الاتحاد عارك الفولاذ الإيراني بلا أهداف وغياب الجمهور أحبط معنويات اللاعبين? عودة الروح للكرة الاتحادية هل ستبقيها على سكة المنافسة بالدوري المحلي?
لم تنصف الكرة نجوم المدرسة الاتحادية في مباراتهم الثانية ضمن بطولة الأندية الآسيوية أمام فريق فولاذ الإيراني. بعد أن قدموا أداء مميزاً أعاد للكرة الاتحادية توازنها وهيبتها, ولكنها افتقرت إلى الهداف. ولعل الأهم في هذه المباراة غياب الجماهير الاتحادية عن مؤازرة فريقها على الطبيعة والتي تعتبر أحد أهم مفاتيح الفوز للأحمر.
المباراة دخلها الفريقان بدون جس نبض عبر المهاجم العراقي لفولاذ عماد محمد بمواجهة مع الكركر وسدد بجانب القائم الأيسر وكان الرد الاتحادي مباشرة بقذيفة الراشد الماكرة عذبت الحارس الإيراني »العملاق« ميرزابور.
ومن تسديدة مفاجئة لشريفي فولاذ على حافة الجزاء مرت بسلام جانب القائم ومن بعدها وجد الآغا نفسه مواجهاً للمرمى الإيراني بتمريرة الراشد الذكية ولعب كرته بعشوائية بأحضان الحارس. ومن ثم يتوغل عماد محمد بجزاء الاتحاد وتتدخل أقدام الكركر بإبعاد كرته وقبل نهاية الشوط الذي تقاسمه الفريقان بالفرص والأداء خرج أفضل لاعبي فريق فولاذ الإيراني المحترف عماد محمد من الملعب نتيجة الإصابة. الشوط الثاني حمل كل شيء بالنسبة للاتحاديين عن فنيات كرة القدم إلا الأهداف.. وكان تصميم لاعبي الاتحاد منذ بداية هذا الشوط على فعل شيء وكان لهم ما أرادو بالسيطرة المطلقة لهم طوال مراحل الشوط مما جعل لاعبي الفريق الإيراني »فولاذ« التراجع للمنطقة الدفاعية خوفاً من مباغتة اتحادية تفقدهم الهيبة السداسية على القادسية في طهران. ونتيجة السيطرة الاتحادية على وسط الملعب بدأ التلاميذ بإضاعة الفرص السهلة على مبدأ صدق أو لا تصدق أمام المرمى الإيراني وافتتح الامنة الفرص الاتحادية السهلة بانفرادة تامة بالحارس ميرزابور وسدد متسرعاً خارج القوائم.
فيما وقف ميرزابور لصاروخية مجد حمصي من 40 متراً بالمرصاد وأبطل مفعولها على دفعتين وبأعجوبة. وذهبت رأسية العزيزية فوق العارضة ثم أعاد الآغا سيناريو فرصة زميله الآمنة بانفرادة تامة بالمرمى من ثنائية جميلة مع الحبال وسدد الأول بأقدام الحارس والمرمى مفتوح على مصراعيه. ومع غروب شمس المباراة أثبت الحارس الإيراني »ميرزابور« أنه يستحق لقب نجم المباراة بعد أن أبطل قذيفة شيخ العشرة المباشرة في الثواني الأخيرة من حلق المرمى ليحافظ على شباك فريقه نظيفة. ولعل الغريب أن الفريق الإيراني لم يتواجد في الشوط الثاني ولا حتى بشبه فرصة وذلك نتيجة الرقابة والضغط على حامل الكرة من قبل لاعبي الاتحاد لتنتهي المباراة سلبية النتيجة وإيجابية الأداء للاتحاديين.
طاقم التحكيم
الدلي ناصر حمدان – للساحة – السعودية.
مهنا شوبكي – مساعد أول – السعودية .
يوسف رستم – مساعد ثان – السعودية.
ظافر الشهري رابع – السعودية.
فيما راقب المباراة السيد فؤاد جيرودي لبنان.
