فرض العقوبات على الأندية يجب أن تأخذ طابعاً تربوياً, قبل كل شيء وما حدث لناديي النضال وبردى لا يتعدى العقوبة التي اعتمدت على الظن
والتخمين, بعد أن استنفذ اتحاد الكرة كل أوراقه, وصرح به بعض أعضائه حين قالوا لم نكن على دراية تامة بكل حيثيات المشكلة, ولأنه كان هناك قرار لاحق أعفى »الأشخاص« في بردى من عقوبتهم, وبقيت العقوبة مفروضة على النادي, كان لابد من التساؤل أين تكمن المشكلة إذاً, ومن هم منفذوها, الذين هم أولى بالعقوبة إلا إذا كان اتحاد الكرة يدير شؤون أنديته وفق مزاجيات البعض ورؤاهم لاعبو بردى الذين تحررت كشوفهم فجأة ليلعبوا مع نادي الشرطة وليخطو من خلال ما قالوه وما اعتمده اتحاد الكرة عقبة تحرير الكشوف التي تخضع هي الأخرى لمزاجيات اتحاد الكرة, فتفتح تارة, وتغلق أخرى لتشكل عقبة أمام آخرين, صار همهم البحث عن وسائل يستطيعون من خلالها فتح الأبواب الموصدة.
وفي لقاء مع السيد مهند طه رئيس نادي النضال والذي يسعى من خلال عمله الدؤوب كي يجد حلاً للمشكلة التي أوقع من خلالها البعض ناديه في مأزق الهبوط القسري إلى الدرجة الثالثة تحدث بإسهاب عن كل حيثيات المشكلة ومما قاله: المباراة كانت نظيفة والحكم ويس مصطفى وقد أخذ علامة 8.8 من مراقب الحكام عارف الرفاعي, وهو معروف بنزاهته, والمراقب الإداري فيصل ملحم لديه فريقان مهددان بالسويداء, وهو عضو قيادة فرع, رئيس مكتب ألعاب جماعية بالسويداء وهنا يكمن الخطأ الكبير من اتحاد الكرة, وهو أن يضع مراقب له مصلحة مع فرق أخرى, على الرغم من أنني لم انتبه بداية لهذه المشكلة, كما أنني لا أشك بفيصل ملحم, لأني أعرفه رجلا نزيها, وكتب في تقريره بأنه ليس هناك تواطؤ ولكن كل من يرى المباراة يقول: إن هناك ضربتي جزاء صحيحتين مئة بالمئة إضافة لطرد لاعبين, مع الأخذ بالحسبان بأن هناك فريقاً يلعب بحافز والآخرون دون أي حافز.
والمحقق الكروي…. الذي لم ير المباراة قال لي: إن الفاول ليس لك بل هو عليك, فسألته من قال لك ذلك, أجاب: هكذا قالوا لي.
وبعد انتهاء المباراة قدم الاعتراضات كل من فريقي الساحل وشهبا وبعد تشكيل لجنة التحقيق التي سمعنا بها فقط, تبين أن لاعبي بردى لديهم مشاكل مع رئيس النادي, ويبدو وكما قالوا بأنهم أحسوا بأن رئيس نادي بردى سوف يعطينا اللعبة »فاشتغلوا« ضد رئيس النادي, وعملية »الظن« نقلوها إلى رئيس فرع دمشق للاتحاد الرياضي العام.
والتحقيق بشكل عام سار وفق هذا المنحى, وتحدث السيد طه عن خيوط لعبة ترتبط بمدرب سابق لنادي بردى, رفض أن يأتي به لنادي النضال لمشاكل له سابقة مع نادي بردى, وقال: إن هذا المدرب له مصلحة بأذية الناديين.
سألناه: من هذا المدرب, قال: إنه حسين ديب.
قلنا له: وماذا عن بهاء العمري.
