إذا حضر الكاش ينتهي النقاش.. في دوري المحترفين ابن النادي حقيقة أم كذبة؟

متابعة- أنور الجرادات:
نسمع كثيرآ في كرتنا المحلية هذه الكلمة ابن النادي، ويطلقها بعض النقاد والمتابعين على اللاعب الذي تدرج في النادي حتى وصل للفريق الأول، وبات نجما فيه.. في حين يرسل البعض معناها تجاه من قضى بين جدران ناديه سنوات، وأسهم معه بالبطولات، حتى لو لم يكن تدرج فيه بالبدايات.. لكن السؤال: هل لهذه المقولة محل إعراب في عالم الاحتراف؟ والأهم هل لها لدينا متنفس أو أمثلة تستحق الإنصاف؟
انتماء حقيقي
في المواسم الثلاثة الماضية  ظهرت مشاكل بالعديد من الأندية المحترفة على السطح، وبدأت الأندية تعاني من الديون.. وعبثًا تحاول بكل السبل الوقوف على قدميها، لكن لم تقوَ على ذلك.. وكان هناك من يحث اللاعبين على المواصلة داخل هذه الأندية رغم غياب الرواتب وتخمة الديون وتعقُّد الأمور مع مرور الوقت..
بل إنه كان هناك من  يدعو اللاعبين للمجيء إلى التدريبات والانتقال إلى الملاعب بسياراتهم الخاصة.. بعدما أن أعلنت العديد من الأندية إفلاسها  بسبب محاصرة الديون..
ومع كل هذا الألم، وبعدما هبطت العديد من  الفرق ، عندها فسخ كل النجوم عقودهم عدا القلة القليلة من اللاعبين بقيت تقاتل مع  فرقها  رغم كل المعاناة ..ليخرج العديد منهم بتصريحات  هو أشبه بدرس في الولاء، وتعريف حقيقي لـ ابن النادي .. عندما قالوا : لو كان الموت مصيري نحن باقون ومصيرنا بأنديتنا التي لها في رقابنا دينا كبيرا . ليكونوا بعدها  هم الربان للسفينة  حتى لا تغرق أكثر.. ويقودو بنفسهم حملة فرقهم للعمل على العودة لمكانه الطبيعي على شاطئ الكبار.
اللقب المستحق
هذا من يمكن أن يطلق عليه ابن النادي الحقيقي .. أما ما لدينا فهي مجرد شعارات.. ما تلبث أن تتبخر عندما يحضر دفتر الشيكات، بدليل ما يحدث الآن في أوساط انديتنا المحترفة  من قبل العديد من اللاعبين الذين انتشلتهم الأندية من العدم، وعملت عليهم ليصبحوا نجوما .. لينسوا  كل ذلك في نهاية عقدهم رغم معلقاته بالصعود للمدرج، وينتقل.. وهذا الآخر يساوم ناديه في الشهور الأخيرة من عقده رغم تعدد الاجتماعات وكثرة الوعود. وعندما يقبض المقدم من فريقه الذي تعب حتى يجدد له إذا به يخرج في لقاء ليتفاخر: أنا ابن النادي وكأن المفاوضات المليونية كانت مجرد مزحة صبيانية.
لذر الرماد في العيون !
وهناك لاعبون للأسف الشديد في كل موسم هم كالصداع.. سنوات وهوهم  يطالبون بالانتقال، تعددت الإدارات وسلوك اللاعب واحد.. واختلفت الأندية الراغبة فيهم، وهم للانتقال راغبين .. ليخرجوا أخيرا من الباب الضيق.. ليكتبوا رسالة حزينة مكسورة ، محاولة لذر الرماد في العيون.. وكأني بهم نسيو أو تناسوا عمدا وقصدا أو ظن أننا نسينا حواراتهم في الندم على البقاء.. وتمرداتهم في أكثر من لقاء.. وذاك لاعب  احتضنه فريقه الكبير عندما قدم من نادٍ صغير.. وقدم له الكثير والكثير، لكنه استكثر على ناديه حتى الاستفادة من الانتقال، ورحل للغريم كهاوٍ!
وماذا بعد؟
أخيراً .. أنا لست مع أو ضد.. فبعض اللاعبين لا يلام، لكن هنالك من باع على ناديه الأوهام.. وهنا مربط الفرس، وما يجب أن يدق عليه الجرس؛ لذا باختصار ما أريد قوله: إن لفظة ابن النادي ، ليست سوى نغمة يسمع لها المشجع عندما يسترخي اللاعب.. لكن متى استفاق اللاعب، وفكر بمصلحته دون غيره، والتفت للغة المال دون سواها.. فسيبيع العيش والملح، ويشتري الراتب الأعلى، فالملايين  هو من يحكمه بالبقاء من عدمه.
ولن أقول الاحتراف؛ فما زلنا نحتاج لسنين ضوئية حتى نعي ما هو.. ونعمل بمقتضاه، ويكون فعلاً هو الفاصل في العلاقة التعاقدية بين اللاعب وناديه ، وحتى ذلك الوقت أرجو ألا تصدعوا رؤوسنا بحكاية ابن النادي  .

المزيد..
آخر الأخبار