الإنذارات
البطاقة الصفراء أخرجها الحكم لمرة واحدة بوجه اللاعب الإيراني »راشكار«.
الحضور الجماهيري يا خسارة
لأول مرة في تاريخ مباريات نادي الاتحاد تقاطع الجماهير الاتحادية فريقها وهو بأمس الحاجة له وخاصة في يطولة الأندية الآسيوية وبلغ الحضور الجماهير حوالي 3500 متفرج وعهدت المباراة بمبلغ 700 ألف ليرة سورية وبلغت خسارة المتعهد 509 ألاف ليرة سورية.
المؤتمر الصحفي
مدرب »فولاذ« الكرواتي نيناد قال: فرقي لعب بشكل جيد وتوقعت أن يتقدم فريق في الشوط الأول 2/ صفر ولكن بعد التبديل المفاجئ والإجباري لمهاجمنا عماد محمد أصبح لدينا مشكلة بالفريق. وفريق الاتحاد في الشوط الثاني أفضل منا بكثير وامتلك وسط الملعب بأكمله. وبالنسبة لي أنا راض عن فريقي والنتيجة عادلة لأن المباراة خارج ملعبنا, والاتحاد في هذه المباراة أثبت أنه فريق كبير واستعاد مستواه.
مدرب »الاتحاد« حسين عفش. قال: دخلنا المباراة بتكتيك دفاعي في البداية لامتصاص الفورة للفريق الإيراني وتدريجياً سيطرنا على وسط الملعب ومجريات المباراة وكل شيء بكرة القدم فعله فريقي إلا عدم تسجيل الأهداف لأننا نفتقد المهاجم القناص.
لقطات وكواليس
وصل الفريق الإيراني إلى حلب قبل المباراة بيوم واحد عبر مطار حلب بعد أن أقام ليلة كاملة في دمشق ولحظة وصوله أجرى حصة تدريبية على رول الحمدانية وأبدى مدربه ولاعبو الفريق إعجابهم بأرضية الملعب وتمنى البعض منهم أن يفترشوها.
أبدى مراقب المباراة »فؤاد جيرود« إعجابه الشديد بالتنظيم وأشاد بالاستقبال كثيراً.
أقام الفريق الإيراني في فندق شهباء الشام »خمس نجوم« فيما أقام فريق الاتحاد في الفندق السياحي »نجمتان« وبعد المبارة مباشرة غادر الفريق الإيراني بطائرة خاصة قامت إدارة نادي الاتحاد بتأمينها للفريق الضيف عبر الخطوط الجوية السورية.
الرياضة أولاً وأخيراً أخلاق وهذا ما أكده لاعب الاتحاد محمد بودقة عندما كان يقود هجمة معاكسة لفريقه في جزاء الفريق الإيراني مع أربعة لاعبين من فريقه وكان أحد لاعبي الفريق الإيراني مفترشاً الأرض للإصابة فما كان من البودقة سوى إخراج الكرة خارج الملعب ومعالجة اللاعب الإيراني.
عيون الاتحادين كان في ملعب الحمدانية وقلوبهم في طهران على ممثلنا الآخر في بطولة الأندية الآسيوية مع فريق سابا الإيراني وصفقت جماهير الاتحاد لهدف الكرامة الأول.
تابع كابتن الكرة الاتحادية محمد عفش فريقه من على المدرجات بجانب زميله اللاعب أنس الصاري وكانت علامات الاستغراب والتعجب ظاهرة على وجوههم عن كل فرصة اتحادية.
هداف فريق فولاذ لا يعرف سوى الصاري
قبل المباراة أوضح كابتن المنتخب العراقي وهداف الفريق الإيراني »فولاذ« عماد محمد بأن الاتحاد يمتلك لاعبين جيدين وكنت أتابعهم في أوقات فراغي لوجود زملائي أحمد صلاح وحيدر وعبد الرزاق وكم كنت أتمنى وجودهما في الاتحاد في هذه المباراة لمواجهتهما وبالنسبة لي لا أعرف بفريق الاتحاد سوى مهاجمهم الرائع أنس الصاري وعن البطولة قال: أصبح تفكيرنا في صدارة مجموعتنا بالبطولة الآسيوية بعد أن فقدنا المنافسة على اللقب بالدوري الإيراني.
