح فيه الخطأ صحّاً والعكس صحيح, وما كان اليوم قناعة توضع على الرأس يتحوّل إلى (خرقةٍ) تُداس!‏


كيف سيبرر اتحاد الكرة تعامله مع حالات سابقة مشابهة طالت فيها العقوبة اللاعب والنادي ونذكر في هذا الإطار لاعبي الكرامة سفير أتاسي ومحمد حيان الحموي?‏


ما الذي أتى بالعميد فاروق بوظو إلى اتحاد الكرة وهو في حالة اجتماع لدراسة موضوع مهمّ وما سرّ انفراد بوظو بمدرب المنتخب غوربا?‏


عملنا بأمانة ولم ننشر المعلومات التي وصلتنا عن استطلاع آراء لاعبي المنتخب في طريق عودتهم من تايوان لأنّ هذا الاستفتاء كان يجب أن يكون سرّياً ولا يجوز نشره حرصاً على مصلحة المنتخب وبقينا على الأمانة ولم ننشر تفاصيله وإذ بكلّ كلمة سجّلها كلّ لاعب تأخذ طريقها لبعض الزملاء ودون رجاء عدم النشر..‏


أيها السادة: بإمكاننا أن ننشر عدد المرّات التي يتناول بها أي عضو اتحاد الشاي ومع من يتكلم ومن يستقبل ..إلخ لكننا نلتزم بأدبيات معينة فلا يتشاطر أحد علينا.‏

المزيد..