الموقف الرياضي _ ملحم الحكيم:
رغم قلة عدد أبطالنا المشاركين إلا أن أبطال أجسامنا أثبتوا بقوة حضورهم ، فعادوا من بطولة دبي الدولية لبناء الأجسام محملين بالمراكز المتقدمة وميدالياتها البراقة، حيث حمل البطل سعد تركاوي ذهبية البطولة لفئة كلاسيك فيزيك، فيما حل لاعبنا إسماعيل حطاب بالمركز الرابع لفئة الرجال تحت ٢٣ عاما، وهذا ما وجدته كوادر اللعبة بالإنجاز المحتم والطبيعي، فقد عودنا أبطال الأجسام على احضار الميداليات من استحقاق تواجدوا به، أما الإنجاز الحقيقي والمميز فكان في مشاركة بطلتنا سوزان حمدان وإحرازها المركز الأول والميدالية الذهبية، وهذا ما يستحق التقدير حسب تعبيرهم .
فسوزان حمدان أول بطلة سورية في بناء الأجسام تحقق هذا الإنجاز بعد أن سبق لها وتوجت ضمن الخمسة الأوائل ببطولة دبي العام الفائت ، فكانت أول مشاركة لسورية ببطولات بناء الأجسام للسيدات، وهو ما وصفه منار هيكل رئيس اتحاد اللعبة بالإنجاز الحقيقي للعبة، أكان في إنجازها السابق للبطولةالسابقة والذي جاء رغم قصر فترة ممارستها لرياضة بناء الأجسام والتي لم تتجاوز السنتين ..
فحققت الإنجاز المضاعف أولآ أثبتت اللاعبة السورية سوزان حمدان جدارتها في اللعبة من أول مشاركة دولية لها أو عبر إنجازها الحالي في بطولة دبي الدولية، التي اختتمت مؤخراً بتتويجها بالمركز الأول وحمل الذهب ، رغم أن اللاعبة حمدان تواجدت للمرة الثانية في ميدان المنافسة الدولية ، وتوجت بالمركز الأول بجدارة حيث تنافس في وزنها 12 لاعبة تنافسن ضمن فئة “البدي فيتنس”، ومعظمهن يكبرنها أكان بالسن أو بعدد سنوات المشاركة ، وأنها اللاعبة الأولى التي جعلت لسورية مشاركة بفئة السيدات ببطولات هذه اللعبة .
كسر حاجز الرهبة …
بالمشاركة الثانية لسوزان ، يمكن الجزم بأن اللاعبة سوزان كسرت الروتين وحاجز الرهبة لدى الكثيرات ممن يرغبن بممارسة اللعبة ، ولكنهن يخشين المسرح ومنافسات اللعبة لخصوصية منافساتها، غير أن لاعبتنا سوزان حمدان وحسب تعبير هيكل بناء الأجسام ، تمكنت من صعود منصات التتويج ببناء الأجسام للمرة الأولى وللمرة الثانية على التوالي، بعد تحضيرات مكثفة بإشراف المدرب مدربها القدير ومتابعة اتحاد اللعبة واستمرت، وهو ما يدلل على تصميم اللاعبة وارادتها الحديدية بكسر الحواجز واستمرارها بلعبة بناء الأجسام التي بقيت عقودا حكرا على الرجال، لا سيما وأن هذه الرياضة من الرياضات الصعبة ، وتتطلب التزاماً وبرنامجا غذائيا وحماية قاسية، إضافة لما تتطلبه من الصبر والإرادة، إضافة إلى التدريب الزمني المحدد، والجرأة بالعرض على مسرح المنافسة الذي يغص بالجمهور والمشجعين .
سوزان الأجسام .. قالت كلمتها
وبالفعل نجحت اللاعبة القادمة بقوة إلى مسرح بناء الأجسام، التي بقيت حتى يوم وصول الحمدان إلى المسرح حكرا على الرجال ، ولكن إصرارها وعزيمتها أوصلاها للنجاح ، وهي التي اختبرت عدة رياضات ، فقبل دخولها إلى عالم بناء الأجسام مارست رياضات مختلفة، منها الجمباز ، والفنون القتالة المختلطة، وأحرزت عدداً من الألقاب المحلية، لكنها كما يبدو وجدت في بناء الأجسام الرياضة الأنسب، رغم أنها كانت محصورة على الرجال في سورية ، وهو ما مثل حافزا حسب تعبيرها ، للتحدي وإثبات قدرة السيدات في هذا المجال وسط إصرار، بألا تتهاون الحمدان أو تتوقف حتى تحقيق النتيجة المثلى ، فالطموح بدأ وسيستمر وسيكبر، ولا سيما بعد البطولة الاولى التي استطاعت أن تحل منذ اول مشاركة لها ضمن الخمسة الأبطال، وهي النتيجة التي شكلت حافزاً إضافيا للمنافسة على ألقاب البطولات الدولية القادمة، فأثبتت في بطولة دبي الدولية الحالية جدارتها وحسن تدريبها، والتزامها بالبرنامج الغذائي والتدريبي فقفزت بكل قوة وثقة من المركز الخامس إلى المركز الأول، وخطف الذهب من منافساتها المخضرمات باللعبة .
دعم واضح لفئة النواعم
هذا ولم تخف اللاعبة سوزان حمدان ، الدعم الكبير الذي يوليه الاتحاد السوري لبناء الأجسام لتفعيل هذه الرياضة لدى فئة السيدات ، فالانطلاقة كانت من بطولة دبي العام الفائت ، والتي مثلت القاعدة القوية ، لتحظى هذه الفئة بالدعم اللازم، والتحضير الأمثل للبطولات القادمة ببناء الأجسام بمشاركة متميزة للاعبات سورية.
إنجاز مضاعف للأجسام الناعمة
بدوره رئيس اتحاد بناء الأجسام منار هيكل ، قدر عالياً النتيجة المتميزة التي حققتها اللاعبة حمدان في بطولة دبي ، حيث أكد مشاركتنا بالبطولة بلاعبين ولاعبة، فجاءت نتيجة لاعبتنا مميزة حسب تعبيره، لأنها نافست 12لاعبة من دول معروفة بالقوة، وتمارس سيداتها لعبة بناء الأجسام منذ زمن بعيد ، فيما كانت هذه المشاركة هي الثانية فقط لسورية بفئة السيدات .