كواليس قبل وبعد لقاء
الاتحاد مع فولاذ الإيراني
حلب – عبد الزراق بنانة:
تقدم الفريق الإيراني بطلب إلى الاتحاد الآسيوي لنقل المباراة من حلب إلى دمشق لعدم وجود طائرة تقلهم إلى مطار دمشق بعد المباراة مباشرة وبالفعل وصل قرار الاتحاد الآسيوي بنقل المباراة وبعد أن تعهدت إدارة الاتحاد بتأمين طائرة خاصة تم إعادة المباراة إلى حلب.
سافر الحكم الدولي السعودي ناصر الحمدان الذي قاد اللقاء إلى دمشق على نفس طائرة الفريق الإيراني مباشرة للإقامة بدمشق لمدة ثلاث أيام فيما سافر باقي طاقم التحكيم في اليوم الثاني إلى السعودية.
مائة وخمسة آلاف ليرة دفعتها إدارة نادي الاتحاد أجور الطائرة الخاصة لنقل الفريق الإيراني.
طالب الفريق الإيراني الإقامة في دمشق لمدة يوم واحد من أجل القيام ببعض الزيارات الخاصة ولبت إدارة نادي الاتحاد الطلب وأرسلت مندوباً إلى دمشق لاستقبال الفريق وتأمين جميع متطلباتهم وقام الحكم المتقاعد إبراهيم جراح بمرافقتهم في دمشق.
بعد وصول فريق فولاذ إلى دمشق وخلال العشاء ألقى رئيس البعثة كلمة صفق في نهايتها اللاعبون كثيراً وبعد السؤال من المترجم عن سبب التصفيق تبين أنه وعد اللاعبين بمكافأة كبيرة في حال الفوز على فريق الاتحاد.
ستة لاعبين من الفريق الإيراني يجيدون اللغة العربية بشكل جيد.
في الطائرة التي أقلت الفريق الإيراني من دمشق إلى حلب اطلعت بعثة فريق فولاذ على الصحف الرياضية التي تصدر يوم الثلاثاء وقام اللاعبون بترجمتها لبقية زملائهم واعجبوا بالعنوان الذي تصدر صحيفة الرياضية عن مباراتهم.
رئيس اللجنة الفينة بحلب دخل قاعة المؤتمر الصحفي بعد المباراة منتقداً أداء فريق الاتحاد ومتسائلاً أين ايجابيات الفريق بالمباراة وعندما تلقى ردود من الصحفيين تخالف أراءه غادر القاعة وتساءل الجميع عن أسباب التحليل الخاطئ من مدرب مخضرم?
مدرب الفريق الإيراني الكرواتي نيناد لدى سؤاله بالطائرة في طريقه إلى حلب عن سبب تراجع فريقه للمركز السادس بالدوري بعد أن كان في الموسم الماضي بطلاً للدوري والكأس أجاب ان الاهتمام ينصب على بطولة الأندية الآسيوية.
إدارة نادي الاتحاد استدانت مبلغ 600 ألف ليرة سورية قامت بتوزيعها على اللاعبين رواتب عن شهر شباط قبل يوم من المباراة.
لاعب نادي الاتحاد الكابتن محمد عفش تمنى لو أن الظروف سمحت له بالمشاركة بالبطولة وكان حزيناً على عزوف جماهير نادي الاتحاد بالحضور إلى الملعب وقام قبل وخلال شوطي المباراة برفع الروح المعنوية للاعبين.
تابعت جماهير الاتحاد الدقائق الأخيرة لمباراة الكرامة مع فريق سابا الإيراني على التلفزيون وبعد تسجيل الكرامة هدف الفوز صفقت الجماهير كثيراً وعندما سأل أفراد الفريق الإيراني الذي كان ينوي المغادرة باتجاه المطار عن سبب الأصوات? كان الجواب بأن الكرامة حقق الفوز على جارهم سابا.