مهما فعل الحكام ومهما تمسّكوا بكلّ عوامل النزاهة والحيادية سيبقون موضع شكّ واتهام الخاسرين وموضع ملاحظات واستفسارات المتابعين!
لماذا أعطى هذا الحكم ضربة جزاء غير واضحة للفريق الفلاني ولماذا لم يرفع بطاقته الصفراء بوجه فلان من اللاعبين ولماذا هذا الحكم قاد خمس مباريات للفريق الفلاني وأين لجنة الحكام إلى آخر هذه الأسئلة المستمرة والمحيّرة ..
المدرّب هو السبب.. مستوى اللاعبين أفضل من مستوى المدرب, المدرب لم يعطِ الفرصة لكلّ اللاعبين, المدرب غير مستقر, المدرب يقول شيئاً والإدارة تقول شيئاً واللاعب يلعب على مزاجه!
مدرّب يحضّر الفريق وآخر يقوده في الدوري وقصة تبديل المدربين حكاية غريبة عجيبة!
لن أدخل في تفاصيل كلّ هذه الأمور لأنّ كلّ فريق يحتاج إلى ملفّ كامل للإحاطة بما تعرّض له تحكيمياً وتدريبياً وإدارياً لذلك سأكتفي بالعناوين والتركيز سيكون أكثر على المسألة التحكيمية..
الاستقرار التدريبي
أعرف أنّ الحديث في هذا الموضوع أصبح مملاً وأنه لن يصل إلى أي نتيجة إيجابية, وأعرف أنّ هناك من سيقول إن عبد النافع حموية هو من حضّر فريق الكرامة وأنّ محمد قويض هو قاده للفوز ببطولة الدوري وأنّ مدربين مثل رفعت الشمالي وعماد دحبور ونيناد هم مع فرقهم منذ البداية ومع هذا لم يحققوا شيئاً, وكلّ هذا الكلام سليم ولكن مع فارق بسيط وهو أنّ الاستقرار التدريبي لن يكون كافياً ما لم يكن هناك عوامل أخرى مثل توفّر اللاعبين الجيدين والإدارة المتفهمة والمتعاونة وهذا ما غاب عن الفرق المذكورة أما بالنسبة لفريق الكرامة فقد عاش استقراراً تدريبياً على الرغم من انتقال دفّة القيادة من الحموية إلى القويض لأنّ الأول بقي إلى جانب الثاني ولأن الثاني أي القويض أصرّ على الاستفادة من مقدمات الحموية والذي لم يبخل بدوره بأي شيء والأهمّ من هذا كله أن الشخصين التقيا عند هدف واحد هو قيادة الفريق إلى البطولة بمباركة ودعم الإدارة والجمهور ووجود لاعبين هم الأفضل حالياً في سورية.
فقط أردتُ الإشارة إلى هذه المسألة التي قد تأخذ مساحة كبيرة من دراسات غيرنا وهي تستحقّ لكن سنكتفي بما تقدّم حتى لا نقع في التكرار ونعدّ المدربين الذين غادروا فرقنا ونبكي عليهم والحكاية ستستمر إلى الموسم القادم.
قصّة (الجاجة) والبيضة!
من جاء أولاً الدجاجة أم البيضة وهذه القصة التي تذكر دائماً عندما يصرّ كلّ شخص على عناده في مواجهة الرأي الآخر, وإسقاطها هنا: أخطاء التحكيم هي التي تثير الجمهور أم توتّر الجمهور هو الذي يدفع الحكام للخطأ وفي شقّ آخر من السؤال: التحكيم هو سبب تراجع نتائج بعض الفرق أم أنّ تراجع المستوى هو الذي يقود التحكيم إلى انزلاقات خطيرة في بعض الأحيان?
لدينا حكام جيّدون ولا أحد ينكر ذلك, وبالمقابل نتاب¯ع أخطاء تحكيمية ما أنزل الله بها من سلطان فما السبب?
دعونا نقلها وبصراحة: العملية الكروية متكاملة فعندما يكون الإداري جيداً يكون اللاعب منضبطاً, وعندما يكون اللاعب منضبطاً يكون الحكم متزناً ويستطيع التحكّم بصافرته وعندما يحدث هذا الأمر لن يجد الجمهور مبرراً لتوتره, وبالمقلوب عندما ينرفز الإداري ستنتقل هذه العدوى إلى اللاعب ومنه إلى الحكم وبالتالي سيصل الأمر إلى المدرجات لتبدأ الدورة من جديد في الاتجاهين!
في كلّ دول العالم هناك أخطاء تحكيمية تصل في بعض حالاتها إلى ما يشبه المسرحية والمهزلة ومع هذا فإن النتائج عندهم مختلفة تماماً وأقلّ ضرراً مما هي عندنا والسبب للأسف هو ثقافة لاعبهم وتفهّم جمهورهم أكثر من عندنا…
التحكيم جيّد في معظم مباريات الدوري والأخطاء التي وقع بها ليست مبررة لكنها لم تصل إلى مرحلة الكارثة ونستطيع جميعاً أن نساعد الحكام على تطوير مستوياتهم وتعزيز ثقتهم بصافراتهم والحكم الذي نتأكد من سوء نيّته سنطالب بإعدامه!