قال طه: ذهبت أنا إلى بهاء العمري, وقال لي: لا أريد أن استدعيك لأنه لم يأت أحد على ذكر اسمك, والقضية كلها سوف تنتهي بعقوبة لاعبين من نادي بردى والمدرب والحكم, واعتبر أن المسألة سوف تنتهي عند هذا الحد, لكنني والقول لطه أتفاجأ بالقرار الذي تعرفونه, فاتصلت برئيس نادي بردى وسألته هل حققوا معك فأجابني: لم يستدعني أحد ويسألني, وحتى اللاعبين لا أعرف كيف استدعوهم وحققوا معهم!
وحين صدر القرار ذهبنا أنا ورئيس نادي بردى والسيد صلاح رمضان إلى الدكتور أحمد جبان فقال لنا قدموا اعتراضاً, ويمكن أن نتراجع, وحين قدمت له الدلائل, وسألته عن الشخص الذي اتفق مع بردى من نادي النضال أجابني: لا يوجد على نادي النضال أي دليل بأنه »تآمر« ولكنه استفاد من مجريات المباراة.
فأجبته: وهل هناك قانون يعاقب المستفيد »رياضياً«.
وهل اتفقت جدران الناديين مع بعضهما, حتى تطبق العقوبة في النهاية على الناديين, وبما أنه لا يوجد تهمة لأشخاص, فليس هناك تهمة للأندية.
وأضاف طه: لاعبو بردى الذين ذهبوا للتحقيق أصبحوا يتدربون في نادي الشرطة, وهم على علم مسبق بتحرير الكشوف?
والمدرب العراقي الذي هدده المحقق الكروي كتب ما يريدون, والآن هو مجهول الإقامة وكذلك رقم الهاتف, والمشكلة بين اللاعبين وبين فايز الحموي من أجل خروجهم من النادي فقط, ولدينا الآن شاهد تحدث إليه أحد اللاعبين وقال له: لقد »نهينا« رئيس النادي وحالياً سنأخذ كشوفنا غصباً عنه.
سألناه: ومن هو هذا الشاهد? أجاب: انه رئيس اتحاد الدراجات, وسبق لي أن قلت للدكتور جبان: إن مشكلتكم إعلامية, وتساءل: كيف لم يأخذ اتحاد الكرة بتقرير المراقب الإداري وكذلك مراقب الحكام وإذا كانوا يشعرون بأهمية المباراة, فلماذا لم يحضروها, والمراقبون يجب أن يكونوا ثقة, ونحن أبناء كرة القدم, وحري بالاتحاد الحفاظ على أبنائه وليس العكس, وهناك شهود قالوا: إن صلاح رمضان قد نزل بين الشوطين وقال للاعبين أعطوهم اللعبة, رغم أن رمضان لم ينزل عن المنصة مطلقاً.
وهنا تساءل طه: كيف يكون الشهود كلهم من بردى ولا يوجد أي شاهد من نادي النضال, والمحقق الكروي ورئيس اتحاد الكرة الدكتور أحمد جبان قال لي: ليس لك أي دخل, ولم يأت أحد على ذكر اسمك من قريب أو بعيد في التحقيق, وعليه فأنا أمثل النادي وكذلك الإدارة, وبما أن الإدارة بريئة فالنادي بريء, وإذا كان هناك لاعب متواطئ, فالعقوبة عليه فقط, خاصة وأن اللاعبين أصبح انتماؤهم لما يتقاضوه وليس لقمصان الأندية التي يلبسونها.
وتحدث طه عن تخبط اتحاد الكرة في قراراته تراجعوا عن عقوبة الاثنين أعادوا عقوبة ناديين الساحل والمعضمية ومن ثم الهبوط والعودة عنه والمفروض تطبيق مبدأ شطب نتائج الفريقين, وحرام ظلم أندية على حساب أخرى, وقال : هناك غايات شخصية ومئة حساب رغم أن ثقتي كبيرة باتحاد الكرة وتحديداً بالدكتور أحمد جبان لأنه يستمع للحق ومن مسك التحقيق, لم يعط أعضاء الاتحاد كل التفاصيل, ونحن نطلب الآن في الاستئناف الجديد إعادة التحقيق لوجود أشياء تفيد التحقيق مع ضرورة تغيير اللجنة مع شرط المكاشفة.