الموقف الرياضي – عبير يوسف علي:
تُعد كرة القدم في سورية رمزًا للأمل والشغف والمتعة والسعادة لكن نتائج المنتخبات لا تسر الخاطر وخاصة الفئات العمرية، والخروج أمس لمنتخب الناشئين ترك غصات وهنات عند المتابعين والنقاد والجمهور وكل المعنيين ، حيث واقع منتخبنا الناشئ يعكس صورة قاتمة عن مستقبل اللعبة في البلاد.. الخروج المبكر من التصفيات ليس مجرد نتيجة مخيبة للآمال بعد خسارتين وفوز ، بل هو جرس إنذار ينبهنا إلى ضرورة إعادة النظر في الاستراتيجيات المتبعة في تطوير اللاعبين وتدريبهم والإشراف عليهم وخيار المدربين لهم ، وهذا الرد على مقولة رئيس الاتحاد صلاح رمضان عندما قال ويقول دائماً في كل مجالسه : ( حاسبوني على نتائج الفئات العمرية ) وليس على نتائج المنتخب الأول …
فبعد هذا الخروج .. ماذا سنقول لك وماذا يقول الجمهور والنقاد والكتاب بحقك ؟ نعم حان وقت الحساب وترك المهمة لأصحابها، أنت غير قادر على شيء أبداً .
غياب الرؤية الاستراتيجية !
يُظهر الأداء المتواضع لمنتخب الناشئين أن هناك افتقاراً لرؤية استراتيجية واضحة ولخطة تدريب متطورة، ولانتقاء الأفضل عبر الخيار الأميز للاعب، لا يكفي أن يتم اختيار المدربين بناءً على الخبرة فقط ؛ بل يجب أن تكون لديهم القدرة على تطوير مهارات اللاعبين وتوجيههم نحو النجاح والعطاء ، فإن الاستثمار في الكوادر الفنية المؤهلة هو أمر حتمي ، إذ أن المدرب الجيد هو من يستطيع تحويل الإمكانيات الفردية إلى أداء جماعي متكامل، وبها يحقق الهدف والنتائج المرضية .
التدريب والتطوير .. ضرورة ملحة
في عالم كرة القدم الحديث، لم تعد المهارات الفردية كافية لضمان النجاح، يتطلب الأمر منهجيات تدريب متطورة، تركز على تعزيز اللياقة البدنية، التكتيك، والتعاون بين اللاعبين .. يجب أن نعيد التفكير في كيفية إعداد اللاعبين، بدءاً من المراحل السنية الصغيرة، وصولاً إلى المنتخبات الوطنية.
الاستثمار في المستقبل
يجب على اتحاد كرة القدم السوري أن يتخذ خطوات جادة نحو الاستثمار في الفئات العمرية، ويجب أن تُخصص موارد كافية لتطوير الأكاديميات الرياضية، ويوفر بيئة تعليمية متكاملة تشمل التدريب الفني والنفسي، والعمل على التعاقد مع شراكات لدعم الاندية ويمكن أن تساهم في نقل الخبرات والمعرفة اللازمة لتطوير اللعبة في بلدنا .
تفعيل الشغف الجماهيري …
أيضاً لا يمكن إغفال دور الجماهير في دعم المنتخب، فإن الشغف الذي يتمتع به المشجعون يمكن أن يكون دافعاً قوياً للاعبين، لذا يجب العمل على بناء علاقة قوية بين المنتخب والجماهير، من خلال تنظيم فعاليات ولقاءات تعزز من الروابط بينهم .
الطريق نحو الإصلاح
إن الوضع الحالي لمنتخب الناشئين يجب أن يكون دافعاً لنا جميعاً للعمل نحو التغيير.. يجب أن نكون حريصين على بناء مستقبل أفضل لكرة القدم في بلدنا، حيث يمكن للاعبين أن يحققوا أحلامهم وينافسوا على أعلى المستويات، بعد الإصلاحات المطلوبة فهي ليست مجرد أفكار، بل أصبحت الإصلاحات حاجة ملحة لضمان استمرارية اللعبة ونجاحها في المستقبل، لكن ليس مع هذا الاتحاد القابع تحت قبة الفيحاء ينتظر جدول السفريات والسياحة !
فلنبدأ الآن، ولنجعل من كرة القدم السورية قصة نجاح تُروى للأجيال القادمة .