حالة الحرية هذه الأيام لا تسر »صرخ المشجع العرباوي الشاب ياسر شعبان وبأعلى صوته موجهاً حديثه للاعبي ومدربي الحرية بعد الخسارة
الساحقة من فريق المجد 2/8 في ختام مباريات الدوري (حرام عليكم) جبتم لي السكر والضغط, وأنا ما بلغت العشرين من عمري«.
ويبدو أن هذا »المريض« بالحرية كان يشخص واقع الشريحة الأكبر من مشجعي الفريق الذين فضلوا في الفترة الماضية البقاء خلف الشاشات الصغيرة ومتابعة فريقهم, وأصبحت مدرجات الحرية خاوية, واكتفت جماهيره بالحسرة والفرجة من بعيد!!
تدهور مستوى الحرية يعني تدهور شيء من إرث الكرة السورية الكل يهمه بقاء الحرية قوياً ومفرخاً للنجوم الدوليين في المنتخبات الوطنية… لكن لا تخفى حقيقة أن سماءه ملبدة بالغيوم, والحرية اليوم كالرجل المريض عرف العرباوية الفرح آخر مرة عام 1992 أي عندما نالوا لقب كأس الجمهورية ثم تتالت النكسات وتنحى الفرح إلى ديار أخرى غير ديار بني الأخضر تعاقبت الإدارات ولم يتبدل الحال… مشكلة الحرية أن رئيسه واحد وإدارته لا تتعدى ال¯ 9 أشخاص هذا على الورق فقط – بينما الحقيقة التي يعرفها الجميع أن كل عرباوي ينصب نفسه رئيساً ومدرباً وناقداً واستشارياً.. ومنظراً رياضياً, وقبل كل هذا وذاك يرى نفسه أنه الأجدر بالدفاع عن الحرية, وهو الأعرف أيضاً بمتطلبات المرحلة الحالية للحرية…
وعن أوضاع حالة الحرية المتدهورة استطلعت »الموقف الرياضي« آراء بعض الكوادر المحسوبة على الكرة الخضراء لمختلف مفاصل اللعبة الشعبية الأولى… يقول المدرب الوطني محمد الحلو مدرب الفريق الذي استقال في الأسبوع الثاني من الدوري ومعترفاً بوجود أزمة ثقة بين جماهير النادي وبين الإدارة وخاصة عناصر التجار ويتاب¯ع أقدر الغض¯ب الجماه¯يري لكنهم يجب أن يقفوا مع النادي في محنته الحالية.
وإن الوقوف خلف الإدارة الجديدة القادمة ضروري كي تصل بالنادي إلى أهدافه المطلوبة في الموسم القادم ضمن خطة عمل جديدة ومبرمجة وخالية من الأخطاء!!!
ونحرك دفة الحوار إلى الإعلاميين ويشخص الزميل طه شيخ أمين الأوضاع العرباوية بقوله »الحرية خليط من الأزمات«.. أسباب التدهور بدأت من يوم أن تم إهمال القواعد في مدرسة الحرية الكروية, وهي التي خرجت قافلة النجوم في الفترة الذهبية للنادي, كما أن رفض بعض النجوم الكبار مغادرة أماكنهم للاعبين الشبان جعل الفريق يعيش حالة من التورم إضافة إلى أن أعضاء شرف النادي اختلفوا في معركة الصراعات الإنتخابية إلى شلل على مبدأ »مع وضد« والنادي يدفع الثمن دائماً.
ويقول عاشق القميص الأخضر والمشرف على فريق الرجال هذا الموسم حسان بوادقجي أنه لا بد من حلول سماها عاجلة وبعيدة المدى »فالأولى تتمثل في استقطاب نجوم من أندية محلية خصوصاً في المراكز الحساسة التي يحتاجها الفريق, والتركيز عند التعاقد مع لاعبين أجانب, لاختيار الأفضل أما الحلول بعيدة المدى فتتمثل في ضخ أموال لتقوية القواعد في النادي من جديد لتكون رافداً للمستقبل القريب«.
جمهور الأخضر منقسم على نفسه?!
وفي المقابل ينقسم جمهور الحرية إلى فريقين, فمنهم من يحمل اللاعبين المسؤولية لما وصل إليه حال النادي من تراجع نتيجة عدم وفائهم وإخلاصهم كما يجب, ويقف جمهور عريض منتقداً الإجراءات التي قامت بها الإدارات المتعاقبة وأن مشكلة إدارات الحرية أنها لا تبدأ بالتصحيح إلا عندما يقع الفأس بالرأس ومطالب هذه الفئة هي التعاقد مع مدرب يتعهد بإعادة الألق لكرة الحرية ويجب أن ترفع الإدارة القادمة شعار البقاء للأفضل وأن تعامل اللاعبين سواسية وإذا طبقت هذه الإجراءات يمكن بعدها الحكم على الإدارة الجديدة…
وماذا بعد?!
وبين ما يطلبه ويتمناه أنصار الحرية هناك مراحل من التعب المضني والتضحيات التي يجب أن يتحملها الجميع, وقد تطيح برؤوس لاعبين كبار في السن وقد تقتلع عاصفة التغيير الكثير من الرموز.. وربما لن يأتي ذلك في القريب العاجل, فالعودة للقمة يتطلب عملاً طويلاً وشاقاً… لكن جماهير الأخضر التي حصدت معه لقبين دوري وكأس الجمهورية لابد وأن تصبر عليه قليلاً حتى تكتمل حلقة العمل وبالتالي فعلى الجميع الانتظار ونحن منهم…